جلال حسن
بفضول، يتجمع الناس حول أية عربة أو بسطة أو محل لغرض التطلع والشراء، لذلك يبتكر أصحاب المحال والبسطات على حد سواء عروضا دعائية لترويج السلع والبضائع، وتعتبر هذه العروض من المغريات التي تعزز السلوك الاستهلاكي الموجود أصلا لدى الكثير من المواطنين في أسواق الباب الشرقي وباب المعظم والشورجة وباقي الأسواق الشعبية، وتبدأ هذه المغريات.
من بيع مواد (حاجتين بربع) و(حاجة بربع) و (حاجة بخمسمئة دينار) و(حاجة بألف دينار) و(حاجة بألفين دينار) وتكتب الأسعار على لوحات مكتوبة بخط اليد أو الترويج بواسطة مكبر للصوت يلعلع دون توقف.
وبما أن الكثير منا لا يتمتع بالثقافة الشرائية السليمة التي ترفع الوعي إلى شراء المستلزمات الضرورية فقط، نجد أنفسنا وقد اشترينا كثيرا من البضائع الفائضة عن الحاجة، بل يكون الشراء بطريقة عشوائية ما يعتبر سلوكاً استهلاكياً خاطئاً وهدراً للأموال من دون مبرر.
أحد المهتمين بالشؤون الاجتماعية يرى أن السلوك الاستهلاكي ضرورة حتمية، تمليها حاجة الفرد والجماعة ومنها الأسرة لإشباع الاحتياجات الضرورية والأساسية في الحياة كالمأكل والمشرب والكساء، فالإنسان بالطبيعة يسعى إلى إشباع احتياجاته، ويتم ذلك من خلال سد هذه الاحتياجات عن طريق اقتناء السلع التي تتم عن طريق الشراء سواء للسلع الضرورية أو الكمالية، ويعتمد بذلك على خاصية العرض والطلب. والإنسان تتجدد احتياجاته بين الحين والآخر والدوافع التي تغذي الحاجات كذلك هي متجددة، وهي التي تقود إلى بروز هذه الحاجات لديه، فيبدأ الإنسان وبعد أن أشبع حاجاته الأساسية بالاندفاع نحو إشباع الحاجات الكمالية، ومن ثم إشباع حاجات تعتبر أقل من الكمالية، وإشباع الحاجات الكمالية تعود بالتالي للواقع الاقتصادي الذي يعيشه الفرد، لذلك نجد أن أي تغيير في البيئة أو ما يمكننا القول تغير الزمان والمكان من شأنه أن يترك تأثيراته في السلوك الاستهلاكي للفرد.
أن الإعلانات والعروض الترويجية التي تنتشر في الأسواق المحلية هي من محركات الاستهلاك التي تدفع وتجذب الفرد للاستهلاك، ما يدفع الكثيرين إلى اقتناء سلع لسنا بحاجة إليها لولا وسائل الجذب فضلا عن العامل النفسي، ما يؤدي دوراً كبيراً في عملية الاستهلاك، لذلك يعتبر التعويض النفسي عاملا يحرك الفرد إلى اقتناء ما ليس بحاجته، وشراء سلع أكبر من قدراته المادية كماً ونوعاً، ما يدفعه أن يلجأ إلى وسائل مالية لسد الاحتياجات التي يراها ضرورية، فضلا عن العامل المظهري لدى بعض الأفراد الذين يجدون في ملء "الأكياس" بالسلع من مظاهر التفاخر والتباهي.
كلام ابيض :ثقافة الاستهلاك
- التفاصيل