بسم الله الرحمن الرحيم
(لَّيْسَ الْبِرَّ أَن تُوَلُّواْ وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَـكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَالْمَلآئِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّآئِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ وَأَقَامَ الصَّلاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُواْ وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاء والضَّرَّاء وَحِينَ الْبَأْسِ أُولَـئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولَـئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ )البقرة /177
(وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْيَتَامَى قُلْ إِصْلاَحٌ لَّهُمْ خَيْرٌ وَإِنْ تُخَالِطُوهُمْ فَإِخْوَانُكُمْ وَاللّهُ يَعْلَمُ الْمُفْسِدَ مِنَ الْمُصْلِحِ وَلَوْ شَاء اللّهُ لأعْنَتَكُمْ إِنَّ اللّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ) البقرة / 220
(وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا) الإنسان/8
(يَتِيمًا ذَا مَقْرَبَةٍ ) البلد/15
(وَاعْبُدُواْ اللّهَ وَلاَ تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ) النساء /36
(وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينُ فَارْزُقُوهُم مِّنْهُ وَقُولُواْ لَهُمْ قَوْلاً مَّعْرُوفًا)النساء /8
وقال تعالى : (وَأُوْلُو الْأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ فِي كِتَابِ اللَّهِ) الأحزاب
وقال تعالى : (وَاعْبُدُواْ اللّهَ وَلاَ تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالجَنبِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ إِنَّ اللّهَ لاَ يُحِبُّ مَن كَانَ مُخْتَالاً فَخُورًا) النساء36
ونعم ما قيل في هذا الصدد :
وحسبك عارأ أن تبيت ببطنة وحولك أكباد تحن إلى القد
وفي الحديث : [ أحب البيوت إلى الله تعالى بيت فيه يتيم مكرم]
ولصلة الرحم وإكرام اليتيم آثار تربوية وانعكاسات تكاملية على النفس والأخلاق البشرية ، وروي عن النبي صلى الله عليه وآله وعلى أصحابه السلام قال : (( أنا وكافل اليتم كهاتين في الجنة وأشار بأ صبعيه السبابة والوسطى)).وقال أيضا
صلى الله عليه وآله وعلى أصحابه السلام قال : قال الله تعالى : أنا الرحمن ،خلقت الرحم ، وشققت لها اسماً من اسمي ، فمن وصلها وصلته ، ومن قطعها بتته. وفي أمثال هذا الخبر كثرة.
وصلة الرحم قد تكون بقبول النسب ، وقد تكون بالا نفاق على ذي الرحم وما يجري مجراه وأن الآيات أكدت وجوب الإحسان إلى ذي القربى ، ووجوب صلة الرحم ، وحرمة قطعها وأن أولى الأرحام بعضهم أولى ببعض في كتاب الله . أولى بالإحسان والصلة المادية والمعنوية ،وأولى بالعفو والتسامح عند صدور الخطأ والإساءة منهم ،
وأعلم يا عزيزي أنك ترى اليوم اليتامى وهم من وطنك ومن ذوي القربى ..لا تستهن بالموقف فقف معهم مع الحق فإنك تفوز بذلك أعلى رتبة في الآخرة ونعم ما قيل في هذا الصدد:
أخلص لربك ما تبديه من عمل * وكن على وجل من ذلك العمل
وأعلم بأنك مسؤول ومرتهن * مما أتيت به وأحذر من الخجل.
وأبرز حقوق ذوي القربى وصلتهم كما ثبتها القرآن والسنة هي :
1ـ الحقوق الميالية . 2 ـ الصلة بالسلام والزيارة والتفقد . 3 ـ العفو عن المسيء والمبادرة إلى الإصلاح .
