اسراء خليفات.
الإشاعة عادة سيئة يمتهنها بعض الاشخاص السلبيين المتواجدين في مختلف المجتمعات،ومنها الإشاعة الاجتماعية والتي تمس الافراد شخصيا وتلحق الضرر البالغ بهم وبأسرهم، والإشاعة السياسية والتي تلحق الاذى بالوطن بأكمله وتترك آثارها الاقتصادية والاجتماعية والسياسية على كل المواطنين من دون استثناء.، وهذه العادة لازمت الحياة البشرية على الأرض منذ الازل فهى عادة فطرية اتخذت عدة أشكال عبر التاريخ الإنساني، وتطورت بتطور المجتمعات باشكالها المختلفة والمتعددة،حتى اصبحت في يومنا هذا وسيلة ضغط اجتماعي مجهولة المصدر، تؤذي ولا تترك فرصة لانزال العقاب بمطلقها،فتحرّض وتثير الخلافات وقد تؤدي الى وقوع الجرائم المختلفة دون ان تجد من يردعها او يوقفها،وبالتالي لانستطيع ان نقول عنها: الا انها سلاح مدمر ليس لها مضاد الا الضمير والاخلاق وخوف الله عز وجل.
اشاعات مدمرة
المواطن مازن عبيد اشار الى ان هناك اشخاصا في مجتمعنا اعتادوا على نشر الاشاعات الضارة بين الناس،وقال: قد تكون هذه الإشاعات مقصودة؛ وهنا تسمى (نميمة)، واضاف: اشعر بأن غالبية الاشاعات التي تطلق في بلدنا غير مغرضة، وهدف مطلقيها هو اثبات الذات في المجتمع ليس الا.
وتؤكد المواطنة مرام حسين ان تناقل الاشاعات بين الافراد له تأثير سلبي كبير على المجتمع، وخاصة فيما يتعلق بالحكومات،مما يربك برامجها التنموية ويقصر من اعمارها دون ان يترك لها الوقت الكافي لاثبات جدارتها في خدمة الوطن.وتضيف مرام : وهنا يجب على المواطنين ان يكونوا على مستوى المسؤولية. فلا يتأثرون بالاشاعات المغرضة،بل يحكّمون عقولهم وضمائرهم في ما يسمعونه والا يصدقوا كل ما يسمعون من دون التأكد من الامر، وقالت لايجوز التعميم في مثل هذا الامر فهناك اشخاص لا يلتفتون او يعيرون لمثل تلك الاشاعات اي انتباه، ويعتبرون ما سمعوه مجرد ثرثرة مجالس ومروجيها اناسا سطحيين.
مضطرة
اما المواطنة رنيم عزمي فقالت: اضطررت الى ترك عملي نتيجة الاشاعات التي استهدفتني، حيث كان خالي يعمل معي في نفس المكان، وكنت في بداية عملي اتردد على مكتبه للاستفسار عن امور تتعلق بالعمل،وبحكم القرابة كان يقدم لي النصيحة المناسبة، ولم يمض إلا بعض الوقت حتى بدأت الاشاعات تنتشر من حولي وتتهمني بانني على علاقة بمن لم يكونوا يعلمون بأنه (خالي)؛ ما جعلني اكره ذلك الوسط الذي اعمل فيه، فتركت العمل؛ لأبحث عن عمل اخر لا يكون لي فيه اقرباء.
اما المواطن احمد طاهر فاشار الى ان تناقل الاشاعات في مجتمعنا الأردني اصبح ظاهرة مقلقة، ويروي انه ذات يوم حدث معه موقف تسبب له ببعض المشاكل في البيت نتيجة لاشاعة تعرض لها، حيث كلفه مديره بعمل ميداني برفقة احدى زميلاته والتي يكن لها كل احترام، وقد شاهدهما قريب له، فذهب واعلم اسرته بأنه شاهده مع فتاة غريبة، وعند عودته الى البيت بدأت زوجته بتوجيه الاسئلة المحرجة والتي لايحبذها اي زوج وخاصة اذا كان بريئا.
رأي علم الاجتماع
تقول استاذة علم الاجتماع في جامعة البلقاء التطبيقية الدكتورة فاطمة الرقاد: إن الإشاعة من الناحية الاجتماعية هي ظاهرة عرفت منذ القدم وأثرت في الانسان و المجتمعات بشكل او بآخر بالسلب او بالايجاب، واضافت الدكتورة الرقاد انه يمكن تعريف الاشاعة؛ أنها رواية تنتقل عن طريق الاشخاص، دون وجود مصدر يؤكد صحتها، إذ إنها اختلاق لقضية أو خبر ليس له أساس في الواقع، وقد ُيعبر عن هذا الخبر بالكلمة أو الرسم الكاريكاتيري أو النكتة.
واشارت الدكتورة فاطمة الى ان الإشاعات تظهر وتنتشر في الأوقات التي تزداد فيها رغبات الجماهير واهتماماتهم بالقضايا العامة، وبينت ان اختلاف الرأي بين الأفراد والجماعات بالإضافة إلى الفراغ والبطالة مع الرغبة في التسلية وجذب الانتباه والشهرة هي من أسباب اجتراح الإشاعة.
المصدر:الدستور