أميرة الدسوقي
في الولايات المتحدة الأمريكية، 25% من الأطفال الإناث يتعرضن لوقائع تحرش أو اعتداء جنسي قبل أن يصلوا إلى عمر الثامنة عشر، بينما يتعرض 18% من الأطفال الذكور للتحرش ما بين عمر السادسة والثانية عشرة، وفي دراسة موضوعها العنف ضد الأطفال تابعة للـ«يونيسيف»؛ أكدت أن ما يزيد عن 90% من الأطفال المشاركين في الدراسة قد تعرضوا للتحرش الجنسي سواء كان جسديًا أو لفظيًا. هل ترى أن الوقت قد حان للحديث مع طفلك عن هذا الأمر؟

في هذا التقرير نقدم لكَ سبعًا من أهم النصائح التي يقدمها الطب النفسي؛ من أجل إجراء حديث صحيّ مع طفلك عن التحرش الجنسي.
1- ابدأ مُبكرًا
إذا تحدثوا مع أبنائهم عن الجنس؛ تنتهي براءتهم؛ هكذا يظن معظم الآباء، ولكن من الأفضل أن يكون الوالدان هما النافذة التي تطل بالطفل على عالم الجنس الذي لم يدركوه بعد، وهذا هو الحل الأمثل من وجهة نظر الطب النفسي، بدلًا من أن يكتشف الطفل الجنس على يد أحد المتحرشين؛ ولذلك يُفضل أن يجري الآباء حديثًا مُبكرًا مع الطفل عن الجنس.
الطبيبة النفسية كاثرين ميكال، من خلال خبرتها في التعامل مع أسر تعرض أطفالها لوقائع تحرش جنسي؛ تنصح الآباء بإجراء تلك المحادثة في وقت مبكر من عمر الطفل؛ بمجرد أن يبدأ في الاختلاط بالعالم، ولا تكون جلسة واحدة فقط، بل يجب أن تظل عملية مستمرة على مراحل عمره المختلفة.
وتؤكد كاثرين أن الحديث مع الطفل عن الجنس والتحرش بمجرد أن يعي ويدرك ما حوله؛ يكون فعالًا للغاية نظرًا لعدم تورطه العاطفي مع الجنس بعد، لأن أجساد الأطفال في تلك المرحلة تكون لا تزال حرة من سيطرة الهرمونات، إلى جانب أن البدء في الحديث مع الأبناء في سن المراهقة لا يقابل بالضرورة بالترحيب؛ نظرًا للتمرد والفضول الذي يسيطر على تلك المرحلة العمرية
2- الطفل يجب أن يفهم جسده
التحدث مع طفلك عن التحرش الجنسي؛ يُفضل أن يكون هادئًا وتدريجيًّا؛ حتى لا يشعر الطفل بالخوف من الآخرين ويتطور الأمر في مخيلته إلى أن العزلة عن المجتمع هي الوسيلة الآمنة للحياة، والطريق الأمثل للتمهيد لهذا الحديث؛ هو معرفة الطفل الكاملة بجسده.
في بيان أصدرته «RAINN» (الشبكة الوطنية للاغتصاب والإساءة الجنسية بالولايات المتحدة الأمريكية)؛ نُصح الآباء بتعليم الأطفال في سن صغيرة أسماء أعضاء الجسم كلها بما فيها الأعضاء الجنسية؛ ومن ثم تعليمهم أن الأعضاء الجنسية هي أعضاء خاصة بالإنسان وحده، ولا يحق لأي شخص آخر غريب أن يلمسها، وبهذه الطريقة يفهم الطفل النصيحة دون أن يشعر بأن هناك تهديد ينتظره بالخارج في مدرسته أو في منازل أصدقائه.
3- «من أين جئت يا أمي؟».. السؤال الذي يخشاه كل أب وأم
«من أين جئت يا أمي؟»؛ هذا السؤال يسأله معظم الأطفال بمجرد إدراكهم لوجودهم في العالم، ونظرًا لأعمارهم الصغيرة وقتما يلح هذا السؤال على أذهانهم؛ فلا يجيب الآباء بالإجابات الصحيحة عن هذا الأمر، وقد يشعر البعض بالخجل ولا يمنحوا الطفل أي إجابة. مركز اضطرابات ما بعد الصدمة في معهد الطب النفسي في واشنطن؛ له نصيحة تخص هذا السؤال.