الحقوق المالية : قال تعالى : (لَّيْسَ الْبِرَّ أَن تُوَلُّواْ وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَـكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَالْمَلآئِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّآئِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ وَأَقَامَ الصَّلاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُواْ وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاء والضَّرَّاء وَحِينَ الْبَأْسِ أُولَـئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولَـئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ) البقرة /177
(يَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنفِقُونَ قُلْ مَا أَنفَقْتُم مِّنْ خَيْرٍ فَلِلْوَالِدَيْنِ وَالأَقْرَبِينَ وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا تَفْعَلُواْ مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللّهَ بِهِ عَلِيمٌ)البقرة / 215
(كُتِبَ عَلَيْكُمْ إِذَا حَضَرَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ إِن تَرَكَ خَيْرًا الْوَصِيَّةُ لِلْوَالِدَيْنِ وَالأقْرَبِينَ بِالْمَعْرُوفِ حَقًّا عَلَى الْمُتَّقِينَ) البقرة / 180
(وَلِكُلٍّ جَعَلْنَا مَوَالِيَ مِمَّا تَرَكَ الْوَالِدَانِ وَالأَقْرَبُونَ وَالَّذِينَ عَقَدَتْ أَيْمَانُكُمْ فَآتُوهُمْ نَصِيبَهُمْ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدًا) النساء /33
(وَآتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ وَالْمِسْكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَلاَ تُبَذِّرْ تَبْذِيرًا ) الإسراء /26
(إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاء ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ) النحل/ 90
(وَلَا يَأْتَلِ أُوْلُوا الْفَضْلِ مِنكُمْ وَالسَّعَةِ أَن يُؤْتُوا أُوْلِي الْقُرْبَى وَالْمَسَاكِينَ وَالْمُهَاجِرِينَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلَا تُحِبُّونَ أَن يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ) النور /22
ينظر التشريع الإسلامي إلى المال أنه ملك لله عز وجل ، والناس مستخلفون فيه ، وقد دعا الإسلام إلى العدالة الاجتماعية ، ووضع منهجاً متوازناً في التوزيع الاقتصادي لحل مشاكل المجتمع . ومن الجدير ذكره أن التفاوت المعاشي بين أفراد المجتمع ، ولا سيما ذوي القربى يحرك نار الحقد والكراهية ، ويؤجج روح الصراع ، ويقود إلى مشاكل النفسية والتخلف والأجرام في أحيان كثيرة . لذا دعا الإسلام إلى حلّ مشكلة الفقر والتغلب عليها . وبالإضافة إلى دعوته إلى العمل والإنتاج ـ
والاعتماد على النفس ، فقد وضع منهجاً اقتصاديا يعتمد على الأخذ من الأغنياء ، والرد على الفقراء للحفاظ على الموازنة الاقتصادية في المجتمع ، وحل مشكلة الفقر والحاجة ..وهذا برنامج اقتصادي ومن المستحسن أن لا ندخل فيه .
ونرجع للموضوع 2
ـ الصلة بالسلام والزيارة والتفقد :
وقال تعالى : (وَأُوْلُو الْأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ فِي كِتَابِ اللَّهِ) الأحزاب/6
ولبناء الروابط والعلائق الاجتماعية المتماسكة بين ذوي الرحم والقربى ، دعا الإسلام الإنسان إلى صلة الرحم بكل ما يعزّز العلاقة ، ويعمق الرابطة النفسية والوجدانية مع رحمه وذوي قرباه ، أنظر يا أخي إذن التربية تلعب دورا أساسياً في هذه المجالات وهنا الواجبات والاهتمام بشؤون الأرحام ،حل مشاكلهم ومثلا تقديم الهدية والتهنئة بما يرهم ، والتعزية بما يؤلمهم وعيادة مريضهم والتواصل كما أمرنا رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وعلى أصحابه السلام : [ صلوا أرحامكم ولو بالسلام ] .وأن تلك الآثار السلوكية التي تنتج عن صلة الرحم والتي هي المحبة في الأهل ، وحسن الخلق والكرم في المال ، وطيب النفس ، لحرية بأن تساهم مساهمة فعالة في تكوين الشخصية الاجتماعية السوية ، وتشارك في بناء الأخلاق الاجتماعية ، وتمتين روابط المجتمع . 3 ـ العفو عن المسيء والمبادرة إلى الإصلاح قال تعالى : (مَّعْرُوفٌ وَمَغْفِرَةٌ خَيْرٌ مِّن صَدَقَةٍ يَتْبَعُهَآ أَذًى وَاللّهُ غَنِيٌّ حَلِيمٌ ) البقرة / 263
وقال تعالى : (لاَ تُبْطِلُواْ صَدَقَاتِكُم بِالْمَنِّ وَالأذَى) البقرة / 264
وأن هذه الآيات والأحاديث تمثل درساً اجتماعياً وأخلاقياً للذين يشعرون بالتفضل والمن على الآخرين من أرحامهم ، ويستعلون إحسانهم سوطاً لتهديد من يحسنون إليه . إن المن والأذى يبطل الأجر والثواب ، وينسف الإحساس بالفضل واحترام عمل المحسنين فالإسلام يعني بالكرامة الشخصية ، والنية في العمل ،والموقف النفسي ، أكثر مما يعتني بالجانب المادي ،وصرف المال في هذه الحقيقة لقوله أعلاه من سورة البقرة .واذكر لكم أدناه أكثر من ما هو من أصل الموضوع
قال تعالى : (وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا ) .النساء/1
وقال تعالى : (وَاعْبُدُواْ اللَّهَ وَلاَ تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالجَنبِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ إِنَّ اللَّهَ لاَ يُحِبُّ مَن كَانَ مُخْتَالاً فَخُورًا);
وعن أبي هريرة رضي الله عنه : قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( من كان يؤمن بالله واليوم الأخر فليصل رحمه)
فضائل صلة الأرحام كثيرة ومنها :
صلة الأرحام سبب في زيادة الرزق وطول العمر
عن إمام المتقين أمير المؤمنين علي بن أبي طالب كرم الله وجهه ورضوان الله عليه وسلامه . عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وعلى أصحابه السلام قال : ( من سرّه أن يمد له في عمره ويوسّع له في رزقه ويدفع عنه ميتة السوء ، فليتق الله وليصل رحمه) رواه الحاكم
وعن أنس رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( من أحب أن يبسط في رزقه وينسى له في أثره فليصل رحمه) رواه البخاري ومسلم
صلة الرحم تدخل الجنة وتباعد النار
قال أعرابي لرسول الله صلى الله عليه وسلم : ( أخبرني بما يقربني من الجنة و يباعدني من النار ؟ فقال النبي عليه الصلاة والسلام : تعبد الله ولا تشرك به شيئا وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة وتصل رحمك).
