سيدتي - لمياء جمال

في بعض الأحيان، لا يعرف الأطفال كيفية كبح رغباتهم وامتلاكهم لبعض الأشياء والتي قد يسرقونها دون أن يدركوا عواقب أفعالهم ومع ذلك، إذا حدث هذا بشكل متكرر، فقد يعتاد الطفل على السرقة.

فإذا وجدت نفسك في هذا الموقف الحساس والمثير للقلق، فقد تحتارين، مثل معظم الآباء، بشأن ما يجب فعله عندما يسرق طفلك. غالبًا ما تنشأ الرغبة في السرقة من دوافع لدى الطفل تجعله ينغمس في تلبية احتياجاته، حتى إذا كان ذلك بوسائل غير أخلاقية، لذلك يجب القضاء على هذه العادة منذ سن مبكرة.

فيما يلي وفقاً لموقع "بولد سكاي" بعض الأسباب التي قد تجعل الطفل يقوم بالسرقة.

نقص الفهم لدى الطفل

من الشائع أن يأخذ الأطفال الصغار والأطفال في مرحلة ما قبل المدرسة متعلقات الآخرين، وقد يفعلون ذلك بدافع البراءة؛ لأنهم لا يعرفون أن أخذ شيء يخص شخصًا آخر يعد بمثابة سرقة.

فهم في هذا العمر، يفتقرون إلى فهم واضح لكيفية تأثير السرقة على الآخرين حيث يمر الأطفال الصغار فقد يأخذون شيئًا ولكنه ليس بغرض السرقة حقًا بل بغرض أن جميع الأشياء تعد ملكهم.

هوس السرقة

قد لا تنشأ الرغبة في السرقة دائمًا بسبب نقص المال، ففي بعض الأحيان، قد لا يتمتع الطفل بالقدرة على ضبط النفس لمقاومة الرغبة في اقتناء الأشياء التي يرغب فيها، مما قد يؤدي ذلك إلى سرقة المنتجات من المتاجر، أو سرقة بعض العناصر من منزل أحد الأصدقاء. يمكن أيضًا أن تؤدي هذه الرغبة التي لا يمكن السيطرة عليها لأخذ الأشياء دون إذن إلى حالة صحية عقلية، وهي "هوس السرقة" حيث يكون لدى الطفل اختلاف في هياكل الدماغ، مما يؤدي إلى عدد أقل أو أضعف من اتصالات الدماغ وقد يشعر الطفل بالعديد من المشاعر مثل الخجل والتوتر والشعور بالذنب من السرقة، ويحاول التعويض عن هذا التصرف من خلال التبرع بالأشياء المسروقة للجمعيات الخيرية أو إعادة العناصر المسروقة وسداد ثمنها إلى الشخص.

يجب علاج الطفل في وقت مبكر لأن مثل هذا الاضطراب النفسي يسبب مشاكل للطفل مثل صعوبة الحفاظ على الصداقات، ومشاكل العمل، والعلاقات الاجتماعية المضطربة.

ضغط الأقران

يصبح ضغط الأقران أكثر قوة وتأثيراً على الطفل من سن 6 أو 7 سنوات، فقد يسرق الأطفال لأنهم يعتقدون أن الأمر يبدو رائعًا وأنهم أصبحوا أكثر شجاعة وأن الجميع يفعل ذلك، أو قد يشعرهم ذلك بالإثارة، دون التفكير حقًا في العواقب مما يجعلهم يرغبون بشدة في امتلاك شيء يعتبر رائعًا، أو يمتلكه أحد من أصدقائهم، أو قد يتم الضغط على الطفل للانخراط في أنشطة مثل السرقة لأن أصدقاءه يفعلون ذلك.

على الجانب الآخر يعد الأطفال ليسوا ناضجين أيضاً بما يكفي لفهم حدود الانتقام، وقد يتمادون في ذلك فعلى سبيل المثال، إذا كسر أحد الأصدقاء لعبته عن غير قصد، فقد يسرق شيئًا ذا قيمة من الصديق انتقامًا منه.

قلة المال

عدم توفر المال الكافي لشراء سلعة يريدها الطفل قد يدفعه إلى سرقتها، ففي مثل هذه الظروف، ساعدي الطفل على فهم أن معظم العائلات قد لا تستطيع تحمل تكاليف مثل هذه الأشياء وعلميه أيضًا قيمة المال وأنه بحاجة إلى العمل الجاد لتحقيق ما يريد، وأنه لا توجد طرق أخرى في الحياة للحصول على ما يريد.

الإجهاد

قد تجبر المواقف العصيبة في المنزل أو المدرسة الطفل على التصرف بشكل مختلف، وقد يسرق أشياء لمجرد زيادة الأدرينالين وتخطي الأزمات.

قد يسرق الأطفال أيضاً إذا كانوا غاضبين أو يريدون الاهتمام، وقد تكون عادتهم في السرقة بمثابة صرخة طلبًا للمساعدة نتيجة للإيذاء العاطفي، أو الجسدي الذي ربما كانوا يتحملونه في المنزل أو المدرسة.

وقد يستخدم الطفل الذي يعاني من الاكتئاب أو حالة صحية عقلية أخرى السرقة كطريقة للتأقلم، كما إن الأطفال الذين يشعرون بالوحدة قد يسرقون لجلب الانتباه.

ويعد من المهم تقييم ما يجبر طفلك على السرقة والتعامل مع أي مشكلة تطرأ عليه. لذا مهما كان السبب، يجب التعامل مع السرقة بجدية، ويجب توعية الطفل بالعواقب.

كيف يجب معاقبة الطفل على السرقة؟

    يجب البدء في التحدث مع طفلك عن السرقة، ولماذا هي أمر خاطئ؛ حتى يتمكن من تعلم احترام ممتلكات الآخرين

    أخبري طفلك أنك تشعرين بخيبة الأمل والانزعاج منه، وأخبريه أن مثل هذا السلوك غير مقبول على الإطلاق.

    كجزء من تأديب الطفل، قومي بتكليفه ببعض الأعمال في المنزل لعدة أيام وتأكدي من إتمام العقاب بشكل يومي حتى لا يأخذ الأمر باستخفاف.

    اطلبي من طفلك أن يكتب سبب سرقته، ولماذا كان من الخطأ القيام بذلك، وسوف يشجعه ذلك على التفكير في أفعاله.

    اشرحي لطفلك لماذا السرقة أمر خاطئ، كما أنه من المفيد مناقشة التداعيات القانونية للسرقة، خاصة عندما يكبر الأطفال حتى يفهموا تمامًا أنهم قد يواجهون مشاكل خطيرة إذا قاموا بالسرقة. ويمكنك مساعدة طفلك الصغير على فهم الملكية لجعله مسؤولاً عن ممتلكاته ومناقشة أيضاً، أهمية العناية الجيدة بالأشياء المستعارة وإعادتها إلى صاحبها.

 

إذا نشأ طفلك على قيم النزاهة والصدق، فمن غير المرجح أن ينغمس في السرقة؛ لذا علميه أنه حتى لو فعل ذلك عن طريق الخطأ، فعليه أن يكون صادقاً ويتقبل ذلك، ولا تتأخري في الرد على سوء سلوك طفلك، ولا تنتظري منه أن يكرر ذلك مرة ثانية أو ثالثة لمعالجة المشكلة. بدلًا من ذلك، تحدثي عن الأمر في المرة الأولى التي يسرق فيها لمنع تفاقم الأمر.

JoomShaper