الدستور - اسراء خليفات
التأخر فى المواعيد وحضور المناسبة في موعدها المحدد اصبحت ظاهرة خطيرة جدا ومنتشرة فى البلاد العربيه حيث إن بعض الناس يلتزمون بالمواعيد والأغلبية يتعمدون التأخير. قد يكون ذلك للفت نظر الحاضرين ولقاء اهتمام اكبر من المتواجدين واخرين قد يفعلون ذلك للتباهي وخاصة السيدات عندما يرتدين اغلى الملابس والاكسسوارات واخرين للحصول على الاهتمام الذي يرغبونه بين المجتمع الخاص بهم حيث يتخذون طريقة غير لائقة حيث إن الالتزام بالمواعيد يعتبر سمة من سمات الإنسان الجاد.
ظاهرة
يعتقد انس ابراهيم ان ما زاد من انتشار هذه الظاهرة بشكل ملحوظ هو تقبل صاحب الموعد ببساطة وطريقة ظريفة الامر الذي يزيد من الزيادة في الامر يقول :
اذا كان الضيف يتقبل اعتذار من يتأخر عن موعد له فانه هو ايضا يتصرف بنفس الطريقة وليس لديه مانع من ان يتأخر عن المواعيد مضيفا: انني فى حقيقة الامر لا اتقبل هذا التصرف حيث اجده يعبر عن عدم تقدير لذات الشخص الحاضر اليه وبطريقة متعمدة خاصة وبعد توافر وسائل الاتصال حيث يمكن الاخرين من تأجيل الموعد او الاعتذار عن الحضور فى الموعد المحدد مشيرا الى انه كل شخص معرض لامر قد يعترض مخططه اليومي ولكن ليس في جميع الاوقات وحسب رأيه عند حدوث امر او ظرف قهري قد يمنعه من الحضور او تأجيل الموعد يجب الاعتذار متأسفا لما وصل حال الناس اليه حيث لم يعد الوقت له قيمة معتبرا ان الانسان الذى لا يلتزم بمواعيده انسانا غير ملتزم فى كل شيء .

من جهته قال زياد رائد ان انتشار التأخر عن المواعيد والحضور بعد الوقت المحدد يؤدي الى الكثير من الظواهر السلبية ومنها الى الوقوع في الكذب وهو أمر عظيم.
مبينا ان عدم الالتزام بالمواعيد تعد صفة سيئة وغير مستحبة ويرى انها طريقة منبوذة من المجتمع ككل ، موضحا أنه ملتزم جدا بمواعيده حتى وان جاء امر عاجل واضطراري فإنه اما ان يعتذر او يؤجل الامر الاخر ، المهم في نظره الا يدخل الى مكان المناسبة متأخرا بعد حضور الجميع .

خطورة
وبينت رويدا نزار ان الامر له خطورة اجتماعية ولكن الكثير لا يشعر بها حيث أصبح التأخر نوعا من السمة العامة لمعظم الناس وذلك للحصول على الاهتمام معتقدين انه بذلك يتم الحصول على الاحترام اللازم متبعين قول ( أن تأتيَ متأخرا خيرٌ من أن لاتأتي ) قائلة وفي النهاية يكون الرد على التأخير الذي حصل هو اعتذار غير مقبول عن الظرف القاهر الذي دعاه للتأخر وتذكر انه في ايام الدراسة الجامعية كان هناك استاذ نظامي جدا ولايسمح لأحد بالدخول بعد بدء المحاضرة وفي مرة من الايام اضطررت للتأخر عن الموعد عشر دقائق وعند الوصول الى باب المحاضرة استجمعت قوتي وطرقت الباب ونظرت إليه وقدماي جاهزة للدوران والعودة خائبة ولكنني تفاجأت بأنه وافق على دخولي مرددا عبارة ( تفضلي لأن تاتي متاخرا خير لك من أن لاتاتي ) ولكن لاتجعليها دائما مخرجا إلا لسبب قاهر موضحة انه يقصد بذلك عدم تكرار التأخر.