يُنصح بالتحدث مع الأطفال في سن الرابعة أو الخامسة بشأن التكاثر وكيفية حدوثه؛ وهذا عن طريق الشرح العلمي المُبسط والذي يتواجد في الكثير من المواقع الإلكترونية التي تخص التثقيف الجنسي للأطفال، والتي يرعاها أطباء نفسيون متخصصون مثل موقع «FamilyEducation» أو ما يعادله من المواقع العربية، أو استشارة طبيب نفسي متخصص عن الطريقة الأمثل لطفلك، والتي تساعده على استيعاب هذا الأمر دون أن تترك في ذهنه أثرًا سلبيًا.
4- اسمع.. ابتسم.. تحكم في أعصابك
عندما تبدأ الحديث مع طفلك عن التحرش الجنسي؛ قد تجد لديه بعض المعلومات يريد أن يخبرك إياها، وقد تكون تلك المعلومات خاطئة أو خطيرة، وتلك اللحظة مخيفة على الأباء، وعادة ما يبدؤون بغمر طفلهم بالأسئلة والفزع في أعينهم؛ وقتها يتوقف الطفل عن التحدث.
توضح الطبيبة النفسية الأمريكية إيمي مورن لكل الآباء؛ أن تلك اللحظة هي لحظة حاسمة بينهم وبين أبنائهم وتشكل العلاقة بينهم في المستقبل، ولذلك تنصح إيمي بأن الحل الأمثل في هذه اللحظة هو الاستماع الهادئ لكل ما يخزنه الطفل من معلومات، أو وقائع تحرش لم يدركها في وقتها، «استمع إليه جيدًا؛ حتى تستطيع مساعدته، وسيطر على أفعالك» هكذا تنصح إيمي كل أب وأم.
5- الجنس والتحرش الجنسي.. الفارق مهم
عندما تخبر طفلك أن له أعضاء خاصة، والتي لا يُسمح لأحد بلمسها؛ في تلك الحالة أنت تحدثه عن التحرش الجنسي، ولكن إذا كان خوف الآباء على أبنائهم يسيطر على تفكيرهم؛ فقد يصل الأمر بالأب أو الأم بتوصيل الرسالة خاطئة للطفل؛ ويخرج للعالم كارهًا لممارسة الجنس ممارسة طبيعية.
ينصحك معهد الطب النفسي في واشنطن، من خلال تقرير نُشر بالـ«واشنطون بوست»؛ أن على الطفل إدراك الفارق بين الجنس والتحرش الجنسي، وهذا من خلال شرح بسيط بأن الجنس يحدث بتراضي الطرفين، بينما التحرش يقع عندما يرغم أحد الأطراف؛ الطرف الآخر على الفعل، خاصة وإن كان الطرف الآخر يكبره سنًا، مع التوضيح للطفل أن ممارسة الجنس ليست للأطفال حتى بلوغهم وفي إطار علاقة صحية.
6- 85% من حوادث التحرش بالطفل تأتي من داخل الأسرة
معظم حالات التحرش تحدث عندما يتخيل الطفل أن الطرف الآخر يتعامل معه على كونه شخصًا راشدًا، ويؤكد عليه أن ما يحدث هو سرهم الصغير المخفي عن العالم؛ فيوافق الطفل ظنًا منه أن ما يفعله طبيعي، ويحدث هذا عندما يكون الطفل يكن الثقة والاحترام للطرف الآخر الذي يستغله.
في تقرير أصدرته ««RAINN؛ أكدت أن 85% من حالات التحرش بالأطفال أو المراهقين عادة ما يقدم عليها أحد أفراد العائلة أو الأصدقاء المقربين لأسرة الطفل؛ لأن الطفل يرى هذا الشخص محط احترام وثقة والديه؛ فيثق به بدوره، ويوافق على وجود هذا السر الصغير بينهم؛ ولذلك تحذير الطفل من التحرش الجنسي؛ يجب تأكيده بأن ليس هناك استثناء في هذا الأمر.
7- التحرش لا يكون جسديًا فقط
ربما ترفضها وأحيانًا تخشاها، ولكن في تلك اللحظة؛ الاعتراف بوجود المثلية وانتشارها هو أمر مهم لطفلك؛ ولذلك عليك أن تخبر ابنك أن ربما رجلًا مثله يحاول التحرش به جنسيًا، وتخبر ابنتك أن امرأة مثلها قد تلمسها لمسة غير لائقة أيضًا.
هذا بالإضافة إلى توضيح أنواع التحرش الجنسي الأخرى، والتي صنفتها إحدى الدراسات الأمريكية التي نُشرت في عام 2016؛ بالتحرش اللفظي مثل التعليقات الجنسية أو النكات الجنسية، والتحرش عبر «الإنترنت» المتمثل في الرسائل النصية الخادشة للحياء، والتحرش غير اللفظي مثل الإيماءات ذات الإيحاء الجنسي أو التشهير الجنسي بأحدهم عن طريق الكتابة.

JoomShaper