صلة الرحم سبب لمغفرة الذنوب
عن ابن عمر رضي الله عنهما قال : أتى النبي صلى الله عليه وسلم رجل فقال : إني أذنبت ذنبا عظيما , فهل لي من توبة ؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم : هل لك من أم ؟ قال : لا . قال : فهل لك من خاله ؟ قال : نعم . قال :فبرّها ) رواه الحاكم والترمذي
صلة الرحم أحب الأعمال إلى الله تعالى
سئل النبي صلى الله عليه وسلم أي الأعمال أحب إلى الله , فقال : ( الإيمان بالله ثم صلة الرحم).
عقوبة قاطع الرحم " قاطع الرحم لا يدخل الجنة "
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( لا يدخل الجنة قاطع ) قال سفيان يعني قاطع الرحم . رواه البخاري
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( ثلاثة لا يدخلون الجنة , مدمن الخمر ,وقاطع الرحم , ومصدق بالسحر ) رواه أحمد
قاطع الرحم لا يقبل عمله . أن رجلاً جاء إلى رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وعلى أصحابه السلام فقال : أخبرني ما أفضل الأعمال ؟ فقال " الإيمان بالله" قال : ثم ماذا ؟ قال : " صلة الرحم " قال : ثم ماذا ؟ قال " الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر" ( قال الرجل : وأي الأعمال أبغض منها ؟ قال :" الشرك بالله " قال : ثم ماذا ؟ قال : " قطيعة الرحم" قال : ثم ماذا؟ قال : " الأمر بالمنكر والنهي عن المعروف") الكافي ج5 :58 /9
وقال النبي صلى الله عليه وآله : صلة الرحم تزيد في العمر . عن نوادر الراوندي :مسند:2 والبحار:74/103. وقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم : لا يزال الناس بخير ما أمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر ، وتعاونوا على البر ، فإذا لم يفعلوا ذلك نزعت منهم البركات ، وسلط بعضهم على بعض ، ولم يكن لهم ناصر في الأرض ولا في السماء.التهذيب والأخبار :6/180برقم 373
والأوامر كثيرة في صلة الرحم ، والعبرة يجب علينا أن لا نبعد عن الصواب وخلوص النيئة والإرفاق والتأليف وجبر القلوب والإعانة على صلة الرحم ، ويا عزيزي أن مثل هذه التذكرة تربط القارئ بالأسرار والأنوار الإلهية الرحيمة لأنه وعدنا وعده الحق . ونعم ما قيل :
من شاء يلقي الروح في الأنوار * فليتخذ مرقى إلى الأسرار
وليتكل فيه على معلومة * فحجابه القيوم بالأبصار .
