ليلى حلاوة
عبر أحد المراهقين عن رغبته في الانتهاء سريعًا وبأي طريقة من انتخابات الرئاسة المصرية حتى يستطيع قضاء وقت الإجازة الصيفية، فكل الآباء من وجهة نظره يقولون: لن نستطيع الذهاب للتصييف أو الاشتراك في أي نشاط حتى تستقر البلد أو على الأقل معرفة من سيحكم مصر.. وبالرغم مما تمر به المنطقة العربية كلها، حيث يقف الجميع على المحك، إلا أنه لابد لكل شخص من نقطة يفصل فيها نفسه عن كل شيء من أجل أسرته ومن أجل نفسه، فيتمكن من استكمال حياته مع هذا الكم من التوتر السياسي والضغط العصبي..
بعد أن بدأت الإجازة الصيفية امتلأ المنزل بالأبناء منذ الصباح وحتى نهاية اليوم.. الأعمار مختلفة والاهتمامات متباينة.. الأب ينزل للعمل والأم جالسة في البيت، وقد تضطر الأم أيضًا للنزول لعملها.. أين يذهب الأبناء..؟ وكيف يقضون وقتا ممتعا..؟ فقد تعبوا من طول العام الدراسي، من الصحيان الباكر واستذكار الدروس.. هل نقضى الإجازة في تعويض النوم لنعوض الصحو الباكر..؟ أم نقضيها في الخناق لأنه ليس لدينا خطة محددة لكل شخص في الأسرة ليستفيد من وقت إجازته..؟ هل نضغط على الأولاد فنثقل عليهم في ممارسة أنواع مختلفة من الرياضة والذهاب في معسكرات لأن الأب والأم ليس لديهما وقت للجلوس مع الأبناء حتى في الإجازة الصيفية..؟ ماذا تفعل الأسرة وقد بدأت الإجازة الصيفية بالفعل؟
يقدم لنا مستشارونا الاجتماعيون عددا من النصائح المفيدة لإجازة صيفية سعيدة. تقول نيفين عبد الله، مديرة مركز أجيال لتنمية الأطفال: من المفيد جدًا أن نعايش كأسرة، كبارا وصغارا، الأحداث الحاصلة في مصر حاليا وفي الوطن العربي كله، فانتخاب أول رئيس مصري بعد الثورة حدث مهم، وبالتالي فإن الأنشطة الصيفية التي من الممكن القيام بها هي:
- المشاركة السياسية: فإن الالتفاف حول التلفاز ومتابعة الأخبار ومناقشتها بشكل ديمقراطي يعد نوعا من الممارسات الصيفية المفيدة مع الأبناء، فانخراط الأبناء في السياسة يعد شيئا إيجابيا. ولا يوجد ضرر على الأطفال من متابعة حالة التوتر السياسي؛ لأن الأبناء لهم عالمهم الخاص، مهما حاولنا أن نجذبهم لشيء إلا أنهم بالتأكيد سينصرفون عنه للعبهم أو لأصدقائهم أو لأنشطتهم أو لأي شيء يحبونه.. فالحياة لا تتوقف عند الأحداث، ولكن من الطبيعي أن نأكل ونشرب ونلعب ونمارس حياتنا بشكل طبيعي، حتى في ظل أسوأ الأحداث السياسية أو غيرها.
- ممارسة الأنشطة المختلفة: يجب معرفة قدرات الأبناء المختلفة، ومن ثم البحث في المكان حولنا عن جميع الأنشطة والفرص المتاحة لهم، وذلك وفقا لأعمارهم المختلفة، وكذلك وفقا لإمكانياتنا المادية.. ثم الاشتراك لهم في هذه الأنشطة.
- قضاء وقت عائلي: لأننا كآباء مشغولون طوال الوقت، خصوصا أثناء الدراسة، فمن المفيد جدا للجميع في الأسرة أن يقضوا وقتا عائليا ممتعا مع بعضهم البعض.. نأكل مع بعض ونلعب مع بعض ونجتمع على بعض البرامج التليفزيونية المفيدة، وممارسة أنشطة أخرى مثل الدومينو والشطرنج.
- زيارة الأقارب: يجب زيارة الأقارب والاقتراب منهم أكثر، وأن يلعب أبناء العائلة الواحدة مع بعضهم البعض ليعرف كل منهم الروابط العائلية وأهميتها.. فهذا ابن عمه، وهذا ابن خاله، وهذه قريبتها، وكلهم أسرة كبيرة واحدة.
- تعويض الضعف الأكاديمي للأبناء، فإذا كان أحد الأبناء يشتكي من ضعف في مادة من المواد الدراسية، يجب التركيز على منحه فرصة تحسين نفسه بدلا من تراكم الضعف كل عام، وبالتالي يعاني الابن من رسوب أو ضعف شديد في هذه المادة.
- السفر على أحد الشواطئ: إن أمكن ذلك بالطبع، حتى يتمكن الجميع من تغيير (مود) العمل والدراسة وكل شيء روتيني.. وأن نحرص على أن يكون هذا الوقت ممتعا للغاية، حتى يعود الجميع إلى عمله وأنشطته ودراسته وهو متحمس ومتحفز لإنجاز أكبر قدر من الإنجازات الممكنة.
