عمان - الدستور - أنس صويلح
يمر عيد الأم على بعض الأمهات حزينا ثقيلا يزيد لوعة قلوبهن ويجدد آلامهن بعد أن وجدن أنفسهن وقد مضى العمر وتقدمت بهن السن في دور المسنين دون أبناء يحيطونهن بالرعاية وبلا فرحة.
لا يجدن إلا بعض الذكريات والمواقف التي تذكرهن بأبنائهن بخاصة وهم اطفال غير جاحدين او حاقدين او متناسين لفضل تلك الأم في تربيتهم وتنشئتهم ، وحيدات دون رعاية يقمن في مراكز إيواء ورعاية المسنين التابعة لوزراة التنمية الاجتماعية.
وتتجدد تلك الآلام والعالم يحتفل بذكرى عيد الأم الذي يصادف 21 اذار من كل عام ، فالأم التي تستحق الاحترام والتقدير والإجلال تحمل وتلد وتربي وتسهر الليالي وتفرح وتدعو وتتمنى ان يكون ابناؤها افضل الناس ، وهي التي ان قوبلت يوما بجحود ابنائها تبقى على حبها لهم ، تغضب قليلا لكنها تدعو لهم في سرها وتحيطهم بحب لا يعرف حدودا.
امهات كثيرات يمضين كل اوقاتهن في دور الرعاية ، يقلبن ذكريات الماضي بانتظار قدوم "الفرج" ، أو أن يعود للابن وجدانه واحساسه بالرجوع الى يد امه وتقبيلها وتعويضها القليل عن الحرمان الذي عانته من فقدان فلذات اكبادها وهي في امس الحاجة إليه بعد كل هذا العمر من التعب والشقاء.
في احدى دور المسنين الموجودة في عمان كانت الحاجة خضرة التي تبلغ من العمر 70 عاما تتحدث عن احساسها وحزنها بعد ان وصلت الحال بأبنائها الى وضعها في هذه الدار ونسوها بحجة العمل وانشغالهم في تأمين لقمة العيش.
حال "خضرة" ليس بعيدا او افضل عن رفيقتها في نفس الدار "ام تامر" التي ربت أربعة أولاد وتعبت ولم تجد من يرعاها في آواخر عمرها ، فأبناؤها لا يستطيعون ابقاءها معهم بسبب انشغالهم بالعمل او عدم رضا زوجاتهم بالاعتناء بها ، بحسب قولها ، الأمر الذي يحزنها ويسبب الألم لها.
وتشير مصادر في مديرية الأسرة والطفولة في وزارة التنمية الاجتماعية المسؤولة عن متابعة دور المسنين والإشراف عليها الى أن زيارة الأبناء لأمهاتهم قليلة وتكاد تكون نادرة ، حيث تقتصر الزيارات على المناسبات كالأعياد وعيد الأم ، الأمر الذي يسبب الكثير من المشاكل النفسية لحياة الأمهات.
وبحسب المصادر ، فإن عدد المسنين في دور الرعاية التي تقوم وزارة التنمية بشراء الخدمات مقابل رعايتها لهم بلغ (117) مسنا ومسنة خلال العام الماضي ، بينما بلغ عدد المسنين الذين يقيمون في دور الرعاية على نفقتهم الخاصة (214) مسنا ومسنة موزعين على خمس دور تتبع للقطاع الخاص وتقدم الخدمات التي يحتاجها المسنون.
وبين أن المنتفعين في دور رعاية كبار السن يتلقون الخدمات الاجتماعية والصحية والنفسية والترفيهية وفق برامج تناسب قدراتهم وامكانياتهم ، وان الوزراة تقوم بمتابعتهم ، إضافة الى أن الوزارة تعتبر الجهة المانحة لترخيص دور رعاية كبار السن والمشرفة عليها وفقاً لتعليمات الترخيص ، ويتم الإشراف والمتابعة من خلال الزيارات الميدانية لكوادر الوزارة على مدار العام للتأكد من جاهزية الدور لاستقبال وتقديم الخدمات للمسنين.