محاولات حثيثة
وتؤكد مرام ياسر انها تحاول جاهدة الالتزام بمواعيدها والحضور الى مناسباتها في الوقت المحدد الا أنها لا تستطيع. موضحة انه في كل مرة تظهر لها عراقيل وموانع سببها ضغوطات الحياة أو أزمات المرور او قد تكون أسبابا شخصية تقف وراء عدم الالتزام بمواعيدها ، مضيفة الى ان على المجتمع تلمس الأعذار للاخرين وخصوصا اذا كانت أعذارا مقنعة وصحيحة وبالتحديد عند الأشخاص الذين لا يستطيعون تنظيم وبرمجة أوقاتهم ولا يجدون سوى الاعذار . ومن ناحية اخرى تشير رفيدة طايل انه هناك الكثير من الناس الذين يتعمدون الحضور وخاصة في الجمعات الكبيرة كالاعراس او العزائم بأوقات متأخرة عن الموعد وترى ان الذين يفعلون ذلك يكونون قاصدين فعلها للتباهي او للفت انتباه الاخرين مؤكدة ان هذه العادة تصاحب النساء اكثر من الرجال وذلك لطبيعة المرأة بأنها تريد اظهار نفسها امام الناس وجعل الجميع يراها .

عدم مبلاة
وتضيف سمية نصار ان أحد الأسباب لتأخر حضور الناس الى المناسبات في الوقت المحدد هو عدم المبالاة، فهناك ممن تلتصق به صفة اللامبالاة بأمور كثيرة في حياته ، ومن ضمنها عدم الالتزام بالمواعيد حيث يتخلف عن الحضور في الموعد أو حتى الغاءه نهائيا ولأنه غير مبال فإنه لا يكلف نفسه عناء الاتصال هاتفيا للاعتذار.

كما أن اللامبالاة هي أكثر الأسباب للاخلال بالمواعيد والانسان اللامبالي لا يهتم بقيمة الوقت، فلا تهمه الدقائق أو أجزاء الساعة ، على سبيل المثال إذا كان الموعد في التاسعة والنصف لا يكترث إذا وصل قبل العاشرة بعشر دقائق أو حتى في الساعة العاشرة.

اما احمد عمار فيرى أن الإخلال بالمواعيد يكون لدى بعض الشخصيات التي تتبوأ مراكز اجتماعية معينة أكثر من غيرها ، حيث إن هذه الفئة من الناس لا أحد يعترض أو ينتقد تأخرها مما يجعلهم يتمادون في تلك السلوكيات وهم على ثقة بأن الحضور لا يبادرون بالاجتماع أو القيام بالمهمة أو السفر وغير ذلك قبل وصولهم.

رأي علم الاجتماع
ويوضح الدكتور حسين الخزاعي اختصاص علم اجتماع في جامعة البلقاء التطبيقية إن قضية الإخلال بالمواعيد ليست قضية سهلة أو هينة ، بل هي مشكلة إيمانية تربوية اجتماعية ينبغي النظر في أسبابها والآثار السلبية التي تتركها في الأفراد والمجتمعات. مضيفا ان هذا يعد أمرا خطيرا إذا انتشر بين الناس أن شخصا ليس بجاد ولا هو ممن يعتمد عليه، ولا ينبغي الالتزام معه بموعد إذ نتيجة ذلك أن يعرض الناس عن هذا الشخص فلا يشركونه في الأمور المهمة.

واكد الدكتور حسين الخزاعي ان عدم الحضور في الوقت المعين للمناسبة هو مشكلة شائعة إذ ينتشر بين الناس عدم أهمية الحضور في الموعد المحدد ولا فرق بين الموعد في الثامنة أو التاسعة. مشيرا الدكتور حسين إلى أنه اذا رأى ذلك الشخص الجاد أن المجموعة التي التزمت بالموعد قد اعتادت أن تتخلف عنه ولا تعيره الاهتمام اللائق فإنه قد ينصرف عن الالتزام في أي موعد ،وقد يعتذر عن عدم حضوره واستمراره مع تلك المجموعة. قائلا الدكتور الخزاعي انه إذا انتشر في الناس التخلف عن المواعيد أو التأخر عنها فإن ذلك يؤدي الى تعطيل إنجاز أعمال كثيرة ، أو التأخر في إنجازها، وينبني على ذلك عدم الوفاء بكل ما يجب تنفيذه من خطط وأهداف ، وفي ذلك خسارة كبيرة للجهود وتضييع للأعمال.

JoomShaper