لها أون لاين
أصبح من الجلي دأب المنظمات النسوية التغريبية لإفساد المجتمعات، وتشتيت الأسرة المسلمة، وهدم استقرارها من خلال علمنة القوانين، خاصة تلك المتعلقة بالمرأة، لمعرفتهم بمكانتها العظيمة في الأسرة، ودورها في نقل القيم الأخلاقية والدينية لها وضمان استمرارها.
ولنكون أكثر مصداقية ووضوحاً، فلا بد هنا من الإشارة إلى وجود أيدٍ خفيةٍ أخرى تعزز من قوة هذه المنظمات وفاعلية توصياتها.
هذه الأيدي قد تكون يدي ويدك ويد كل من يساهم في إشاعة الظلم، إذ إن التطبيق القاصر لنصوص الشرع من خلال الفهم الخاطئ لها، أو بغرض تطويعها وفق الأهواء وطغيان العادات والتقاليد، أو تجاهلها في كثير من الأحيان، يساهم بشكل كبير في مد يد العون إلى هذه المنظمات؛ لتنفد إلى داخل مجتمعاتنا وتجنّد لخدمتها من هم من أبناء جلدتنا. وإن بحثنا عما تستند إليه هذه المنظمات التغريبية للمطالبة بإنصاف المرأة وتحريرها، نجده مظالم لم ترد لحالات فردية يعمدون إلى تعميمها، إلا أنها واقعة في مجتمعاتنا، ولم نمتلك الجرأة للاعتراف بها ومناقشتها؛ لإيجاد الحلول لها من مصادرنا التشريعية، في حين يأتون هم بشعاراتهم البراقة التي تأخذ بلب الكثيرين، فيحظون بتأييدهم، وقد يصل حد الإيمان بأفكارهم والدفاع عنها. وما ذلك إلا نتيجة لأمرين؛ الجهل بحقيقة حقوق المرأة وواجباتها في ديننا الحنيف، والتطبيق الخاطئ لتعاليم شريعتنا وأحكامها.

الأمر الأول يتم حله بنشر ثقافة حقوق المرأة من المنظور الشرعي، وهذا واجب فردي ومؤسساتي؛ فردي بحيث يجب على المرأة أن تعرف حقوقها جيداً، فأول خطاب وجهه الله سبحانه وتعالى إلى  نبيه محمد صلى الله عليه وسلم كان: ﴿اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ * خَلَقَ الْأِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ * اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ * الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ * عَلَّمَ الْأِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ﴾ هكذا أمر الله نبيه وأمته بالتعلم وحثهم عليه.
وللأسف أننا نجد كثيراً من النساء جاهلات بحقوقهن الشرعية، حتى أولئك اللواتي على قدر كبير من الثقافة والعلم، فكل ما تعرفه هو أن  مضامين الشريعة الإسلامية كفلت الحفاظ على حقوق النساء، أما من جهة التطبيق أو التفاصيل فلا علم لها بأي منها، وهذا الجهل يجعل الطريق معبدة لأصحاب المنظمات التغريبية لنشر ثقافتهم، وإعادة صياغة المنظومة الثقافية والاجتماعية للمرأة المسلمة الجاهلة بحقوقها، والمعرضة للظلم المجتمعي بما يتلاءم مع أهدافهم التغريبية ومخطاطاتهم العولمية.

أما الواجب المؤسساتي فتضطلع به المؤسسات التعليمية والإعلامية والدعوية والاجتماعية، لما لهذه المؤسسات من دور كبير في ترسيخ القيم والسلوكيات، من خلال تعريف المجتمع وتثقيفه بحقوق المرأة، ونقول المجتمع وليس فقط المرأة؛ فالرجل الزوج والأب والأخ معني أيضاً بمعرفة حقوق المرأة في الإسلام حتى يمنحها هذه الحقوق.

إن نشر ثقافة حقوق المرأة من منظور شرعي بدءاً من المناهج التعليمية، مروراً بما تقدمه وسائل الإعلام على اختلافها واختلاف برامجها، وإعادة إحياء القيم الإسلامية الحقيقية لمنظومتنا الاجتماعية، وتنقيتها من الشوائب العالقة بها، ورد المظالم التي تتعرض لها المرأة وإيفائها حقها في البيوت والمحاكم، من خلال الالتزام بالمرجعية الإسلامية في التعامل مع قضاياها ومطالبها ومشكلاتها،  والحرص على صياغة قوانين للمرأة وفق الشريعة الإسلامية وتعديل ما يناقضها..
كل هذه الأمور مجتمعة، بالإضافة إلى فضح مخططات المؤسسات التغريبية وما يريدونه من هدم لقيمنا ومجتمعاتنا... ستغلق الباب أمام  المؤسسات التغريبية التي لن تجد ثغرة تنفد منها إلينا، ولن تجد من أبناء جلدتنا من يعينها علينا.

JoomShaper