هبة الكايد
أمي ليست هي وأبي ليس هو، فمن أنا ؟
خيالات سوداء بل وثمة هتافات تطلقها حناجر مجهولي النسب بين رحايا نفسها بأجسادها الغضة ذات النبض الملائكي التي كانت ثمرات لمتع عابرة ليس إلا .
ظاهرة اللقطاء التي أرى فيها قمة الظلم البشري والمجتمعي سواء في طرق التخلص منها أو حتى في المسمى الذي قرن بها .. اصبحت ظاهرة مؤلمة لا تدرك فيها الام التي لا تستحق هذا اللقب قيمة وعظمة طفلها .. من أي طينة يا ترى هذه الإنسانة التي تتلوى خلف أسوار الانسانية غير قادرة على امتلاكها أو تشييدها داخل الحجر الاسود الذي يتربع بين ذراعيها .
كم هو مسكين هذا الطفل اللقيط الذي يا حبذا لو نعيد النظر في تسميته الموجعة .. علّ هذا يخفف من مصابه قليلا .. وكم نحن بحاجة لفهم موضوعي لهذا الانسان والنظر اليه كجزءْ لا يتجزأ من المجتمع والنظر بحاله بجدية أكثر من قبل المسؤولين والمختصين بشؤونه .
فلقد بدأت هذه المشكلة تنمو في مجتمعات الوطن العربي عموما وباتت تصيب أعماق الحياة الاجتماعية في شتى مناحيها ، وربما ما يكون من اسبابها بين الشباب ما يتمثل في العنوسة والبطالة والفقر وضعف الوازع الديني وانتشار الكحول والمخدرات ورواج الزواج العرفي وزواج المتعة وغيره من انواع الزواج التي لم تكن بالحسبان ، عدا عن انتشار العاملات الآسيويات في المنازل ، ناهيك بالطبع عن تلك المسببات التي أدخلت عنوة الى بلادنا العربية كمراكز التدليك والمساج في بعض الفنادق والأحياء الراقية وخاصة تلك التي لا تعمل ضمن منظومة الضوابط المهنية والأخلاقية .
ومهما اختلفت الزوايا التي ينظر فيها حول هذه القضية ومهما تعددت الآراء وتباينت المواقف فإن القضاء عليها ممكن ، فبالإضافة الى جهود الوزارات والمؤسسات المعنية و ذات العلاقة للحد من مخاطرها وسلبياتها فإن الحل الأمثل يأتي من نفس المواطن ووجدانه وعليه تقع التبعية الأخلاقية امام ضميره وامام الله وامام الناس كما تقع التبعية الجنائية امام القانون .. لأنه لا بد من وجود ضمير حي يوقف الفرد عند حدود الحلال .. وإن تتساءلوا عن ماهية البحث عن مكان هذا الضمير فهو لا ينمو الا في تربة الايمان بالله ، وصدق رسوله الكريم اذ قال :"اذا اراد الله بامرئ خيرا جعل له واعظا من نفسه".. فأطفالنا فلذات قلوبنا وهم بذور اليوم ورجال المستقبل .
أزمة أخلاق
- التفاصيل