بقلم : خليل البوشي
لا شك أن العمل التطوعي أصبح في عالمنا المعاصر منهجاً يتطلب قدرات ومهارات يتعين على قياداته اكتسابها والإلمام بتطبيقاتها العملية والعمل على تطويرها مشيراً إلى أن ثقافة التطوع تبوأت مكانة عالية بين مكونات ثقافات المجتمع والأفراد وأصبح جزءا منها لا يتجزأ من ثقافة الدول المتطورة بما تمثله من منظومة القيم والمبادئ والأخلاقيات والمعايير والرموز والممارسات التي تحدث على المبادرة والعمل الإيجابي الذي يعود بالنفع على المجتمع.
ويعتبر القطاع الخيري إحدى الأذرع المهمة في تنفيذ برامج المسؤولية الاجتماعية فلابد من الحرص على الشراكة المبكرة في أي برامج تخطيطية لتنفيذ برامج المسؤولية الاجتماعية فضلا عن بث الوعي المناسب لمفهوم المسؤولية الاجتماعية وممارستها التطبيقية الموافقة للقيم المجتمعية والشريعة الإسلامية وضرورة حث وتشجيع القطاع الخيري على الاستقرار المالي والإداري ليكون قادراً على تنفيذ برامج المسؤولية الاجتماعية باحترافية ضمن برامجه التنموية. وأيضًا بث الوعي لدى العاملين في القطاع الخاص بمفهوم المسؤولية الاجتماعية بالشكل الصحيح والمتوافق مع قيم مجتمعنا الإسلامي والشريعة الإسلامية وعدم الخلط بينها وبين الممارسات الأخرى داخل المؤسسات مثل برامج الدعاية والإعلان وكذلك ضرورة إنشاء شراكة مجتمعية بين القطاعين الخاص والعام والخبرة من خلال إدماج جهود العمل الاجتماعي ومرتكزات إعادة بناء العمل وتطوير شراكات استراتيجية للتنمية المستدامة التي تنطلق من الاحتياجات الأسرية داخل الأحياء بغرض تحقيق برامج تنموية على المستوى المحلي.
والمسؤولية الاجتماعية تحمل في طياتها جوانب عديدة من الإيجابيات على كافة الأطراف الفاعلة فيها وبالوقت أصبح القطاع الخاص في بعض دولنا العربية يلعب دوراً مهماً بالاقتصاد فإن الحاجة لتنظيم هذا العمل تتضح أكثر في المرحلة الحالية خصوصا أن الشركات تساهم بشكل واسع في المجتمع ولابد في وقتنا الحالي من التنسيق بين الجهات الحكومية والخاصة حول رفع كفاءة هذه المساهمات من خلال تقديم المعلومات والإحصاءات المطلوبة والقدرة على الوصول بهذا الدعم إلى أصحابه لكي يستفيد منه أكبر عدد ويكون ملموساً على أرض الواقع في مجتمعنا.
وبرغم أننا في القرن الحادي والعشرين وما زال الإحساس بالمسؤولية الاجتماعية في مجتمعنا العربي والإسلامي لم يصل بالنضج التام لذلك المجتمع الإسلامي الذي يجب أن يستلهم دينه العظيم في التصرفات والسلوك حيث إن مجتمعنا يمر بمراحل من أخطر المراحل وهي مرحلة الاعتماد على الذات والاكتفاء الذاتي في مختلف مجالات الحياة.

JoomShaper