عبدالله ابراهيم الحويان/الدستور
باتت ظاهرة العنف الجامعي تؤرق المجتمع الاردني مع تفشيها في السنوات العشر الاخيرة, ولعل السبب الابرز وراء هذه الظاهرة السلبية هو عدم انخراط الشباب في العمل السياسي اضافة الى ضعف الوازع الديني وضعف الاعلام الموجه الذي يعنى بالقضايا الطلابية, فلا يكاد يمضي وقت دون سماعنا بمشاكل عنف في جامعة وأخرى , وتعددت الدراسات التي تناولت ظاهرة العنف الجامعي لكننا لم نلمس حلولاً لهذه الظاهرة بالرغم من وضع عقوبات صارمة بحق من يتسبب بهذه المشاكل.
لكن هل عقوبة الفصل -مثلا- كافية لحل هذه الظاهرة واندثارها؟.
ام أن علينا البحث عن حلول أخرى أكثر ايجابية تلغي مظاهر العنف في الجامعات؟.
هذه آراء بعض الشباب حول أسباب العنف الجامعي والحلول المقترحة لها.
ضعف الوازع الديني.
اكد الطالب الجامعي احمد العبداللات ان السبب الابرز وراء العنف في الجامعات هو ضعف الوازع الديني لدى بعض الطلبة وعدم انخراطهم بالحياة السياسية اضافة الى الافكار المحدودة لدى الطلبة والتي تقتصر على أمور شكلية.
واضاف العبداللات: لو نظرنا الى مشكلة بين طالبين في اي جامعة نلاحظ ان السبب وراءها غير منطقي وهذا دليل على قلة الوعي لدى أؤلئك الطلبة خصوصا طلبة الكليات الانسانية التي يبرز فيها العنف اكثر بكثير من الكليات العلمية ولعل السبب في ذلك تدني معدلات وتحصيل الطلبة العلمي وعدم انشغالهم بأمور البحث العلمي مثل الكليات العلمية بالاضافة الى وقت الفراغ الطويل الذي يقضيه الطلبة بين المحاضرات.
وبيّن الخريج الجامعي ماهر جمال ان العنف الجامعي ازداد في السنوات العشرة الاخيرة ازديادا واضحا ولعل السبب في ازدياده هو الغزو الفكري الذي يتعرض له الشباب من خلال الافلام السينمائية التي تتسم بطابع العنف, فاصبح عند الشاب هاجس حب الظهور والتقليد الاعمى.
واشار الى انه يجب توفير ورش عمل وحلقات بحث بين الشباب للحد من هذه الظاهرة ويجب ان تكون عقوبة المسبب للعنف عقوبة صارمة وان لا نكتفي بعقوبة الفصل والانذار فقط.
واشار الطالب الجامعي نضال كنعان الى ان اغلب اسباب العنف في الجامعات تعود لاسباب سخيفة ويمكن حلها دون اللجوء للعنف ولا يوجد سبب واحد منطقي يدعو للعنف في الجامعات.
وبين ان اغلب الشباب في الجامعات لا يوجد لديهم وعي فكري وثقافي للحد من هذه الظاهرة والتي اصبحت لا تخلو منها جامعة من الجامعات بل اصبحت تحدث بشكل شبه يومي تقريبا ولا يكاد يمضي يوم دون مشاهدتها في اي جامعة سواء حكومية او خاصة.
أسباب شكلية.
واتفقت الخريجة الجامعية سهير محمود مع القائلين بأن أغلب أسباب العنف الجامعي هي أسباب شكلية لا يوجد لها داعٍ او مبرر والسبب هو النقص في الفكر الاخلاقي وضعف الوازع الديني الذي يدعو الى الصبر والحلم واحترام الآخريين.
واضافت سهير: على الجامعات القيام بمحاضرات وندوات ثقافية وفكرية للحد من هذه الظاهرة التي أصبحت مشهداً يومياً في كل الجامعات بدون استثناء.
وقالت الطالبة الجامعية لينا الجمل: العنف الجامعي ظاهرة سلبية متخلفة والذي يقوم بها يعكس البيئة المحيطة به ويعكس تربيته في أسرته لان الجامعات لم تخلق لعرض البطولات وعرض العضلات بل خلقت لهدف تربوي وعلمي سامي ويجب معاقبة المتسببين فيه وتسليمهم للقضاء لانهم يقومون ببث الخوف والرعب في نفوس طلبة الجامعات بالاضافة الى تشويه صورة الجامعة وصورة التعليم في الاردن.
