سيدتي - لينا الحوراني
لست الأم الوحيدة التي يفشي طفلك سرّك، فربما تحملينه سراً من باب حسن النية والظن بالطفل، لكن بالمقابل احذري فهناك أشخاص ممن حولك، يتصيدون الأطفال ويجبرونهم على إفشاء السر. فتعلمي أن هناك قواعد تزرعينها في طفلك قبل إعطائه أي سر! الدكتور محمد بن جرش، كاتب وباحث إماراتي، يعطيك أفضل النصائح لتربية طفل يحفظ سراَ.
أنواع الأسرار
علمي طفلك حول أنواع الأسرار المختلفة التي من المحتمل أن يواجهها، ومدى أهمية كتمانها بالنسبة لك، ولمن يأتمنونه عليها:


أسرار مرحة
قد تتضمن أسرار المرح حفلة مفاجئة أو هدية لشخص ما. وقد يتم إخبار طفل، "لا تخبر أمي عما اشتريناه لها لعيد ميلادها"، أو "لا تخبر جدي أننا نخطط لحفلة يوم ميلاد مفاجئة له"، ورغم أن غفشاء الطفل للسر لا يتسبب بأزمة كبيرة، لكنه قد يخفف لحظات السعادة لدى الشخص الآخر، وهذا ما يجب على الطفل أن يدركه، فاجعليه شريكاً في زرع السعادة في قلوب الآخرين، من خلال الاحتفاظ بالسر.
الأسرار التي يحتمل أن تكون ضارة
قد يُطلب من الأطفال الاحتفاظ بالأسرار بنية حسنة، ولكن هذه الأسرار تبقى ضارة. فقد تقول الجدة، "لا تخبر والديك أنك بقيت مستيقظًا بعد وقت نومك"، أو قد يقول أصدقاؤك، "تعال معنا إلى بيت صديقنا، ولكن لا تخبر والدتك فهي لا تطمئن له!" والنتيجة أن تلك الأسرار قد تضع الطفل في مشكلة لقول الحقيقة، كما أنها قد تخفف ثقة الأبوين بتربية الجدة أو المربية، التي قد تلجأ لمثل هذا الأسلوب، ما يسبب الاضطراب في العلاقات الاجتماعية والأسرية.
الأسرار الخطيرة
كأن يتفق طفل شقي مع آخر قائلاً: "هذا هو سرنا ولا يمكنك إخبار أي شخص." وقد يهدده بعدة طرق لإسكاته. فلا يجرؤ الأطفال الذين لم يتعلموا التعامل مع الأسرار غالبًا على إخبار أي شخص، ومثل كتمان هذا السر سيعرض الطفل بالتأكيد للتنمر، من قبل الطفل الشقي، الذي سيستغل دائماً السر لابتزاز طفلك دائماً، والذي قد يصل لدرجة الابتزاز المالي.
كيف تتحدثين مع طفلك عن الأسرار؟
    علمي طفلك في سن صغيرة أنواع الأسرار، وفرقي بين الآمنة منها وغير الآمنة. ابدئي بالتحدث مع طفلك عن الأسرار غير الآمنة. ووضحي له أن الناس يطلبون من الأطفال في بعض الأحيان الاحتفاظ بالأسرار؛ لأنهم يفعلون أشياء محرجة، اجعليها مناقشة منتظمة مع طفلك كلما أحسست بأن قدرته على الاستيعاب تزداد.
    علمي طفلك ما يحق للآخرين لمسه، وما لا يحق لهم، كأن يلمس أحد جسده تحت ثياب السباحة، وأفهميه أن هذا من حق الوالدين والجدة فقط، لمساعدته في ارتداء الملابس، وعليه ألا يعتبر الأمر سراً إذا تعرض لهذه اللمسات من الأشخاص الآخرين.
    استخدمي كلمة "مفاجأة" بدلاً من "سر". وفرقي بين الاثنين، فالمفاجآت تكون سعيدة، مثل رحلة إلى الشاطئ أو هدية، ويجب أن يعرف الجميع بها قريبًا، على عكس السر الذي قد يكون "إلى الأبد".
    ناقشي معه أهمية التحدث إلى البالغين الموثوق بهم. وتأكدي من أن يعرف أنه يمكنه دائمًا إخبارك إذا طُلب منه الاحتفاظ بسر. حتى لو كانت جليسة الأطفال، التي ربما أوصته قائلة: "هذا ليس من شأن والديك".
     طمئني طفلك أن قول الحقيقة لن يؤدي إلى عقاب؛ لأنه غالباً إذا ائتمنه شخص على سر مؤذٍ، فسيزرع في تفكيره، أن إفشاءه للوالدين سيعرضه للعقاب.
    علميه الفرق بين السرية والخصوصية، فكشفه الأسرار لوالديه لا يعني أن عليه إخبار من حوله عن خصوصياته أو خصوصيات رآها شخص ممن حوله، مثل استخدام الحمام أو عند ارتداء الملابس، فهذه عليه احترامها وعدم التفوه بها، واطرحي عليه مثالاً: "إذا طرقت باباً مغلقاً فانتظر إذن الدخول، ولا تقتحم خصوصيات الآخرين".
     أخبريه أن بعض المعلومات تكون محرجة، وتعتبر سراً لا يجب إفشاؤه، مثل أن يواجه البيت مشاكل مالية، أو أن أحد الأقارب يفشل في مادة الرياضيات. وكيف أن مشاركة القصص المحرجة يزرع الكره في النفوس.
