د.عدنان الطوباسي
يبررالناس تصرفاتهم وقراراتهم ، وسلوكياتهم في احيان كثيرة لأشياء تقنع او ربما لاتكون مقنعة وفي حالات كثيره يكون التبرير غير منطقي لكن رغم ذلك يستمر الناس في تبريراتهم بقوه , ودون اي تردد ومهما كانت هذه التبريرات مخالفه للواقع الذي يعيشونه .
ويشير الدكتور محمد نجاتي استاذ علم النفس الى انه يصدر عن الانسان سلوك عن دوافع لا شعوريه غامضة وفي كثير من الاحيان تكون هذه الدوافع اللاشعوريه غير مقبولة عند الفرد نفسه او غير مقبوله في المجتمع كما يحدث احيانا حينما يصدر عن الانسان بعض التصرفات الصادره عن دوافع غير خلقيه او عن الانانية او الغيرة او الكراهية ويحاول الانسان في مثل هذه الحالات ان يفسر سلوكه تفسيرا معقولاً وان يبدي له اسباباً تكون مقبولة في المجتمع. وتعرف هذه العمليه بالتبرير و هو حيلة عقلية دفاعية تقي الانسان من الاعتراف بالاسباب الحقيقيه غير المقبولة لسلوكه كما تحميه من ضرورة الاعتراف بالخطا والفشل والنقص,فالطالب الذي يرسب بالامتحان قد يلجأ الى تبرير رسوبه بانشغاله بمرض والديه او بمرضه هو او باضطهاد اساتذته له او بظرورف عصيبة وقاهرة يمر بها او بعدم قدره المعلم على ايصال المعلومه للطالب او غير ذلك من الاسباب الاخرى.

عندما نعود لحياة كل فرد وكل انسان فينا نجد بداخله وجعا والما ومعاناة ولكن على هذا الانسان ان يدرك ان التبرير لكل تصرف يجب ان يكون مقنعا وواضحا دون اي مواربة للحقيقه والا اصبح هذا الشخص يوصف بالضعف وعدم القدره على مواجهه محيطه وبيئته المحيطه به فيلجأ لان يبرر اغلب الافعال التي يقوم بها.
وصورالتبريركثيره منها التي يلوم فيها المبرر الاسباب ولا يلوم نفسه على النتيجه التي لا يرضاها ومن الامثله الولد العنيد الذي لا يلتزم بتعليمات الاهل يبرر لنفسه انهم يطلبون منه اشياء غير منطقيه والشخص الذي يفشل في الحصول على وظيفة معينة يعيب تلك الوظيفه بانها سلبية ولا يوجد لها مستقبل او ان الواسطة تدخلت فحرمته اياها , والتاجر الذي يخسر ثروته يبرر لنفسه ان وجود المال بيده افقده راحه البال ومن الامثله ايضاً الازواج عندما ينفصلون لاسباب معينه يبرر كل منهم اسباب الانفصال بعدم قدرة الطرف الاخر على التجاوب وعدم القدره على التفاهم معه ويصفه بانه انسان لا يطاق المعشر,واصبحت الحياة معة اخذة بالمشاكل والصعوبات والتحديات ووجع الراس والسلبيات التي اول وليس لها اخر.
ولكي يكون التبرير مقنعاً بين الانسان واهله واصدقائه ومحيطه ومجتمعه فعليه ان يكون في الحدود المعقوله التي يستوعبها المستمع ولا بد ان نشير الى ركيزه المجتمع الاولى وهي الاسره فعلى الاسره ان لا تزيد التوتر والضغوطات داخل محيطها وخاصة على الابناء فيصبح الفرد فيها متشتتا ويصبح في صراع مع نفسه ومع مجتمعه فاما ان يكذب او لا يكذب وفي كلتا الحالتين تكون النتيجه مؤلمه وفيها صراع داخلي لهذا السبب يلجأ الشخص في اغلب الاحيان ان يبرر كل تصرفاته للاهل وهذه مشكله كبيره يعاني منها الاهل في انهم يزيدون من العقوبات ومن قائمه الممنوعات والمحظورات فتسبب هذا القواعد القاسيه بان يصبح كل سلوك الفرد داخل الاسرة قائم على التبرير خوفا من العقاب وعندها تهتز ثقة الولد او البنت بالاهل وتهتز ثقته بنفسه وبمن حوله ولا يوجد مجال للتعبير لما يقوم به من سلوكات فيها اخطاء الا عن طريق التبرير واذا تكرر التبرير في كل سلوكيات الشخص اصبح ضعيفا ولا يعتمد عليه في اي شي لانه غير قادر على اتخاذ اي قرار في حياته .
لذلك على الاهل ان يمدوا جسور الثقه بينهم وبين ابنائهم ويتعاملون بلين وسهوله ولا يزيدون الامور تعقيدا ولينتبه الاهل الى ان الحياه قد تغيرت وان شبابنا وبناتنا يعانون من ضغوطات كبيره سواء في العمل او الدراسه او غيرها من امور وعلى الاهل ان لا يساهموا في ان تصبح كل سلوكيات ابنائهم مبرره لانها تدل على مشاكل وعدم الانسجام وعدم التكيف مع المحيط.
ان التبرير لابد ان يؤسس على قاعده من الوضوح والمصداقيه الذاتيه والمواجهه مع الذات والثقة والاقناع؛ وفي الحياة علينا ان ندرك ان الصدق طريق النجاة لكل العابرين .

JoomShaper