أحمد يوسف المالكي
يشكو أحد المعلمين قائلاً حاولت أن أسمع من طلاب الفصل أفكاراً إبداعية، ولكن دون جدوى، لا يملكون أن يفكروا، أو يركزوا، مشتتين الذهن، ولا يجدون الثقة في عرض حتى جزء من أفكارهم! هذه المشكلة لا تخص المعلمين فقط، وإنما أيضاً الآباء، فلم يعد الطفل يتحمل مسؤولية المساهمة بالتفكير، والسبب الرئيسي في ذلك أن البعض منا يفكر نيابة عنهم في كل شيء!
في حقيقة الأمر الأطفال الصغار لا يملكون أن يفكروا مثل البالغين، لأن عقولهم الصغيرة ما زالت تتشكل وتتطور وتنمو، حتى تصل إلى نسبة عالية في سن متقدمة لتكون ناضجة، ولكن
الحقيقة الأخرى أنهم منذ ولادتهم يستطيع الواحد منهم أن يفكر في محيطه، وهذا ما يطلق عليه بالأفكار البدائية، يفكر كي يصل إلى ما يريد، أو يصنع شيئاً مختلفاً من ألعابه.
ولإنعاش طاقة التفكير عند الصغار، هناك ما يسمى باستغلال الفرص الذهبية التي تجعلهم يفكرون، تبدأ من حياتهم مع الألعاب، والتي لها دور أساسي في تنمية العقل بالتفكير الإبداعي والنقدي والتحليلي والنقاش، وهنا لفتة التنويع في توفير مختلف الألعاب العلمية والترفيهية تشكل جزءاً رئيسياً في تنمية عقول الصغار، حيث تتحرك عندهم أسئلة كيف صنعت هذه الأشياء، ولماذا نلعبها، وما هي أهميتها؟
وتساهم البيئة أيضاً في خلق نوع مهم من التفكير، وهو الإبداعي، فتخيلوا عندما يتم توفير مكان خاص للتفكير، وإطلاق مختلف المواهب لدى الأطفال، مع وجود شخصية تتميز بالحماس وتحفيز الصغار على إشعال روح التفكير، ستنهال علينا أفكار رائعة بشرط النزول لمستوى عقولهم، وإحضار نماذج مختلفة من الأفكار الإبداعية، حتى يستلهموا منها، وأيضاً تحفيزهم دائماً على كل فكرة تطرح دون تجريح.
وأخيراً يذكر لنا الدكتور عبد الكريم بكار في كتابه «تأسيس عقلية الطفل» فائدة يعزو فيها أسباب عدم تفكير الصغار قائلاً: «الإبداعات والإنجازات لا يمكن أن تنشأ وتنتعش في بيئات يسيطر عليها الجهل والكسل والفوضى والظلم والاستبداد والانغلاق والإهمال»، فما أورده الدكتور يعد حاجزاً أمام تفكير الصغار، فنحن بحاجة إلى الاهتمام أكثر بصناعة التفكير لهم، وفتح آفاق الإبداع والتميز أمامهم.;