* منى جمال نعلاوي
قال الراوي يا سادة يا كرام في امرأة تركت مكانها لأخرى, إما بإرادتها أو دون إرادتها, هناك سؤال يطرح هنا وهو: هل هناك أم تستطيع أن تعاند أمومتها وتترك أطفالها لزوجة أب احتمال أن تضع مخافة الله فيهم بين عينيها يكاد يكون ضعيفا لا يذكر, فعندما تقرر الأم أن تترك أطفالها بين يدي زوجة أب فهي كأنها تلقي بهم في منتصف طريق مليء بسيارات تذهب وتجيء بسرعات متفاوتة, طريق احتمال أن تصدم هؤلاء الأطفال واحدة من تلك السيارات أقوى من احتمال أن يبقوا في دائرة الأمان, ولكن هناك مواقف قدرية تفرضها إرادة الخالق والمطلوب من البشر التعاطي معها والرضا بقضاء الله وقدره كأن تفارق الأم الحياة وتترك أطفالها لأب يختار أن يعيش أبناؤه مع زوجة أب قد تكون حسنة التعامل معهم وقد يكون العكس, من البديهي أن المرأة لن تحب أطفال غيرها كما تحب أطفالها فهذه غريزة وطبيعة بشرية لا يمكننا تجاهلها والموقف حساس أكثر إذا كان هؤلاء الأطفال هم أبناء ضرة وهي مجرد زوجة أب لهم وسواء كانت هذه الضرة حية أو ميتة فالأمر لزوجة الأب سيان فهي في النهاية ضرة وهم أبناء تلك الضرة.
غير مطلوب من زوجة الأب أن تكون بديلة للأم ولا يطلب منها أن تكون أحد الملائكة الذين يسيرون على الأرض ولا أن تكون أحن على أبناء زوجها من أمهم الحقيقية, ولكن كل ما هو مطلوب منها أن تضع مخافة الله بين عينيها, أو أن تضع أبناءها مكان أبناء ضرتها وتتخيل مثلا أنها بعيدة عنهم وهم بين يدي زوجة أب, الإنسانية هنا والالتزام الديني والأخلاقي وفوق هذا حبها لزوجها واحترامه والرحمة بهؤلاء الأطفال يفرضون عليها أن تكون على أقل تقدير حسنة المعاملة معهم في كل تفاصيل حياتهم؛ مأكلهم ومشربهم وملبسهم ومراعاة مشاعرهم وخاصة إذا كانوا أيتاما أي والدتهم متوفاة اتباعا لوصية رسول الله عليه الصلاة والسلام باليتيم, نحن لا نختلف أن المحبة من الله ولكن المعاملة هي معاملة العبد للعبد مع اللهز

قد نظن أن ظلم زوجة الأب لأبناء زوجها هي مجرد افتراضات لا أساس لها في الواقع, ولكن عندما تقع بين أيدينا قصص واقعية لظلم زوجة الأب ندرك أنها لم تعد مجرد قصص أطفال مثل قصة فلة التي حاولت زوجة أبيها قتلها لأنها أجمل منها ولا هي كسندريلا التي كانت زوجة أبيها تعاملها كخادمة في بيت والدها أي أنها لم تعد قصص حفظناها صغارا وذكرناها كبارا؛ بل هي تجاوزت ذلك لتصبح واقعا أصعب بكثير من قصص الأطفالز

والأقسى من ذلك عندما نلمس تواطؤ الأب مع زوجته على أبنائه, فهي بالنهاية كما نقول (خالة مرت أب) ولكن هو الأب المتوقع منه دائما الرعاية والحماية والأمانز

قد نكون في بعض الحالات مجحفين في حق زوجة الأب؛ فالصالحة اختلطت بالطالحة من كثرة ما نسمع عن ظلم زوجة الأب ولكننا يجب أن لا ننسى أن هناك من هن ذوات دين وخلق وتربية صالحة يحاولن أن يكن رحيمات بأبناء أزواجهن ويخفن الله في معاملتهن لهم.

أود فقط أن أختم بسؤال أوجهه لمن يقرأ سطوري هذه: إلى فتاة مقدمة على الزواج؛ هل تقبلين أن تكوني زوجة أب أو بمعنى آخر ما هي الظروف التي تجبرك على ذلك؟ واليك أنت أيها الأب: هل تؤمن أن تترك أطفالك بين يدي (خالة مرت أب)؟.

كل ما أعرفه وأدركه هنا هو أن الطفل نعمة من الله ومصلحته فوق كل اعتبار أيا كانت الظروف.

JoomShaper