واضافت: هناك الكثير من الطلبة المغتربين من الدول العربية المجاورة وربما يعزفون عن التسجيل في الجامعات الاردنية عند عند سماعهم بمستوى العنف في كثير من الجامعات الاردنية.
واشار الخريج الجامعي سامر محمد الى ان السبب الابرز وراء العنف الجامعي هو الكبت النفسي الذي يتعرض له طالب الجامعة سواء في المنزل او الجامعة مما يدفعه الى تفريغ هذا الكبت باستخدام العنف ضد الاخرين وليثبت للذين حوله انه موجود.
واضاف أن الدور الاكبر لمحاربة هذه الظاهرة هو للاسرة من خلال التربية الصالحة والتعامل مع الطالب كرجل.
ضرورة معالجة الظاهرة.
وبين الطالب الجامعي محمود -الذي شارك باعمال عنف جامعي- ان السبب الذي دفعه للمشاركة في العنف هو مشاهدته لاحد اقاربه وهو يتعرض للضرب من بعض الطلبة داخل الجامعة فذهب لمساعدة قريبه وتخليصه من قبضتهم لكن دون جدوى الامر الذي دفعه و بمساعدة بعض اصدقائه لضربهم.
واضاف طلبت بعدها لمجلس الضبط في الجامعة وحققوا معي ووجدت نفسي بعد انتهاء التحقيق مفصولا من الجامعة مما أدى الى تسجيلي بجامعة خاصة وتأجيل تخرجي سنة ونصف وانا نادم اشد الندم.
واكد الطالب الجامعي محمد السقا على ضرورة معالجة هذه الظاهرة من جذورها ومحاصرتها لكي لا تنتشر اكثر لانها ظاهرة سلبية تعود عل مجتمعنا بالمضرة وتضر ايضاً بسمعة التعليم في الاردن.
واضاف: يجب وضع حلول وآليات واضحة لمعالجة هذه الظاهرة من خلال عقد ندوات وورش عمل بين الطلبة والمعنيين بالعمل التربوي.
وقال الطالب الجامعي محمد الطراونة ان السبب في هذه الظاهرة هو عزوف الشباب عن المشاركة في الاعمال التطوعية التي تخدم المجتمع لأن الشباب حين يشاركون في مثل هذه الاعمال يصبحون قادرين على العطاء وتتحرر افكارهم وتتغير مبادؤهم لانهم اصبحوا مساهمين في عملية التنمية والاصلاح.
واضاف ان الوقت الذي يقضيه الطالب بين المحاضرات يجب استغلاله سواء بالبحث العلمي او النشاطات الرياضية والاجتماعية داخل حرم الجامعة ليصبح بعد هذا غيوراً على سمعة الجامعة ومكانتها ولا يقوم بأمور سلبية كظاهرة العنف الجامعي.
/ رأي علم الاجتماع.
واشار استاذ علم الاجتماع في جامعة البلقاء التطبيقية الدكتور محمود الخوالدة الى ان الدراسات النفسية بينت ان من يقومون بالعنف داخل الجامعات هم من ذوي التحصيل الدراسي المتدني وهم فاشلون اجتماعيا ولا يوجد لديهم نضج معرفي.
وبين الدكتور الخوالدة ان هناك مجموعة من العوامل بحسب الدراسات ادت الى العنف منها الشراهة والجشع وهذه جزء من التنشئة الاجتماعية في الاسرة بالاضافة الى ان جزءا من الذين يقومون بالعنف كان منهم من يعانون من اضطرابات نفسية مثل الاكتئاب نتيجة الحرمان داخل الاسرة وجزء ايضا اصابهم الهوس وحب الظهور والفكر الاسطوري وبالتالي شكل لديهم وساما ثقافيا بالاضافة الى ان بنية التفكير لديهم تحمل افكارا شريرة و مسمومة وسلبية نتيجة تدني احترام الذات والسقوط الاخلاقي.
واضاف الدكتور الخوالدة ان من يقومون بالعنف الجامعي بحاجة الى علاج نفسي وحجر صحي و بحاجة الى تفريغ الصندوق الاسود لديهم وغسل ادمغتهم من الافكار المسمومة التي يحملونها.
العنف الجامعي.. الأسباب وطرق المعالجة
- التفاصيل