سيدتي - خيرية هنداوي
يعاني بعض الأطفال من مشاكل مع زملائهم في المدرسة أو في النادي؛ حيث يُمضون أوقاتاً طويلة ما بين التدريب أو اللعب، ولكنهم يخافون وربما يخجلون من إخبار أمهاتهم بما يحدث لهم من مضايقات. وهذا الأمر لا يمُر بسهولة، ولا يظل خافياً لفترة طويلة؛ إذ يعدد المتخصصون عدداً من العلامات التي تظهر على الطفل وتكون بمثابة إنذار للأم، بأن صغيرها يتعرض لمشاكل مع زملائه، ويتعذب بسببها.
التقرير التالي، ووِفقاً لرأي الدكتورة عزة الأنصاري أستاذةعلم نفس الطفل وتعديل السلوك، تطرح علامات تشير إلى معاناة الطفل وتظهر على سلوكه، بجانب بعض التوصيات بكيفية مساعدته على تجنُّبها.
لماذا يعاني الأطفال؟
مشكلات مختلفة يمكن أن تسبب معاناة الطفل في النادي والمدرسة، بما في ذلك التحديات الاجتماعية، أو المشكلات الأكاديمية، وكذلك الجسدية.
تعَد العلاقات بين الزملاء في المدرسة وحالات التنمر المصاحبة لها، مصدراً أكثر شيوعاً للمشاكل لدى الأطفال والمراهقين.
يواجه الأطفال الذين يعانون من التنمر وضغط الأصدقاء في المدرسة، صعوبة بالغة في مواكبة الدروس أو فهم المواد.
لهذا يجب أن يشعر الطفل بالراحة مع أمه، بمعنى أن تكون علاقتهما جيدة؛ ليكشف لها تفاصيل ما يحدث بالفعل في حياته.
ولكن مع الخوف أو عدم الرغبة في الإفصاح من جانب الطفل، تواجه الأم صعوبة في التعرُّف إلى ما إذا كان طفلها يواجه صعوبات في المدرسة مع زملائه، أم أنها ملامح جديدة ظهرت على شخصيته، من صمت ورغبة في عدم المشاركة.
إرشادات تتعلمين بها كيف تعلّمين طفلك مواجهة التنمر؟
إحدى الطرق للتعرُّف إلى تعرُّض الطفل للاعتداء؛ خاصة إذا "فقد" أغراضه بشكل متكرر، أو إذا عادت أغراضه تالفة على الرغم من أنه ليس مهملاً؛ حيث إن أخذ ممتلكات الزملاء الآخرين وإتلافها بعنف أمامهم، من أحد أكثر الأشياء التي يفعلها الأطفال المتنمرون.
شعور غالب بعدم احترام الذات
يمكن للأم ملاحظة أن شيئاً ما قد أصاب طفلها الذي كان يتسم طوال الوقت بالتفاؤل والثقة بالنفس، بعد تحوُّله فجأة ولم يعُد واثقاً من نفسه أبداً.
تبدأ الصدمات الجسدية والعاطفية بأن يبدأ الطفل التشكيك في قيمته الذاتية، ويمكن أن يشعر بأنه عُرضة لأفعال وتعليقات سلبية من دون سبب فعله.
يبدأ تقديره لذاته في الانخفاض، تلاحظ الأم تغيّرات سلوكية على صغيرها مثل: إبقاء رأسه منخفضاً، أو التحدث بصوت خفيض ناعم جداً، وقد يبدأ في تجنُّب أفراد الأسرة، وقد لا يتحدث ما لم تتم مخاطبته مباشرة، من أجل عدم لفت الانتباه إلى وضعه.
تجنُّب الأصدقاء والمناسبات الاجتماعية
إذا استمر سوء المعاملة؛ فقد يبدأ الطفل في الانغلاق على كلّ نوع من أنواع التفاعل الاجتماعي، وقد يختار البقاء في المنزل بمفرده بدلاً عن الخروج مع أصدقائه، أو زيارة العائلة في المناسبات المختلفة التي اعتاد حضورها من قبلُ.
تغيُّر مفاجئ في سلوكه
بسبب تعرُّض الطفل للتنمر من زملائه، وعدم قدرته على الدفاع عن نفسه أو التنفيس عن غضبه، يتحول سلوكه داخل المنزل مع أفراد أسرته.
يصبح غضب الطفل بشكل مستمر ويضيق وينتقد كلَّ فعل أو كلمة، وقد تكون تلك محاولة للشعور بأن لديه مركزاً للسيطرة داخل البيت. ولا بد من إدراك أن الطفل يتألم نفسياً بسبب أنه لا يعرف سبب تعرُّضه لسوء المعاملة، ولهذا من المهم أن يعرف أن التنمر ليس خطأه أبداً.
