لهن
يعشق الأجداد الأحفاد ، تبعاً للمثل القائل "أعز الولد .. ولد الولد"، هذه العلاقة الخاصة والألفة الرائعة مع اختلاف أجيالها تتسم بالحب بين الطرفين ، فمهمة الأجداد تقتصر دائماً علي التدليل والصواب دون عقاب أو أوامر ونواهي ، الأمر الذي يدفع ثمنه الآباء فيما بعد.
ويقول خبراء علم النفس أن الأب والأم يعيشان الأبوة والأمومة مع أطفالهما في حلوها ومُرّها، لكن الجدين يعيشان مع الأحفاد الأبوة والأمومة المتأخرة في حلوها فقط، أما الجانب المر فيتركانه للأب والأم ، يعطيان الحلوى للحفيد حين يرفض الأب أو الأم.. يعطيانه النقود خلسة.. يشتريان له الألعاب.. حكاية قبل النوم تصبح عند الجدين حكايات وحكايات.. يتفننان في تدليع الحفيد، ولا مانع لديهما من اللعب معه حتى ولو كان على حساب الوقت المحدد لنومه.. بل إن البعض يشعر بسعادة بالغة حين يعلم الحفيد بعض الكلمات التي يرفضها الوالدان. وإذا كنت جد أو جدة بهذه المواصفات فلا تبتئسا لأنكما لستما وحيدين، ففي الولايات المتحدة تقول دراسة حديثة ان الأجداد والجدات ينفقون خمسين مليار (وليس مليون) دولار على أحفادهم سنوياً ،ومقابل هذا الكرم الزائد، تتضاعف المشكلة عند الأب والأم عقب انتهاء زيارة الجدين، فالحفيد يريد منهما مواصلة سياسة الجدين.. يريد الحصول على المزايا ذاتها مستخدماً سلاح البكاء إذا لزم الأمر.. وغالباً ما يلزم.

وبالطبع ليس من اللائق أن يطلب الزوجان من الجدين، أو على الأصح من الجدود الأربعة، التوقف عن تدليع أحفادهم.. فهم يشعرون أن هذا من حقهم تجاه الأحفاد، لكن من الممكن التحدث معهم بهدوء وفي غياب الأحفاد بالطبع، لنجعلهم يشعرون معنا بالمشكلة وبالمعاناة الناتجة منها من دون أن يحمل الحديث نوعاً من اللوم أو تحميلهم مسؤولية ما يحدث.
المتخصصون ينصحون بأن يطلب الوالدان من الجدين النصيحة للعثور على الطريقة الأفضل لحل المشكلة الناجمة عن تدليع الحفيد.. إشعارهما بأنهما جزء من الحل المطلوب وليسا المشكلة أو السبب وراءها.
فمن المهم أن يؤكد الأب والأم للجدين أنهما يدركان جيداً مشاعر السعادة التي تغمرهما حين يدلعان الحفيد الذي يبادلهما السعادة حتماً، لكن من الضروري وضع قواعد للتربية والتمسك بهذه القواعد.

أدوات التدليل

يقول الخبراء بحسب جريدة "القبس" حين يشعر الأبوان أن الجدين يكثران من إحضار الحلوى للحفيد، ففي الإمكان لفت أنظارهما إلى هذه المشكلة بالتحدث عن زيارة طبيب الأسنان مثلاً وكم هي مؤلمة للصغير والكبير على حد سواء. ويمكن الحديث عن مشاهدة بعض آثار التسوس في أسنان الصغير، أو أن الأسنان ضعيفة وأن الحلوى هي السبب من دون الإشارة إلى مسؤولية الجدين.

إعطاء النقود للحفيد علناً أو خلسة، أسلوب مفضل للجد والجدة في التعامل مع الأحفاد، ولا يسبب أي مشكلة خاصة إذا كان الجدان يسكنان في مكان بعيد وزياراتهما ليست يومية.. مما يعني أن مثل هذا التصرف لا يستحق أن نرفع الراية الحمراء تجاهه ولا يستحق أن يسبب مشكلة مع الجدين، ومن الأفضل ترك الموضوع يمر بهدوء.