وأن الرسول الكريم صلى الله عليه وآله أوصى الإمام علي بن أبي طالب كرم الله وجهه ورضوان الله عليه وسلامه : ( يا علي الصدقة ترد القضاء الذي أبرم إبراما ، يا علي صلة الرحم تزيد في العمر ، يا علي لا صدقة وذو رحم محتاج ، يا علي لا خير في القول إلا مع الفعل ، ولا صدقة إلا مع النية ).وما نفهم المعنى مع النية هي التحذير من الغش والغيبة والنميمة وسوء الظن بالآخرين وصدق اللسان وأداء الأمانة إلى الناس ويجب علينا أن نقتدي بكتاب الله والرسول وسنته وأهل بيته وأصحابه الذين سبقونا . ونعم ما قيل فيهم :
ربيع اليتامى والأرامل كلهم * مداريس للقرآن في كل سحرة
مصابيح أعلام نجوم هداية * مراجيح أحلام لقوا كل كربة
وأعلام دين المصطفى وولاته * وأصحاب قرآن وحج وعمرة
أ آل رسول الله صبرا على الذي * أضيم به الصبر أوثق عروة
وأما عن آل البيت واضطهادهم كانوا مناراً من العلم والحكمة والمنطق وترى يذكرهم الشعراء لا لشيء وإنما وصل اليتامى والأرامل والأرحام وحتى الذين قطعهم وأردوا أن يمحوا ذكرهم ، هؤلاء هم أهل البيت ونعم ما قيل فيهم :
ببغداد وإن ملئت قصورا * قبور أغشت الآفاق نورا
ضريح السابع المعصوم موسى *إمام يحتوي مجدا وخيرا
بأكناف المقابر من قريش * له جدث غدا بهجا نظيرا
وقبر محمد في ظهر موسى * يغشى نور بهجته الحضورا
هما بحران من علم وحلم * تجاوز في نفاستها البحورا
إذا غارت جواهر كل بحر * فجوهرها ينزه أن يغورا
يلوح على السواحل من بغاه * تحصل كفه الدر الخطيرا.
وهكذا يذكروا أهل البيت رضوان الله عليهم وسلامه وبعكس البيت الأموي الذي أراد أن لا يترك لهم أثر ونعم ما قيل :
برئت من الأرجاس رهط أمية * لما صح عندي من قبيح غذائهم
ولعنهم خير الوصيين جهرة * لكفرهم المعدود في شر دائهم
وقتلهم السادات من آل هاشم * وسبيهم عن جرأة لنسائهم
وذبحهم خير الرجال أورمة * حسين العلا بالكرب في كربلائهم
وتشتيتهم شمل النبي محمد * لما ورثوا من بغضه في قنائهم
وما غضبت إلا لأصنامها التي * أديلت وهم أنصارها لشقائهم
أيا رب جنبني المكاره واعف عن *ذنوبي لما أخلصته من ولائهم
أيا رب أعدائي كثير فزدهم * بغيظهم لا يظفروا بابتغائهم
أيا رب من كان النبي وأهله * وسائله لم يخش من غلوائهم
حسين توصل لي إلى الله إنني *بليت بهم فادفع عظيم بلائهم
فكم قد دعوني رافضياً لحبكم * فلم ينثني عنكم طويل عوائهم
هم هتكوا حريمه وذبحوا فطيمه * وآثروا كلثومه وسيقت الحلائل
يسقن بالتنائف بضجة الهواتف * وأدمع ذوارف عقولها زوائل
يقلن يا محمد يا جدنا يا أحمد * قد أسرتنا الأعبد وكلنا ثواكل
تهدي سبايا كربلاء إلى الشئام والبلا* قد انتعلن بالدماء ليس لهن ناعل
إلى يزيد الطاغية معدن كل داهية * من نحو باب الجابية بجاحد وخالل
حتى دنا بدر الدجى رأس الإمام المرتجى * بين يدي شر الورى ذاك اللعين القاتل
يظل ـ في بنانه قضيب خيزرانه ـ * ينكت في أسنانه قطعت الأنامل
أنامل بجاحد وحافد مراصد * مكايد معاند في صدره غوائل
طوائل بدرية غوائل كفرية * شوهاء جاهلية ذلت لها الأفاضل
فيا عيوني اسكبي على بني بنت النبي * بفيض دمع ناضب كذاك يبكي العاقل.
والهدف الله باليتامى والأرامل والمعوقين وصلة الأرحام حتى نربط عاطفتنا الإسلامية الإنسانية بعطفه . كما قال الإمام جعفر الصادق رضوان الله عليه وسلامه : أن الله خلق خلقاً من رحمته لرحمته برحمته وهم الذين يقضون حوائج الناس فمن استطاع منكم أن يكون منهم فليكن .ولنكن من الذين يتنافسون في الخير ويداً بيد لتعاون والتآخي من أجل حمل هذه المسؤولية وتنفيذ الأمر لنشر هذه المناسك التكافلية والله خير حافظ وهو
أرحم الراحمين.
السيد صباح بهبهاني البهبهاني
عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
الْيَتَامَى والأرامل والمعوقين وصلة الرحم في الإسلام !!
- التفاصيل