12 موقفاً لطفلك وكيف تردين عليها؟ خطوات اتبعيخا
تدور القصة حول الطفل سامر إذ أنه طفل واعي ولديه المزيد من الفطنة والذكاء، كان يعيش ياسين مع والديه وجدته التي كانت السبب في حكمته فكانت دائماً تنصحه وتعطيه دروساً، وكانت هناك أمرأة شريرة تسكن بجوارهم تغار من الجميع وتتمنى الأذى لكل من حولها صوتها دائماً مرتفع وطريقتها في الحديث غليظة لا يحبها الكبار ولا الأطفال ولا يقترب منه الجيران.
في يوم حدثت مشكلة بينها وبين والدة سامر بسبب صوتها العالي الذي دائماً يزعج الأطفال ويجعلهم في فزع وخوف مما جعل والدة سامر تطلب منها أن تخفض صوتها بطريقة مهذبة، ولكن السيدة تحدثت بطريقة غير متوقعة كلها إساءة وقررت أن تنتقم من والدة سامر، ففي صباح اليوم التالي نادت السيدة إلى ياسين أثناء ذهابه للمدرسة وبدأت تسأله عن الأحداث التي تدور في منزلهم وكيف علاقة أمه بوالدته وكيف علاقة أبوه بأمه وماذا يأكلوا وماذا يحبوا ويكرهوا، فرد سامر بقوة أنا يا سيدتي لا استطيع أن أخبر بأسرار منزلي فهي ليس للناس، نحن أسرة بسيطة لها خصوصية مثل كل الناس فأرجوكِ لا تحاولي التعدي علينا مرة ثانياً.
فصرخت في وجهه المرأة بطريقة مفزعة ومرعبة فخرج الجميع ليرى الطفل في هذا الموقف والسيدة توبخه فنزل أبويه والناس من منازلهم وأخذوا يطمأنوا على سامر ويخبروه بألا يخاف ولا يفزع أبداً وبعدما عرف الجميع ما حدث بات يهنأ والديه بأخلاق الطفل الجميلة ثم قرروا أن يخرجوا السيدة من قريتهم لأنها تفزع الأطفال وتحاول التطلع على أسرار المنزل هذه الأسرار التي يجب أن لا تخرج أبداً لأي شخص مهما بلغت معزته أو قرابته، وأحتفل والدي سامر به لأنه بطل خلوق يعرف كيف يحفظ أسرار منزله.
قصة طفلة لم تحفظ السر
كان ياما كان يا سادة يا كرام أسرة بسيطة تعيش في مكان بعيد حوله غابة كبيرة يملأها الحيوانات المفترسة، لذلك كانت الأم والأب دائماً يحذروا الأطفال من الخروج وحدهم وعدم فتح الباب لأي أحد ووالديهم غير متواجدين في المنزل، ولا يتحدثوا لأي أحد لا يعرفوه، وذلك لأن والدهم كان يعمل مهندس زراعي بالقرب من الغابة ولديه فترة كبيرة للعمل هناك وكان عليه أن يأخذ كل أسرته معه، فاضطرت الأسرة أن تعيش هذه الأجواء الصعبة المليئة بالخوف.
وفي يوم كانت نائلة أصغر طفلة في المنزل واقفة بجانب أختها أميرة في النافذة يتحدثوا عن الغابة ويتخيلوا شكل الحيوانات المفترسة الذي تعيش فيها وسرح الطفل تين بخيالهم وكل منهم بدأ يصف شكل الحيوانات ويصفها، فدخلت الأم وسمعت بعض من أطراف حديث الطفلتين فقالت لهم إياكم يا بنات تخرجوا إلى الغابة ولا تتحدثوا لأحد الحيوانات ولا تلعبوا منهم فهم مفترسين للغاية، دعونا نقضي هذه الفترة في سلام حتى نعود لبلدتنا.
كان لدى نائلة فضول كبير للذهاب للغابة ورؤية الحيوانات أو الخروج من المنزل للعب بعجلتها ولكنها كانت تخاف كثيراً، وفي يوم خرج الأم والأب وقالوا لأولادهم إياكم والخروج من المنزل أو فتح الباب لأي أحد، وبمجرد خروجهم قررت نائلة الخروج للعب أمام المنزل وأثناء لعبها مر ثعلب يبدوا عليه المكر ولكنه سألها يا طفلة يا جميلة هل معك أحد يلعب قالت لا لقد خرج أبي وأمي وأنا خرجت من دون أخبارهم لألعب بالعجلة فهم يخافوا علي من الغابة والحيوانات المفترسة، فضحك الثعلب وقال لها ماذا لو أتيت لأعرفك على الغابة حيث لا يوجد بها حيوانات مفترسة كلنا حيوانات طيبة وأليفة ونحب البشر كثيراً، قالت له نعم.
أثناء السير حكت الطفلة كل التفاصيل عن أسرتها، فعرف الثعلب كل الأسرار منها وقرر أن يأكلها ثم يعود ويأكل أختها، لأنها أخبرته أنها وحدها في المنزل أيضاً، ولكن أثناء السير صادف سيارة والديها فرأتها أمها وبدأت بالنداء عليها وثم نزلت الأم مسرعة والأب وأخذوها بقوة وقالوا لها لماذا خرجت مع الثعلب هذا مكار سيأكلك شعرت البنت بالخوف وقالت أنها حكت كل شيء، ولاحظت الأم أن الثعلب أتجه إلى منزلهم فأدركت أن أبنتها قالت أن أختها في المنزل وحدها فأسرعوا لينقذوا الفتاة من الثعلب المكار وبالفعل كاد يأكلها لولا الأم والأب تدخلا في الوقت المناسب، فقالت لها الأم أرأيتِ يا نائلة أنك حكيت أسرار منزلنا فكاد الثعلب يأكلك ويأكل أختك وأنتِ لا تسمعي كلام والديك فكادت الخسائر أن تكون كبيرة.

JoomShaper