في ضيافة الجدين

في بعض الأحيان يقضي الحفيد ليلة أو أكثر في ضيافة الجدين لسبب اضطرار الأبوين الى السفر أو المرض أو بسبب العمل، أو بكل بساطة لأن الجدين يريدان ذلك، أو لرغبة الصغير في قضاء الليل في منزل الجدين اللذين سيتفننان حتماً في إرضائه، وقد يزيدان مستوى الدلع، فيسمحان له بممارسة تصرف معين يمنعه الوالدان. من الضروري هنا مناقشة الموضوع مع الجدين بكل هدوء وحزم بأن هذا التصرف يجب ألا يتكرر.
ويحدث أحياناً أن تتضارب مواعيد نوم الصغير حين يكون في ضيافة الجدين مع المواعيد التي حددها الوالدان.. فالجدان لن يكونا حازمين إذا ما أراد الصغير السهر لفترة تتجاوز المواعيد المقررة. وفي الصباح من المؤكد أن يتفنن الجدان في تقديم الفطور اللذيذ للحفيد، حتى لو كان هذا الفطور يعني المزيد من السكريات أو وجبة غير صحية.

قواعد جديدة

من المهم إفهام الصغير أن للمنزل قواعده التي قد تختلف جذرياً عن القواعد المتبعة في منزل الجدين، وأن لوالديه قواعدهما أيضاً المختلفة حتماً عن قواعد الجدين، وأن عليه ألا يتوقع الحصول في منزل الأسرة على المزايا ذاتها التي يحصل عليها في منزل الجدين.

وأثناء زيارة الحفيد لمنزل الجدين غالباً ما يشتريان له الكثير من الحلويات والألعاب، وفي هذه الحالة يستحسن التوصل إلى تفاهم ودي مع الجدين بإبقاء هذه الألعاب وما يتبقى من الحلويات في منزلهما للزيارة المقبلة.. وهو أسلوب لبق ومؤدب بأن يتوقفا عن شراء مثل هذه الأشياء للصغير أو على الأقل التخفيف من شرائها لأن المنزل سوف يتحول إلى مخزن في هذه الحالة.

سلامة طفلك

من الأفضل التغاضي عن أمور كثيرة في علاقة الجدين بالحفيد باستثناء ما يتعلق منها بالصحة والسلامة.. فإعطاء الصغير حلوى صلبة يمكن أن تسبب الاختناق تصرف مرفوض حتماً، وكذلك الحال إذا كان من عادة الجد أو الجدة اصطحاب الحفيد في سيارتهما، فاستخدام حزام الأمان للطفل مسألة مهمة جداً لا يجوز التغاضي عنها.

وفي هذه الحالة يستحسن لفت أنظار الجدين إلى مقال منشور حول أهمية حزام الأمان للطفل، أو حديث إذاعي أو تلفزيوني حول الموضوع. ومن الممكن أن نتحدث مع الجدين مثلاً عن حادث مروري وكيف أن عدم استخدام حزام الأمان سبّب كارثة أو إصابات بالغة أو وفاة بين الركاب وبينهم أطفال.

نصيحة للآباء

بعد مناقشة كل الأمور وبكل صراحة مع الجدين، من الجائز ألا يتغير شيء، فالدلع هو ذاته والتصرفات المرفوضة على حالها. هنا لا بد من وضع حد نهائي وقاطع بإفهام الوالدين أنهما توليا تربية أبنائهما بالطريقة التي اعتقدا أنها صحيحة، وأن الوقت قد حان لكي يتركا الأبناء لتربية الأحفاد بالطريقة التي يعتقدان أنها صحيحة.. وأن القول الشائع بأن لكل زمان دولة ورجال يمكن أن يتحول ليصبح أن لكل طفل أبا وأمًّا يريدان تربيته بالطريقة التي يعتقدان أنها صحيحة.

حقائق عن الأجداد والأحفاد

1 - الجد والجدة هما أفضل وأكبر معجبين بالحفيد.. ينفذان تقريباً كل ما يريد.
2 - الجد والجدة أفضل من يرعى الحفيد في حال الاضطرار الى ذلك، وأفضل من يساعد الأم والأب في كل ما يتعلق بالأطفال.
3 - الجد والجدة خبيران في معالجة نزلة البرد التي قد تصيب الصغير، أو ربما معاناته من الإسهال أو الإمساك ولن يترددا في تقديم النصيحة المجانية، حتى ولو تم الاتصال بهما حول الموضوع بعد منتصف الليل.
4 - الجد والجدة هما خير حليف ومؤيد للحفيد حين يرفض الوالدان طلباته غير المقبولة.
5 - كل حفيد يحب جده وجدته لأنهما يضعانه في بؤرة اهتمامهما في كل لحظة يتواجدون معاً. فإذا اصطحباه إلى حديقة الحيوان مثلاً، فلن يدخرا لحظة دون الاهتمام به وباطلاعه على كل شيء أمامه.. وإذا اصطحباه لمشاهدة فيلم للأطفال فسوف يقومان بشرح كل شيء له.. ولو اصطحباه لزيارة الأهل أو الأصدقاء فسيكون حتماً الموضوع المفضل للحديث.


JoomShaper