الکاتب : أسرة البلاغ
1- الإحسان إلى (الأب) في القرآن الكريم:
أ. قال تعالى في رعاية الأب الشّيخ الكبير الذي أقعدهُ السِّنّ عن مواصلة العمل وكسب العيش، ممّا جاء على لسان بنات شعيب (عليه السلام): (قَالَتَا لا نَسْقِي حَتَّى يُصْدِرَ الرِّعَاءُ وَأَبُونَا شَيْخٌ كَبِيرٌ) (القصص/ 23).
ب. وقال عزّ وجلّ في ضرورة الإستماع إلى نصيحة الأب والأخذ بها، لأنّها مُخلِصةٌ من محبٍّ مخلص، كما في قصّة إخوة يوسف (عليه السلام): (وَلَمَّا دَخَلُوا مِنْ حَيْثُ أَمَرَهُمْ أَبُوهُمْ) (يوسف/ 68).
ت. الإهتمام بإذن الأب وسماحه: قال تعالى عن كبير إخوة يوسف (عليه السلام): (فَلَنْ أَبْرَحَ الأرْضَ حَتَّى يَأْذَنَ لِي أَبِي أَوْ يَحْكُمَ اللَّهُ لِي) (يوسف/ 80).
ث. الدعاء للأب بالمغفرة: قال سبحانه على لسان إبراهيم (عليه السلام): (وَاغْفِرْ لأبِي إِنَّهُ كَانَ مِنَ الضَّالِّينَ) (الشعراء/ 86).
ج. دعوته لطاعة الله وعبادته بالحكمة والموعظة الحسنة: قال جلّ جلاله في دعوة إبراهيم (عليه السلام) لأبيه (آزر): (يَا أَبَتِ لِمَ تَعْبُدُ مَا لا يَسْمَعُ وَلا يُبْصِرُ) (مريم/ 42).
ح. مخاطبته بنداء المحبّة والإحترام (يا أبتِ) وليس بإسمه: قال تعالى على لسان يوسف (عليه السلام): (إِذْ قَالَ يُوسُفُ لأبِيهِ يَا أَبَتِ إِنِّي رَأَيْتُ) (يوسف/ 4).
2- الإحسان إلى (الأب) في الأحاديث والرّوايات:
أ. المداومة على حبِّه واحترامه: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): "أبرُّ البرّ أن يصل الرّجلُ ودَّ أبيه".
ب. لا ترفع عليه صوتك: قال الإمام الصّادق يوصي أحد الأبناء: "لا ترفع عليه صوتك، وإن رفع صوته فاخفض أنتَ صوتك".
ت. الخشوع له عند الغضب، أي لا تُقابل غضبه بغضب: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): "من حقِّ الوالد على ولده أن يخشع له عند الغضب".
ث. طاعته فيما يُرضي الله تعالى: قال الإمام عليّ (رضي الله عنه): "حقّ الوالد على الولد أن يطيعه في كلِّ شيءٍ إلا في معصية الله سبحانه".
ج. أن تكون في منتهى الأدب في حضرته: سأل رجل رسول الله (صلى الله عليه وسلم) عن حقِّ الأب على ابنه، فقال: "لا يُسِّميه باسمه، ولا يمشي بين يديه، ولا يجلس قبله، ولا يستسبّ له".
لا يستسبّ له: أي لا يفعل ما يجعل أباه سُبّة على أفواه الآخرين.
3- الإحسان إلى (الأب) في الأدب:
يرى (الإمام الشّافعيّ) أنّ طاعة الأب ناشئة من كونه المُربِّي الذي ينشد مصلحة الإبن، فيقول:
أطِعْ الإلهَ كما أمرْ **** واملأ فؤادَكَ بالحَذَرْ
واطِعْ أباكَ فإنّهُ **** رَبّاكَ من عَهْدِ الصِّغَرْ
ودعا (أبو العلاء المعرِّي) إلى حمل ثقل الشّيخوخة عن الأب، كما حمل الأب ثقل المُعاناة في التربية والإحسان لولده، فقال:
تحمّل عن أبيكَ الثِّقْلَ يوماً **** فإنّ الشّيخَ قد ضعفت قواهُ
أتى بكَ عن قضاءٍ لم تُردهُ **** وآثرَ أن تفوزَ بما حواهُ
4- برنامج الإحسان إلى (الأب):
يقول الإمام عليّ بن الحسين زين العابدين (رضي الله عنه) في (حقِّ الأب):
"أمّا حقُّ أبيكَ فأن تعلم أنّه أصلكَ، وأنّه لولاهُ لم تَكُن، فمهما رأيتَ في نفسِكَ ممّا يُعجبكَ، فاعلم أنّ أباك أصل النِّعمة عليكَ فيه، فاحمد الله واشكره على قَدرِ ذلك"!
الإحسان إلى الأب في القرآن الكريم
- التفاصيل