الدستور – نداء عواد

كثيرا ما نسمع عن العلاقة والتواصل والرضا بين الكنة والحماة، ولكن قليلا ما نسمع عن التواصل بين الأزواج وحمواتهم، فالازواج يتذمرون من حمواتهم دون معرفة للأسباب احيانا. اضافة الى ان اي كلام او تصرف للزوجة لم يعجب زوجها فسرعان ما يكيل الاتهامات الى حماته مؤكدا ان هذه المطالب او التصرفات لم تأتِ من فراغ وانما بتوجيه من والدة زوجته.

ولكننا اليوم سنتحدث عن وجهة نظر مختلفة بعض الشيء وهي كيفية ارضاء الحموات من الزوجين معا وانعكاساتها على مسيرة الاسرة بشكل ايجابي.

فـ «الكنة» او «الحماة» لهما معتقدات غير مشروعة وغير مستحبة، فهما شخصيتان غريبتان عن بعضهما وفي نفس الوقت اعمارهما تختلف وطريقة التفكير كذلك، لكن في رأيي ان الكنة التي تحب امها وتكن لها الحب والاحترام فيجب عليها تلقائيا ان تعامل حماتها بنفس الطريقة والعكس كذلك بالنسبة للحماة. فهي ايضا تمتلك ابناء وتحب السعادة لأولادها فبحبها ودراية عقلها الكبير فما المانع من ان تعتبر زوجة ابنها وكانها احدى بناتها التي تكن لهم المشاعر الصادقة.

مشاعر

وباستطلاع سريع عن وجهة نظر الكنة في كيفية التعامل مع حماتها حتى تكسب الود بينها وفي نفس الوقت تكسب زوجها.. تقول «بيسان» المتزوجة منذ ثماني سنوات ان المشاعر الحقيقية الصادقة تقرب بينها وبين حماتها التي تعتبرها بمثابة والدتها. مضيفة ان الحماة هي ايضا ام ولها علينا حقوق ومراعاة، وباعتقادي ان التوافق بيني وبين حماتي سينعكس ايجابيا على حياتي الاسرية وانا منذ ان دخلت الى بيت زوجي اخذت عهدا على نفسي بأن تكون حماتي امي الثانية وسأبذل ما بوسعي لارضائها، لان ذلك سينعكس حتما على علاقتي بزوجي وسعادتنا اجمع.

احترام

اما زينب «ام احمد» فاستهجنت اعتقادات الاخرين ونواياهم تجاه حمواتهم ، فتقول: لماذا لا نحرص على ان نحب ونحترم ام ازواجنا، فما العيب في ذلك، فبالنسبة لي انا احب حماتي واحترمها واعتبر نفسي خير مساعدة ومعاونة لها مع حرصي دائما على المبادرة، فبذلك اكسب حبها واحترامها لي، فهي تضعني بمنزلة ابنتها في قلبها، وهذا الامر يسعد زوجي ويحرص على احترامي اكثر واكثر، كما انه بالمقابل يبادل والدتي بمشاعر الحب والتقدير.

صداقة

الصداقة.. هذا ما ايدته سناء «ام انس»، تقول: ان الصدق والصداقة هي الخطة التي بيني وبين حماتي مع العلم باني اناديها بأمي، فلما الاصطدام ولما الكره وماذا يفيد الآخر، فهذا الاسلوب يؤدي الى التهلكة والحقد والكراهية بين الحماة والكنة وسينعكس على الزوج الذي بدوره سيقع بحيرة بين والدته وزوجته وسينعكس على اسرته سلبا.

اما عادل فلديه وجهة نظر مختلفة فيقول « العين بالعين والسن بالسن «. فهو يؤكد انه مادام الوفاق والاحترام بين زوجته وامه متواجدا، فهو حتما سيبادل حماته بنفس المشاعر ويضيف: ان الازواج اكثر ما يسعدهم هو توافق زوجاتهم مع حمواتهم لان اي اختلال بالعلاقة بينهن سينعكس على الزوج مباشرة وقد تصل الامور الى حد الانفصال بسبب مشكلة ليس له بها اية علاقة.

تكاملية

ويبين رائد ان العلاقة بين الكنة والحماة هي علاقة تكاملية لانجاح الاسرة، فنحن نسمع الكثيرعن حالات انفصال وقعت نتيجة عدم توافق بين الكنة وحماتها، اضافة الى ان الزوجة تنتقم من زوجها عند اختلال العلاقة مع حماتها كونه ابنها وهو اساس التعارف وهو الاقرب لذلك، وبدوره يعمل الزوج على تلطيف الاجواء دائما بين زوجته وامه خوفا من الوقوع في الحرج وبرأيي فهو اكثرهم ضحية فلا يعلم من سيرضي ومن سيغضب.

مضيفا: لا اجد حرجا حين تعمل الكنة لارضاء حماتها، فهي بمثابة والدتها كما انها وسيلة لاسعاد زوجها، فالزوجة الصالحة تعمل وتبحث دائما عما يضيف السعادة على حياتها واسرتها، فهذه دعوة للجميع لفتح صفحة جديدة بين الزوجة وحماتها وتغيير العلاقة الى الافضل والاحسن.

 

JoomShaper