تعتبر تربية الأبناء مهمة صعبة تتسم بالتعقيد، وتتخللها العديد من المشاكل والصراعات. واليوم هناك أعداد متزايدة من الأمهات والآباء يخافون من الوقوف في وجه أطفالهم، بسبب التبعات المزعجة لهذا القرار.
ويشير الكاتب سيرجيو جاييوغو أوفيرو -في تقرير نشرته مجلة "بيكيا بادريس" الإسبانية- إلى أن هيبة الآباء وسلطتهم وقدرتهم على ردع سلوكات أبنائهم السلبية تراجعت خلال هذه السنوات، تحت وقع نوبات الغضب والطلبات المجحفة.


إلا أن سياسة الإذعان لرغبة الطفل قد تكون لها تبعات وخيمة على المدى المتوسط والبعيد، وتدمر العلاقة بين الطرفين. فكيف يجب على الوالدين التصرف مع أطفالهما؟
شعور الآباء بالذنب
الأمهات والآباء اليوم باتوا يتجنبون فرض إرادتهم على أطفالهم، وذلك بسبب شعور الذنب الذي يلاحقهم بعد معاقبة الطفل أو الصراخ في وجهه أو إجباره على التصرف الصحيح. وفي بعض الحالات، فإن الإفراط في الصرامة قد يكون له تأثير سلبي، ولذلك فإن الشعور بالذنب يبقى دائما حاضرا.
وتحذر المجلة من الشعور المتواصل بالخوف من التصدي لرغبات الطفل، إذ إن مهمة الوالدين هي تربية أبنائهم وتعليمهم مجموعة من المبادئ والقيم التي ستساعدهم على أن يصبحوا ناجحين في المستقبل.
الخوف من الوقوف في وجه الطفل
لسوء الحظ باتت أعداد متزايدة من الآباء والأمهات يفضلون التساهل في تربية الأطفال، ويتجنبون كلمة "لا"، بحسب الكاتب.
ولكن التربية عملية تستند إلى فرض مجموعة من القواعد التي يجب إلزام الطفل بالتقيد بها، وإذا رفض الانصياع فيجب أن تكون هنالك عقوبات. إذ إن الأطفال منذ سن مبكرة تكون لديهم إستراتيجيات يتبعونها لبلوغ مبتغاهم، مثل الصراخ المستمر والدخول في نوبة عصبية.
إلا أن الآباء والأمهات مطالبون بعدم الرضوخ والوقوع في هذا الفخ، بل يجب التمسك بمواقفهم وفرضها بشكل حاسم.
ويجب على الأم والأب التخلص من حالة الخوف من مواجهة الطفل، إذ إن دورهما الأساسي يتمثل في تربية هذا الصغير بأفضل طريقة ممكنة، وفرض السلطة والانضباط مما يجب أن يتعود عليه الطفل في سنواته الأولى، لأنه في المراحل اللاحقة يصبح من الصعب تحقيق هذا الأمر، خاصة في سن المراهقة.
ماذا يحتاج الأطفال؟
في فترة التربية، فإن الأطفال في السنوات الخمس الأولى يجب أن تكون أمامهم حدود ومعايير وعادات يفرضها عليهم الآباء. إضافة لذلك فإن صورة الأب يجب أن تكون سلطوية حتى تفرض الاحترام في هذه العلاقة، وليكون لدى الطفل نموذج يقتدي به.
وإذا كبر الطفل في بيئة تعتمد على الانضباط والالتزام، فإن الأمهات والآباء لن يواجهوا مشكلة بعد ذلك في قول كلمة "لا". والسر في نجاح التربية هي حرص الأب والأم طوال سنوات الطفولة على فرض الخطوط الحمر التي لا يجوز للطفل تجاوزها في أي وقت.
وتحذّر المجلة من أن خوف الأمهات والآباء من الوقوف في وجه أبنائهم بات يمثل مشكلة متزايدة، تؤدي لتمتع الطفل بنفوذ قوي في البيت، وهو ما يؤثر سلبا على شخصيته في المستقبل.
وإذا عاش الطفل في بيت لا قوانين فيه أو سلطة للأب والأم، فإنه عندما يكبر سيصبح عدائيا يصعب ترويضه.

JoomShaper