- الأعمال التطوعية: بالنسبة للأولاد الأكبر من 10 سنوات، ويجب أن نعلمهم كيفية الاشتراك في الأعمال التطوعية أو الأعمال الأهلية.. هناك مثلا مبادرات لتطوير المدارس الحكومية.. مبادرات لتنظيف الشوارع وتنظيمها.. مبادرات توعية.. وغيرها.
- القراءة: يجب تثبيت فقرة للقراءة مع الأبناء يوميا.. وإن كان من الممكن الاشتراك في مكتبة عامة قريبة من المنزل وذهاب الجميع إليها سيكون مفيدا جدا على صعيد تغيير جو والاستفادة من الكتب التي تتم قراءتها.
- رجل أعمال صغير: بعض الأبناء موهوبون أو لديه قدرة على البدء في عمل شركة صغيرة له، فمثلا إحدى البنات أنشأت شركة صغيرة لتوريد ورق العنب.. لأنها تحب الفن الخاص بلف ورق العنب (الملفوف)
- العمل للأبناء: من المفيد أيضا للأبناء البحث عن عمل مناسب لهم في الإجازة الصيفية، ويجب أن يساعدهم الآباء في ذلك.. حتى يتعلموا أهمية الأموال وأنها لا تأتي بسهولة.
- روحانيات: كل هذه الأنشطة يتم توقفها في شهر رمضان الكريم، ليبدأ برنامج آخر من الروحانيات والتعبد وقراءة القرآن والذهاب إلى المسجد والاعتكاف.
ومن ناحيتها تقول عزيزة البنا، المستشارة الاجتماعية: إنه يجب أولا تحديد الهدف من الإجازة، وأن نعرف فائدتها النفسية وأهميتها الجسدية، فنحن في الأسرة أب وأم وأبناء في حالة عمل دائم طوال العام، ولابد للجميع من وقت مستقطع يمارس فيه هواياته ويستريح فيه.
وتضيف المستشارة، أنه لا يجب أن تذهب الإجازة هباءً، لأنها إجازة، فهي وقت يحسب من عمر الإنسان، لذا لابد من ممارسة أشياء أخرى، كقضاء وقت ممتع أو ممارسة رياضة معينة أو ترفيه الأبناء.
- تحديد الأهداف: يجب أن يكون هناك هدف واضح ومعروف لكل واحد داخل الأسرة، وأنه يجب أن يحققه خلال الإجازة من خلال وضع خطة ثابتة لتعلم حرفة معينة أو تعلم لغة جديدة... وهكذا.
- المشاركات الاجتماعية: أثناء الإجازة غاية في الأهمية، كالمشاركة في الأنشطة البيئية أو تعليم أولاد البوابين أو مساعدة أبناء الجيران الصغار.
- اختيار الأنشطة: يجب أن يضع الأولاد بأنفسهم الأنشطة والمشاركات والأعمال التي يودون العمل عليها في الإجازة، حتى نضمن أن يكونوا سعداء أثناء تأديتهم هذه المهام.
- المشاركة في أعمال المنزل: يجب أن يتعلم الأبناء كيف يريحون والدتهم قليلا، بأن يساعدوها في الأعمال المنزلية، كترتيب البيت وتغيير موضع الأساس وتبديل أماكن الأشياء، لأن التغيير مهم لجميع من في البيت، فهو يعطي شعورا بالراحة والانبساط.
- حفظ القرآن: بالطبع لن ننسى "حفظ القرآن الكريم".. فالإجازة وقت هام جدا لفعل ذلك.
- أهمية الأدوار: يجب تنبيه الأبناء إلى ضرورة إنجازهم أشياء جديدة على المستوى الشخصي والأسرى والمجتمعي.. يجب تنبيههم إلى أهمية دورهم كأفراد في المجتمع، ويجب أن يساهموا في تطويره.
- عمل مسابقات: من الممكن عمل مسابقات بين أولاد الجيران كلهم، متعلقة مثلا بتأليف مكتبة صوتية أو مرئية أو مقروءة، أو اختيار أكثر ثلاثة كتب مفيدة من وجهة نظر كل شخص وعمل بحث فيهم.
- تنظيم رحلات: بأن يقوم الأولاد أنفسهم بتنظيم رحلات على مستوى العائلة أو الأصدقاء، فيقوموا بتحديد الوقت وإخبار الجميع به، كذلك "توضيب" كل الأشياء التي سيحتاجون إليها في الرحلة. وهم بذلك يتعلمون المسئولية وكذلك يرفهون عن أنفسهم.
- تجنب الضغط: يجب الحذر من الضغط على الأطفال الصغار، بأن نرسلهم إلى الحضانة بعد المدرسة، وأن نعلمهم أكثر من رياضة على سبيل المثال، يجب على الآباء أن يمنحوا الصغار فرصة لالتقاط أنفاسهم، بأن يذهبوا للنوم متى شاءوا وأن يستيقظوا وقتما أحبوا..
توتر سياسي.. وإجازة صيفية ممتعة.. كيف؟
- التفاصيل