شيخة بنت جابر
الأبناء أمانة عند والديهم، وقلوبهم صفحة بيضاء يستطيع الوالدان كتابة ما يشاؤون فيها، فإن ربّوهم على حب الخير، والأخلاق الحسنة، والأدب، وحسن الظن بالآخرين، والتمسك بكتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم، فسوف يلقى الأبناء السعادة في الدنيا والآخرة، وسنجدهم ممن يعمرون الأرض بالخير والحضارات، ونجدهم ينشرون السلام والمحبة بين العالم أجمع، ونلقاهم قادة ومؤثرين صالحين في مجتمعاتهم، والأهم سوف يأخذ أجر تلك التربية الصالحة آباؤهم، وكل من علمهم وأدبهم ووجههم إلى سلوك صالح.

ومن ربى أبناءه على الشر، والفجور، والخصومة، والأنانية، وكأن العالم ملك له وحده، فسوف نجدهم والعياذ بالله في صفوف المنافقين، وصفوف المخربين للأمن والسلام، يريدون أن يبيدوا من حولهم ليحققوا رغباتهم السيئة التي تربوا عليها، ونشؤوا بها وسوف يلحق وزرهم ووزر من تبعهم كل مرب وموجه رباهم وأرشدهم.
همسة تربوية: أيها المربون، لا تستهينوا بطريقة تربية أبنائكم منذ الصغر، فلا ندري ماذا سيكون في المستقبل، فلربما كان وزيراً صالحاً ينطق الخير لدينه ومجتمعه، ولربما كان ضابط أمن يبيع دينه ووطنه مستغلاً منصبه لذلك، فكلٌ يعمل في منصبه على حسب البذرة التي تربى عليها منذ صغره، وكللت بالدعوات من والديه حتى يصبح عبداً صالحاً. أو لم تكلل بالدعوات فأصبح ممن يبيع دينه ودنياه. ولنا في تاريخ الصالحين والطالحين عبرة في طريقة تربيتهم منذ صغرهم، فإما ينشأ لنا قائد صاحب خلق حسن، وإما ينشأ لنا صاحب خلق سيئ والعياذ بالله.;

JoomShaper