لها أون لاين
ارتفعت خلال العقود الأخيرة نسب الطلاق في مجتمعاتنا، حيث يشير الدليل الإحصائي لوزارة العدل السعودية إلى أن كل 3 حالات زواج يقابلها حالة طلاق واحدة، ونسب الطلاق في كل من الكويت ومصر وقطر والمغرب قريبة من ذلك، هذه الإحصاءات تدعونا إلى ضرورة إعادة النظر في أوضاع المطلقات في مجتمعاتنا.
فعلى الرغم من أن من يحملن لقب مطلقة في مجتمعاتنا يشكلن نسبة كبيرة جدا من النساء، لازالت نظرات الاتهام التي لا ترحم ولا تشفق تطارد الكثيرات منهن، ويحملهن المجتمع مسؤولية انهيار الأسرة، في حين أن نسبة كبيرة من حالات الطلاق تعود إلى طيش الزوج ورعونته وسوء سلوكه، وبالتالي تكون هذه السلوكيات هي المسبب الحقيقي لضياع الأسرة.
وإزاء هذه النظرة المتشككة من المجتمع، قد تتحمل كثير من النساء ما يتجاوز طاقتها، حتى لا تطلق خوفا من أن توصم بهذا اللقب الكريه، ويكون من نتاج هذا أن يعيش الأبناء في أجواء من الاضطراب والمشاكل المستمرة بين الوالدين، فيكونوا في النهاية هم الضحية لهذه الوضعية البائسة وهذا التفكك الأسري.
إننا نحتاج إلى ثقافة مجتمعية جديدة، للتعامل مع هذه الأعداد الكبيرة من المطلقات، ندرك من خلالها أن الطلاق هو من الأمور التي شرعها الله في حال استحالة الحياة الزوجية ، وليس فيها ما يشين أو يسيء للمرأة، بل على العكس فالمرأة المطلقة تتعرض خلال فترة زواجها، إذا لم يتوفر التوافق بينها وبين زوجها، إلى ضغوط نفسية وعصبية وتحتاج إلى من يساعدها، ويأخذ بيدها؛ للتغلب على الآلام التي خلفتها تلك التجربة.
إن بعد المجتمعات عن الالتزام بدين الله خلال عقود طويلة مضت، أنشأ عادات وتقاليد ما أنزل الله بها من سلطان. أصبحت تتحكم في كثير من سلوكياتنا وتصوراتنا، ينبغي أن نتخلص منها، وأن نعود لصحيح الدين الذي يرتقي بالسلوك الإنساني، ولا يحمل الإنسان فوق طاقته، وينظر لقضية مثل قضية الطلاق نظرة متوازنة، بل يعتبرها فرصة لبداية حياة جديدة تنعم فيها المرأة بالسعادة والطمأنينة والاستقرار التي فقدتها في حياتها الأولى
المطلقات... والحاجة إلى ثقافة مجتمعية جديدة.
- التفاصيل