السبيل- أحمد برقاوي
يجهد العديد من الأطفال مع حلول شهر رمضان المبارك في صوم ساعات من أيامه، أو في محاولة لقضاء النهار بأكمله دون طعام حتى أذان المغرب.
ويعسى الأطفال ممن لم يبلغوا سن البلوغ إلى صيام رمضان في كل عام؛ التزاما بعبادة فرضها الله على المسلمين، متحدين في الوقت ذاته قيظ الصيف هذا العام.
وينزل الأهالي عند رغبات أطفالهم في رمضان، وتحقيق أمنياتهم في الصوم لحين ما استطاعوا البقاء بلا طعام أو شراب، يوضح والد الطفلة ايمان.
ويقول أيمن عبدالعزيز إن طفلته الكبرى البالغة 6 سنوات، تصوم في رمضان لما قبل أذان العصر، بملء إرادتها، فيما شقيقتها الصغرى أمل تبقى صائمة لما بعد الظهر، لكنهما في نهاية المطاف تفطران قبل انقضاء نهار الصيام.
ويرى الوالد في ممارسة فلذتي كبده الصيام في رمضان محاولة للتعود على ذلك، وتقليدا لوالديهما في العبادة، مؤكدا ضرورة تعويد الأطفال منذ الصغر على الصوم.
وينصح أخصائي طب أطفال المواطنين بالاهتمام بصيام أطفالهم خلال شهر رمضان، محذرا من أن الصيام الكامل لمن هم دون التاسعة من العمر قد يؤثر على نموهم.
ويؤكد الدكتور باسم الكسواني في تصريحات صحفية ضرورة الاهتمام بنوعية الغذاء الذي يقدم للأطفال الصائمين، مع اتباع أسلوب التدرج في تعويدهم على الصيام خلال شهر رمضان.
ويُفضل أن يبدأ الطفل بالصيام المحدود ولمدة بسيطة لا تتجاوز ثلاث ساعات في سن السابعة، ومراقبته من قبل ذويه ليشعر بجدية الصيام والامتناع عن الشراب والطعام، إضافة إلى تدريبه تدريجيا على هذه الفريضة العظيمة والمهذبة للنفس.
وينصح مختصون الأهالي بترغيب أطفالهم بصيام رمضان وفق خطوات متدرجة، مع إشارتهم إلى أن الطفل يلاحظ والديه ويحاول تقليدهم في سن مبكرة، لافتين إلى أهمية توجيه الأطفال منذ الصغر وتحبيبهم بفرائض الدين الإسلامي وتعويدهم على الصيام بشكل تدريجي.
ومن ناحية شرعية، أكدت دائرة الافتاء العام عدم جواز اجبار الأطفال على الصوم، لأن تكاليف الشريعة الإسلامية لا تجب إلا على البالغ العاقل.
وأوضحت الدائرة في فتواها ردا على سؤال متى يجب أن يصوم الطفل، وكيف نتعامل مع الطفل دينيا ونفسيا ومعنويا؟: «إن صيام الطفل في نهار رمضان لا يكون على وجه التكليف وإنما الترغيب والتحبيب.
وبينت أن تكاليف الشريعة الإسلامية لا تَرِد إلا على البالغ العاقل؛ وذلك لحديث النبي صلى الله عليه وسلم: «رُفِعَ الْقَلَمُ عَنْ ثَلاثَةٍ: عَن النَّائِمِ حَتَّى يَسْتَيْقِظَ، وَعَن الصَّبِيِّ حَتَّى يَحْتَلِمَ، وَعَن الْمَجْنُونِ حَتَّى يَعْقِلَ» رواه أبو داود.
وحسب الفتوى: «فإن صيام الطفل في نهار رمضان ليس على وجه التكليف والوجوب، وإنما على وجه التحبيب والترغيب، ويبدأ استحبابا من سن السابعة، كي يتدرب على التزام الشريعة بالتدريج، حتى إذا ما كبر وبلغ وجد في نفسه الطواعية الكاملة للتقرب إلى الله سبحانه، وابتغاء الأجر والمثوبة».
صيام الأطفال.. تقليد للكبار في رمضان أم تعويد للنفس؟
- التفاصيل