كريمان الكيالي
البساطة تكاد تكون اكثر صفة ، تتداخل في كثير من شؤون حياتنا ، ربما لأنها تعني الود الجميل ، او تنفي حواجز مصطنعة بين البشر، تأخذ صورا من الغطرسة والغرور والتعالي و»الفخفخة « الكاذبة .
في الوان مختلفة من البساطة .. اطلق بعض مصممي الازياء في ايطاليا صيحة جديدة، لموضة ربيع وصيف 2011 ، تتحدى في خطوطها كل ماهو محبط ومكلف ، وتعلن ان اقل الملابس وابسطها «افضلها» ، عبر خيار يمزج بين القديم والعصري الحديث، وذلك بالاستعانة بكل ماهو مهمل من الثياب أو «بطلت موضته «!!ّّ
اما بساطة الحياة وتلقائية البشر وعفويتهم وطيبتهم ، من خلال رسم الوجوه المتعبة وصخب الباعة، وحركة الناس في الاماكن المتواضعة والازقة الضيقة والحارات القديمة والبيوت العتيقة، الذين لايبذلون جهدا في القاء كلماتهم، بل ولديهم الكثير من الوقت للحديث، برغم ان الزمن نال منهم وانهكهم الى حد كبير ، فشكلت تجربة فنية متميزة للفنان التشكيلي المغربي المعروف»ميلود نويكه «حيث الانطباع بأن غالبية من يشاهدوا لوحاته يجدون انفسهم داخلها . وفي بساطة لا تخلو من طرافة.. طلب من خبير مالي ان يلخص انهيار الاقتصاد العالمي ، لبعض القرويين البسطاء ، فلم يجد افضل من ان يشبه ما حدث بأزمة في سوق المواشي، بسبب ارتفاع أسعارها وعجز الناس عن شرائها ، مما ادى الى كسادها .
قد تكون البساطة طريقا للسعادة ..قناعة خرج بها احد الاثرياء حين اختار ان يقضي اجازة مختلفة للراحة والاستجمام ، بعيدا عن كل اشكال الرفاهية التي يعيشها، ليكتشف ان حياته اصبحت اكثرهدوءا ورضا ومتعة ،وانه عثر على كنز مفقود اهم بكثير مما يملك .
على عكس « المسمى « فان البساطة قوة مؤثرة في عالم يزداد تعقيدا كل يوم ، وفن في التعامل يمكن من خلاله التأثير على الناس وكسب حبهم و احترامهم ، لكن ثمة من يخافونها بحسب ما يقول استاذ علم النفس من معهد العلاقات الانسانية بجامعة «ييل «جون كولارد» ،حيث يؤكد بحسب دراسات وابحاث مختلفة،انها تقع ضمن اكثر سبع ظواهر تسبب القلق والخوف للناس، بسبب الانطباع السلبي واعتبار البساطة نوع من السذاجة او الغباء او»الهبل».
البساطة مطلوبة دائما في كل الاوقات والاحوال والامور، واذا تعلق الامر بمشروع الزواج اصبحت ضرورة ، ويقول العريس «محمود» وتزوج قبل حوالي شهر : مهما حاولنا ان نجعل العرس بسيطا ونختصر في كثير من التكاليف،الا الزواج يبقى مكلفا جدا هذه الايام .فقد تغيرت طقوسه ،باختلاف حياة الناس التي ابتعدت عن البساطة، واصبح الزواج اقرب لاستعراض لقدرات عائلتي العروسين ومكانة كل منهما .
ويضيف بأن الزواج كلفه 20 ألف دينار،ما بين مهر وشبكة وهدايا ونفقات في فترة الخطوبة واثاث وحفلة الزفاف. وتضيف عروسه « روان « :المشكلة ان الاسعار اصبحت «نار» الذهب والملابس والاثاث واجرة الصالة ، ومهما حاولنا التوفير ما «بتزبط «
وتقول : الخطوبة كانت في البيت، واقتصرت على اسرتينا وبعض الاقارب، لكن من الصعب الا يكون هناك حفل زفاف ، لن نسلم من ألسنة الناس وانتقاداتهم.
اما الحنين الى ايام زمان وما نحمله من مشاعر نحو الماضي، بحسب مايقول كثيرون ، فهو رغبة في العودة الى حياة بسيطة بلا تكلف ، حيث كان الناس على سجيتهم وطبيعتهم ، و العلاقات بينهم اكثر متانة وصدقا، هناك تواصل بين الاهل والاقارب والاصدقاء والجيران ، والجميع يتشاركون في السراء والضراء، بل وكانت للحياة نكهة اخرى حتى في الطعام والشراب ، كل شيء كان احسن حتى الصحة .!!

JoomShaper