سيدتي - لمياء جمال
يعد الطفل الانطوائي هو الطفل الذي يفضل الانفراد بدلاً من التفاعل مع الآخرين، فقد يشعر هؤلاء الأطفال بمزيد من الراحة عندما يكونون في بيئة هادئة، أما عن أسباب إصابة الطفل بالانطواء فهي تَعرّضُهُ للعديد من الأخطاء التربوية، إليك وفقاً لموقع "بولد سكاي" أهم علامات الطفل الانطوائي وكيفية التعامل معه، وأهم التحديات التي تواجهك أثناء تربية الأطفال الانطوائيين.
علامات الطفل الانطوائي
الأطفال الانطوائيون، مثلهم مثل البالغين فهم يظهرون بعض السمات المميزة التي تميزهم عن أقرانهم المنفتحين، فيما يلي بعض العلامات الشائعة للانطواء عند الأطفال:
غالباً ما يفضل الأطفال الانطوائيون قضاء الوقت بمفردهم، وقد تتم ملاحظتهم وهم يلعبون بكتبهم أو يقرأون أو يقومون ببعض النشاطات الفنية مثل الرسم، وذلك لأن العزلة تسمح لهم بإعادة شحن مستويات الطاقة لديهم.
قد لا يكون لدى الأطفال الانطوائيين مجموعة كبيرة من الأصدقاء، ولكن غالباً ما يكون لديهم عدد قليل من الأصدقاء المقربين الذين يقدرونهم بشدة.
عادة ما يكون الأطفال الانطوائيون ملتزمين للغاية، ويقضون الكثير من الوقت في الملاحظة، وكثيراً ما يفكرون بجدية في الأمور، وينتبهون إلى التفاصيل التي قد يتجاهلها الآخرون.
التجمعات الاجتماعية الكبيرة أو البيئات الصاخبة يمكن أن تكون مرهقة للأطفال الانطوائيين، فقد يكونون أكثر انسحاباً في هذه المناسبات.
غالباً ما يفضل الأطفال الانطوائيون المحادثات الفردية أكثر من المناقشات الجماعية، فقد تعتبر هذه التجمعات الفردية أكثر إرضاءً لهم وأقل إرهاقاً من اللقاءات في المجموعات الكبيرة.
تحديات تربية الأطفال الانطوائيين
قد يكون تعليم وتربية الأطفال الانطوائيين أمراً صعباً بسبب المفاهيم الاجتماعية الخاطئة، فغالباً ما يتم مساواة الانطواء بالخجل أو الإحراج الاجتماعي؛ مما يضع ضغطاً غير ضروري على الطفل لتغيير سلوكه ليناسب توقعات المحيطين به.
يمكن أن تكون البيئات المدرسية، مع تركيزها على العمل الجماعي أكثر صعوبة بشكل خاص لدى الأطفال الانطوائيين، الذين قد يتفوقون في مهام أكثر هدوءاً وفردية.
بالإضافة إلى ذلك، قد يجد الأطفال الانطوائيون صعوبة في التعبير عن مشاعرهم ومطالبهم؛ مما يجعل من الصعب على الآباء والمعلمين تحديد أي مشاكل عاطفية أو ضغوط قد يواجهها الأطفال الانطوائيون.
نصائح لتربية الأطفال الانطوائيين
يجب على الوالدين فهم معنى أن يكون الطفل انطوائياً وما هي السمات الأكثر شيوعاً بين الأطفال الانطوائيين، وكيفية التعامل معهم.
يجب احترام حاجة الطفل الانطوائي إلى قضاء بعض الوقت بمفرده لإعادة شحن طاقته، ويجب السماح للطفل باللعب بصحبة أطفال آخرين وممارسة أنشطته المفضلة.
قد لا يتمكن الأطفال الانطوائيون دائماً من التعبير بسهولة عن مشاعرهم أو مخاوفهم وإمكانية طرح استفسارات مفتوحة، وإظهار التعاطف مع الآخرين، لذا يجب محاولة تعزيز التواصل الصريح مع طفلك، ومنحه الشعور بالأمان ومحاولة التحدث عن ما بداخلهم، وأن يكونوا أكثر استعداداً للتعبير عن آرائهم بحرية وبشجاعة.
غالباً ما يشعر الأطفال الانطوائيون براحة أكبر عند معرفة ما يمكن توقعه، لذا عند وجود أي تغييرات في الروتين يجب التحدث مع طفلك عن تلك التغيرات.
تعد التنشئة الاجتماعية جزءاً أساسياً من نمو الطفل لذا ساعدي طفلك على تنمية المهارات الاجتماعية لديه من خلال السماح له بالمشاركة في الأنشطة التي يستمتع بها.
قد لا يفهم المعلمون وغيرهم من البالغين طبيعة طفلك الانطوائية بشكل كامل، لذا يمكنك التحدث مع المعلمين عن احتياجات طفلك من خلال وصف سمات شخصيته وكيف يمكنه النجاح في بيئة التعلم الخاصة به.
تأكدي من أن طفلك يفهم أن الانطوائية ليست أمراً جيداً فحسب، بل هي سمة رائعة ويجب لفت انتباهه إلى الجوانب الإيجابية لطبيعته الانطوائية؛ مثل قدرته على التفكير المتعمق، والتركيز المستمر، وتطوير الاتصالات العميقة.
الأطفال الانطوائيون يمكن أن يشعروا بالإرهاق بسهولة، لذا علميهم أهمية الاهتمام بصحتهم العقلية والجسدية، ومتى يقولون "لا" للأنشطة التي يمكن أن تستنزف طاقتهم.
تتطلب تربية الطفل الانطوائي الفهم والصبر والاحترام لاحتياجاته الفريدة، مع تقديم الدعم المناسب له باستمرار.