من الأفكار الذهنية السلبية التي ساهم الإعلام بنشرها في مجتمعاتنا هي "كراهية الحماة"، حتى أن كثيرا من الفتيات تتخذ موقفا عدائيا من أهل زوجها قبل أن تراهم، الأمر الذي خلق أجواء من التوتر داخل الأسرة، وتسبب في تفجير الكثير من الأزمات الأسرية. لقد قام الإعلام بتقديم الحماة، من خلال الأفلام والمسلسلات والقصص والمسرحيات والروايات والصحف على أنها إنسانة متسلطة وصاحبة مؤامرات ومشاكل، حتى أصبحت كلمة حماة من الكلمات السيئة في كثير من المجتمعات، وظلت الكثير من الحموات أسيرة هذه النظرة المشوهة ونشأت فتياتنا على هذه الصورة المغلوطة.
إن علاقة الزوجة بأهل الزوج من العلاقات شديدة الحساسية والتعقيد، وتحتاج إلى حكمة وتعقل في التعامل معها، لكن الإعلام ـ وللأسف الشديد ـ بدلا من توعية الفتيات بسبل التعامل مع الحماة وطرق كسب ودها، كان سببا في نشر ثقافة الكراهية بين الزوجة وحماتها، من خلال بث الكثير من النماذج الشاذة غير السوية والمفاهيم المغلوطة، حتى أصبحت كراهية الحماة هي سمة مكتسبة لأغلب فتياتنا. وكان من نتاج نشر مثل هذه الأفكار السلبية أن أصبحت الفتاة غير قادرة على التعامل مع حماتها، بل على العكس متحفزة وبشكل دائم تجاه أهل زوجها، مما تسبب في تزايد أعداد الطلاق في مجتمعاتنا، الأمر الذي يحتاج إلى وقفة طويلة من القائمين على المؤسسات الإعلامية والتربوية لإعادة تأهيل فتياتنا على قيم الود والحب ونشر ثقافة التعايش والاحتواء. وتوضيح أسس العلاقة الصحيحة بين الزوجة وأقارب الزوج وسبل إنهاء أي توترات يمكن أن تحدث، وأساليب تجنب المشاكل قبل وقوعها. إن الحماة نعمة في حياة الزوجة، وليست كما يصورها الإعلام على أنها نقمة، ولو تعلمت الزوجة كيف تتعامل معها وتتصرف معها بأسلوب ذكي فإنها ستكسب حبها واحترامها، وستزيد من حب زوجها لها، وستحافظ على تماسك أسرتها وترضي ربها.