الكوابيس أو صعوبة النوم
عندما يواجه الطفل فجأة صعوبة في النوم أو كوابيس متكررة؛ فقد يكون ذلك علامة على القلق بشأن موقف ما أو مشكلة في المدرسة؛ حيث إن التعرُّض للضرر الجسدي والعاطفي، قد يكون له تأثير مباشر على نوعية نوم الطفل.
طلب المال أو أشياء أخرى على غير المعتاد
يمكن أن تأتي التأثيرات السلبية بأشكال مختلفة، وقد تكون جسدية أو لفظية أو اجتماعية، وقد يضغط الأطفال بشدة وعدوانية على زملائهم في الفصل ليبدأوا في منحهم المزيد. ونتيجة لهذا، قد يبدأ الأطفال في مطالبة والديهم بمزيد من الأشياء، مثل الأموال أو الطعام، أكثر مما يحتاجون إليه في العادة.
علامات جسدية غير قابلة للتفسير
تستطيع الأم معرفة ما إذا كان طفلها يواجه مشاكل عنيفة مع زملائه من خلال اكتشاف علامات أو آثار عنف جسدي عليه، وإذا لم يتمكن من شرح أسباب ظهور تلك العلامات المتكررة؛ فقد يكون ذلك سبباً قوياً للقلق.
طرق كثيرة لمساعدة الطفل
شرح الموقف والتواصل الجيد وبساطة الكلمات طرق تساعد الطفل
ليس من السهل على أيّة أم معرفة أن طفلها يتعرّض لمشاكل نفسية أو جسدية داخل المدرسة أو بالنادي الرياضي. وان عرفت وتيقنت مما يحدث، عليها تقديم المساعدة الفعالة لطفلها، منها:
شرح الموقف للطفل جيداً بطريقة يفهمها: في بعض الأحيان، لا يعرف الطفل سبب تعرُّضه لسوء المعاملة، من المهم أن يعرف أن التنمر ليس خطأه أبداً، وهذا يساعده على الدفاع عن نفسه.
التواصل باستمرار مع الطفل: يجب أن يشعر الطفل بالراحة مع أمه ليكشف لها عما يحدث بالفعل في حياته، وان تحدثت معه زادت من ثقته بنفسه، ويتم ذلك بدفعه لاكتشاف ومتابعة مواهب وهوايات جديدة، ومن خلال تدريب الطفل على عبارات يمكن استخدامها لإخبار زميله بالتوقف عن سلوك التنمر.
أن تكون كلماتها بسيطة ومباشرة ولكن ليست معادية: وقد يكون لعب الأدوار طريقة جيدة لبناء الثقة، وتمكين الطفل من التعامل مع التحديات. فيمكن للأم لعب دور المتنمر بينما يمارس الطفل ردود فعل مختلفة، وتقوم الأم بتصحيحها؛ حتى يشعر بالثقة في التعامل مع المواقف المزعجة.
تعزيز لغة الجسد الإيجابية:من الضروري أن يشعر الطفل بقوته حتى وإن لم يستخدمها، ويمكن تدريبه على النظر في عين المتنمر بثقة، وهذا يساعده على الشعور بمزيد من القوة في المواقف الصعبة ويجبر الطفل الآخر على التراجع.
التواصل مع المسؤولين في المدرسة إذا تكرر الأمر: إذ يمكن للأطفال من خلالها تحسين الوضع بأنفسهم والتأثير على المتنمر حتى يتراجع عن أذاه، منها أن يحيط الطفل نفسه بالأصدقاء؛ فهذا يعَد رادعاً لهجوم المتنمر.
احتواء الغضب: من الطبيعي أن ينزعج الطفل من مضايقات زملائه، لكن ذلك الضيق هو ما يَنشده المتنمر؛ حيث يجعله يشعر بمزيد من القوة. على الأم دفع طفلها ليتدرب كثيراً على عدم الرد بالبكاء أو الانزعاج.
كما يمكن للطفل ممارسة إستراتيجيات "التهدئة" مثل: العد حتى 10، أو تدوين كلماته الغاضبة، أو أخذ نفس عميق، أو الابتعاد عنه والحفاظ على هدوء وجهه حتى يتخلص من أيّ خطر.
الابتعاد والتجاهل: تجاهل المتنمر وسيلة فعالة جداً لإيقافه، من المحتمل أن يشعر المتنمر بالملل مع التجاهل المستمر، كما يمكن اللجوء إلى المعلمين ومدير المدرسة وأولياء الأمور وأيّ موظف داخل المدرسة للمساعدة على إيقاف الطفل المؤذي. وأخيراً، من المهم أن يعرف الطفل أن ذلك الأمر متاح دائماً وفعال في مواجهة المتنمر وإيقاف ضرره.