الدستور - اسراء خليفات
قد يختلف كثير من الناس في انهم يولون اهمية كبيرة للمظهر كما للجوهر. (الدنيا مظاهر) عبارة قد يتفق معها البعض من محبي التباهي والتفاخر وعادة ما نجد مظهرهم يختلف كليا عن جوهرهم، متسائلين هل بامكان الجميع الوصول الى التوازن، وهل دائما المظهر يعكس جوهر الانسان ؟.
شيماء صلاح طالبة جامعية تقول: المظهر قد يعكس الجوهر الداخلى للإنسان و لكن ليس في كل الأحايين. حيث ان المظهر بالتأكيد لا يعتبر المعيار الأساس للحكم على الناس.
وتعتقد ان المظهر الخارجى يعكس الجوهر بنسبة قليلة ، مضيفة : لقد تعرضت للسرقة من احدى زميلاتي في الجامعة على الرغم من ان مظهرها لا يوحي بتلك العادة السيئة التي تمتلكها. الامر الذي جعلني لا احكم على شخصية ما على مظهرها دون الاختلاط ومعرفة الجوهر فيها. مسألة نسبية
أشارت رفيدة اسماعيل الى ان مسألة انعكاس الجوهر على المظهر هي مسألة نسبية لا نستطيع ان نحكم على الشخص من خلالها ويذكر هناك كثير من الاشخاص الذين يحبون ان يكون مظهرهم من شريحة الناس الراقية وبجوهره ليس كذلك. وهذا لا يعيب الشخص وانما يريد التأقلم مع البيئة التي تحيط به. اما الشخصيات الاخرى التي تظهر بمظهر الناس الطيبين فهم يلبسون هذا الثوب للوصول الى مصالح معينة. ويشبه هؤلاء الاشخاص بالمعدن الذي يكون قشره يلمع عندما تلقي النظرة الاولى تنبهر معتقدا انه ذهب وفي النهاية تجده معدنا لا يساوي شيئا. مؤكدا انه في النهاية لا بد من ان تزول هذه القشرة ويظهر الشخص على حقيقته. لذلك، يفضل التعامل مع الاشخاص بشكل جيد والتوصل الى جوهره قبل الحكم عليه من مظهره .

مبادىء
ومن جهة اخرى يجد احمد طايل ان الشخصيات تختلف في مكنوناتها وتعابيرها وارائها. حيث ان هناك اناسا تفكيرهم يكون محصورا بمظهر الشخص، بانين صحة تفكيرهم على المثل الذي يقول (الكتاب واضح من عنوانه ). قائلا انه ضد هذه المبادىء. فلا يمكن فهم الكتاب من دون قراءته وهكذا شخصية الانسان لا يمكن الحكم عليها من مظهرها من دون الاختلاط ومعرفة جوهرها لان الجوهر هو الذي يسيطر على الشخص اكثر من المظهر.

ويعتبر عيسى فلاح ان الجوهر والمظهر هما وجهان لعملة واحدة كل منهما مكمل للاخر. كما انهما مهمان جدا وبهذا الزمن خاصة انه لا يجب على الشخص ان يتم التركيز على شيء معين، ويتم نسيان الاخر . مبينا ان المظهر الخارجي للشخص مهم جدا تماما كأهميه جوهر الشخص ويوضح انه علينا الا نسرف بالمظهر، ولا نبالغ في المقابل في الجوهر والافضل الاعتدال والتوازن .

مظهر خداع
وتضيف ميساء نضال ان كثيرا من الناس مظهرهم يخدع حيث يوقعهم في الوهم ويجذبهم اليه ومن ثم من يتعامل معه يشعر بالندم في وقت لاحق ويصبح لدى الشخص ردة فعل قاسية مع الاخرين قائلا انه لا يختلف اثنان بأن العين تعشق الجمال ، وأن النفس لتطرب له . حيث انه كثيرا مايعبر لباس المرء وشكله عن ذوقه وقدرته ، مضيفا: لهذا نرى معظم الناس يتصرفون بطريقة تبرز القدرات المادية وتشعرهم بالتفوق على الاخرين حيث اخفقوا في غير مجال فيركبون سيارات فارهة شديدة الغلاء تخطف الأبصار ويلبسون ما لا طاقة لأحد على منافستهم به . ونجاح هؤلاء مرهون حيث يرجحان عقل من يتبارون معه ، فهم سيربحون مع من كان خفيفا وسيخسرون مع راجح العقل المفكر .

مظاهر
وتخالفه الرأي وداد يوسف حيث ترى ان الاهتمام بالمظهر والنفس امر جميل ولكن الى حد معين ، مشيرة انه اذا كانت العين تعشق الجمال ، فإن المغالاة في المظهر لباسا وكلاما أمرٌ مضن لايستحق كل هذا العناء ، ولا كل هذا الوقت والمال ، فالاعتناء بالمظهر مطلوب ومحبوب ، ولكن الافضل أن يكون المرء بسيطا ومتواضعا بعيدا عن التقليد حيث يكون من بيئة الشخص نفسها .

تذكر ياسمين ناجي انها تعرفت إلى شخص ذي هندام جميل وتعامل رائع مع الاخرين الامر الذي جعلها تحب التعرف اليه والتعامل معه في اطار الزمالة حيث انبهرت به لحد كبير مما جعلها تلجأ الى طرق معينة للتداخل معه ببعض النقاشات ولكنها الان تشعر بندم كبير لما فعلته حيث انها حكمت عليه من ناحية مظهره متناسية الجوهر الذي بداخله والذي يختلف كليا عن ما اظهره امام الجميع وهذا ما جعلها من بعد ذلك لا تتعامل مع الاخرين من حيث مظهرهم وانما التعرف في البداية إلى الجوهر ومن ثم الاختلاط بهم .

لا تعكس الجوهر
واشارت الدكتورة فاطمة الرقاد اختصاص علم اجتماع في جامعة البلقاء التطبيقية الى ان هناك الكثير من الاشخاص الذين يحبون الظهور أو الاهتمام بالمظاهر الذي لا يعكس جوهرهم حيث انها ظاهرة انتشرت في بعض المجتمعات العربية .

مبينة انه بغض النظر عن إختلاف طبقات المجتمع الواحد فإن الاهتمام بالمظاهر أصبح مشكله تعاني منها معظم طبقات المجتمع المرتفعة وذات المستوى العادي ايضا. وتوضح : تكمن المشكله في التقليد الأعمى لبعض الأسر وخاصة من هم فوق مستواهم المادي بغض النظر عن قدراتهم و إمكاناتهم المادية المتاحة .

وتنصح الدكتورة فاطمة بأن يتمهل الانسان في الحكم على الاخرين حيث عليهم ان يتعاملوا معهم مرة واثنتين وثلاثا والتركيز على جوهرهم لانه اساس الانسان فما جوهره الصدق حتى وان اضطر للكذب فلا يحتمل حتى يعترف؛ لذلك تجد الدكتورة الرقاد ان الجوهر اهم من المظهر .