الدستور - اسراء خليفات
تتباين مواقف الرجال من تميز المرأة ونجاحها المهني، فبعضهم قد يغار من هذا النجاح في حين أن آخرين لا يتوانون عن مساعدة المرأة وتشجيعها على تحقيقه، حتى لو كانت ستنال منصبا او مركزا علميا او عمليا اعلى منهم، هكذا وصفت ميساء صالح (موظفة) موقف الرجال من نجاح المرأة. تقول ميساء: انا اعمل مديرة في احدى الدوائر الحكومية، وزوجي موظف بسيط، ورغم ذلك فإنه يقف الى جانبي دائما، كما انه يدعمني ولا يشعر بالحرج من نجاحي امام الاخرين، بل على العكس من ذلك حيث إنه يتحدث عني امام الآخرين بمشاعر الفخر والاعتزاز. وبينت «صالح» ان الذي عزز موقف زوجها الايجابي منها هو حالة التوازن التي اوجدتها بين مهام عملها وبين نجاحها في ادائها لواجباتها في المنزل نحو اسرتها، وتنصح صالح جميع النساء بأن يكون اهتمامهن الاول بالبيت والزوج فالمرأة تحتاج إلى من يقف بجانبها ويشجعها، وتؤكد ان الاستقرار العائلي هو النجاح الاهم في حياة المرأة والذي إن لم يكن موجودا فلا قيمة للنجاح حينها. طبيعة الاوضاع
منال هاني (طبيبة) قالت: إن نجاح المرأة مقابل الرجل ليس له وجود في عالمنا العربي، مبررة ذلك بأن نزول المرأة في الاساس الى سوق العمل؛ كان نتيجة للأوضاع الاقتصادية ومن اجل مساعدة الرجل ماديا ومعنويا، وتؤكد ان الرجل في نهاية الامر هو صاحب القرار النهائي، فعلى سبيل المثال عندما تعمل المرأة امرا جيدا فإنها تنتظر الثناء اولا من زوجها، أما المرأة التي تحاول بسبب نجاحها المهني أن تفرض سيطرتها على الرجل في البيت فهذه مجرد حالات فردية وليست ظاهرة في عالمنا العربي، وحسب رأيها فإن المرأة تجد نفسها تلعب هذا الدور مرغمة، فهي تعمل وتدير شؤون المنزل، لذا فإن البعض قد يفسر كبر هذا الدور على أنه سيطرة للمرأة؛ لكنه في حقيقة الامر هو نتيجة طبيعية لتطور دور المرأة خاصة أنها تسهم في جزء كبير من ميزانية المنزل.

غير واعٍ
اما نزار عامر فيقول: إن الزوج لا يمكن ان يواجه نجاح زوجته بمشاعر الغيرة إلا اذا كان زوجاً انانيا، اما في الوضع الطبيعي فإن اي زوج سوف يشعر بالفخر من نجاح زوجته، ويضرب مثالا بحالة صديقه الذي ظل يدعم زوجته حتى اكملت دراستها واصبحت محامية.

ولكن وحيد طلال له رأي مخالف تماما، فهو يؤكد ان هناك فعلا ازواجا لا يتقبلون نجاح زوجاتهم ويحاولون ان يغلقوا الابواب في وجوهن. ويقول: صديقي متزوج ويعمل مع زوجته في نفس مكان العمل، وزوجته من النوع النشيط والمثابر، حيث انخرطت في العديد من الدورات والتي على إثرها ارتفعت درجتها في العمل لتكون النتيجة تغيرا كاملا في موقف زوجها الذي اصبح يغار من نجاحها ويطلب منها ان تترك العمل.

سناء (موظفة)، تقول: إن هناك الكثير من الأزواج الذين يرفضون نجاح زوجاتهم ويرون في هذا النجاح تحديا لهم، وهم يبررون رفضهم وعدم تقبلهم لنجاح الزوجة بأن ذلك سيؤثر على دورها في راحة الاسرة، وسيكون على حساب بيتها وأولادها، وتؤكد سناء ان هذه التكهنات مجرد تبريرات واهية، وان هؤلاء الازواج قد سيطرت عليهم الغيرة العمياء التي جعلتهم يختلقون المشاكل والمعيقات لتحطيم نجاح زوجاتهم حتى لا يشعروا بالدونية امامهن.

رأي علم الاجتماع
الدكتور مجد الدين خمش استاذ علم الاجتماع في الجامعة الاردنية قال: إن التطور السريع الذي يشهده مجتمعنا على الصعيد الاجتماعي والاقتصادي قد اعطى للمرأة مجالا كبيرا للتقدم للوظائف القيادية، بالاضافة لما تقوم به المرأة من ادوار في حياتها كزوجة وام وعاملة، ويؤكد الدكتور خمش ان الزوجة عليها ان تعي ان تعاملها في المنزل مع زوجها يجب ان يكون ضمن دورها كزوجة فقط مهما كانت مراتبها في العمل، وانها شريكة في الحياة معه لأنها بهذه الطريقة تجنب العلاقة الزوجية الكثير من المشاكل التي قد تعصف بها.

ويضيف الدكتور خمش: ان للرجل ايضا دورا مهما حيث إنه عندما يكون واثقا من نفسه ومن نجاحاته فإنه بالضرورة سيسعد من نجاح زوجته في عملها، كما انه سيفتخر بأن تكون زوجته قد برّزت في حياتها، لذا فإنه سيرى ان نجاحها هو تطبيق عملي لإسلوب إدارة المنظومة الأسرية، وهذا رد فعل ايجابي للإيمان بفكرة فريق العمل الذي لا يكون فيه النجاح لفرد دون الآخر بل للفريق كاملا، فنجاح المرأة أكثر من الرجل لا يدل على فشل الرجل وإنما يدل على نجاح الإدارة المشتركة بينهما لأنه من المعروف انه من اجل ان تكمل السفينة رحلتها عليهما أن يؤمنا جميعا بضرورة التشارك بينهما.

JoomShaper