سيدتي - ميسون عبد الرحيم

يُجمع المربون والمختصون بتربية الطفل أن الطفل بعد بلوغه عامه السادس؛ يصبح من الصعب تقويم وتغيير سلوكه، ولذلك فعلى الأم أن تستغل السنوات الست الأولى من عمر الطفل لكي تبني هذا الإنسان، ويكون ذلك أولاً وأخيراً عن طريق بناء الحب بينها وبينه، فالعلاقة بين طرفين، والتي تقوم على أساس متين، هي العلاقة التي تكون قوية، بحيث يكون كل طرف سنداً للآخر، وبالتالي ينطبق ذلك على علاقة الأم بطفلها.

يجب على الأم، ومنذ عمر مبكر وقبل أن يبلغ طفلها السادسة من عمره، أن تبني معه علاقة الحب التي لا تماثلها أي علاقة، وذلك وفق قواعد أساسية يجب أن تتعرف إليها، ولذلك فقد التقت "سيدتي وطفلك"، وفي حديث خاص بها، بالمرشد التربوي عارف عبد الله، حيث أشار إلى 6 قواعد للحب بينك وبين طفلك يجب أن تبنيها معه قبل أن يتم سن السادسة، ومنها التفرغ التام له، والإنصات الجيد، وغيرهما من القواعد، في الآتي:

القاعدة الأولى: التواجد الحقيقي في حياة طفلك

    اعلمي أن هناك الكثير من الأمهات يكنّ الغائبات الحاضرات في حياة أطفالهن، بحيث إن الطفل يشعر أنه يعيش وحيداً، أو أنه يعيش في عالم منفصل عن عالم الكبار، فمثلاً تقوم الأم بالإمساك بهاتفها والتنقل عبر مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة، وفيما يكون تركيزها مع هذا العالم؛ فهي لا تولي اهتماماً حقيقياً لطفلها، فمثلاً عندما تكون مع رضيعها؛ فهي تلقمه ثديها وتستمر في متابعة أحد مقاطع الفيديو، أو الحديث مع صديقة، وعندما يكبر فهي تتركه لكي يلعب إلى جوارها وحيداً من دون أن تتحدث معه أو تشاركه اللعب؛ لأنها تكون مشغولة عنه بعالمها الافتراضي.

    توقعي أن علاقة الحب بينك وبين طفلك لن تكون علاقة قوية، بل إنكِ لن تستطيعي بناء علاقة حب حقيقية معه، بحيث يصارحك بما في داخله ويناقشك ويلجأ إليك في كل حالاته؛ في حال فشلك في أن تكوني قريبة منه ومتواجدة معه فعلياً؛ لأن غياب الأم بعقلها وروحها يدمر علاقة الحب بينها وبين طفلها.

القاعدة الثانية: الحب غير المشروط

توقفي تماماً عن أسلوب الأمهات القديم والتقليدي في تربية الطفل، حيث إن الأم تعتقد أنها حين تستخدم أسلوب الشرط والتحذير مع طفلها؛ فسوف يقوم بالتصرف والسلوك الذي تريده، ولذلك فهي تقول له: "إذا لم تأكل كل الطعام الذي وضعته في طبقك؛ فسوف أتوقف عن حبك"، والصحيح أن تقول له: "أنا أحبك كثيراً وأعرف أنك قد لا تكون جائعاً في هذا الوقت"، ويجب أن تكرر الأم كلمة الحب لطفلها من دون شروط، أو أن تجعل علاقة الحب مبنية على قيام الطفل بتصرفات معينة؛ لأن الطفل من حقه أن يتعلم ويجرب، وفي الوقت نفسه فمن حقه أن يتمتع بحنان وحب الأم على الدوام.

القاعدة الثالثة: الإنصات للطفل

اعلمي أن بعض الأمهات يرتكبن خطأ كبيراً في تعاملهن مع أطفالهن الصغار، وهي أن الأم لا تصنت للطفل، وتعتقد أن أي كلام سوف يقوله الطفل؛ سيكون تافهاً، بل إنها قد تسخر منه، وتتركه وهو يتكلم وتنشغل في أمر ما، ولذلك سيشعر الطفل أنه غير مهم عند أمه، وأنها لا تحبه؛ لأن الحب في نظره هو اهتمامها به، حيث إن دور الحوار والإنصات في تعزيز العلاقة بين الطفل ووالديه.. نتائجه مبهرة ويجب ألا تقللي من قيمة ما يقوله الطفل، وعليكِ احترام رأيه، وتشجيعه على أن يتكلم ويعبّر عن نفسه، فالطفل الصامت ليس طفلاً مؤدباً، ولكنه طفل مقموع؛ لا يجد الاهتمام والحب من ذويه لكي يعبّر عن نفسه، ويكون فاقداً للمشاعر نحو والديه خصوصاً.

القاعدة الرابعة: احتضان الطفل

    اعلمي أن هناك فوائد كثيرة لاحتضان الطفل، ويجب عليكِ أن تعرفي ما هي فوائد احتضان الطفل والتربيت على رأسه عدة مرات يومياً؟ لكي تفعلي ذلك عدة مرات في اليوم، وأن تقومي بالمسح على رأسه، والتربيت على وجنته، وتقبيله، فمثل هذه التصرفات القائمة على لغة الجسد؛ هي من أسس بناء علاقة الحب بين الأم وطفلها، وتترك أثراً نفسياً على الطفل منذ صغره، حيث تلاحظ الأم أن التواصل البصري مع مولودها مثلاً؛ يؤدي إلى أنه يرضع بشكل جيد، ويكون قليل البكاء، ولذلك يجب أن تعرف الأم أهمية المشاعر والأحاسيس بينها وبين طفلها، وأن تتأكد من أن طفلها كائن صغير ولكنه حساس، ويجب أن تراعي مشاعره وتعدل بين أطفالها في القبلة والحضن واللمسة الحنونة الطيبة.

    اهتمي بالقيام بخطوة الاحتضان والعناق بين طفلك وبين الأب أيضاً، وذلك بعد أن تقومي بها بينك وبين طفلك، حيث إن منح الطفل ذلك العناق اليومي الدافئ يساعد الطفل على ترتيب وتنظيم روتين يومه، بحيث يصبح ذلك السلوك الجميل ضمن عادات يومية؛ تقوي الروابط بينك وبين أبنائك، والذي يبدأ بأهم خطوة تحفيزية ومليئة بشحنات الحب؛ وهي احتضان وعناق الوالدين له.

 

القاعدة الخامسة: التشجيع والاحترام

شجعي طفلك باستمرار، ولا تقللي من قيمته، ولا تقارني بينه وبين الأطفال الآخرين، ويجب عليكِ أن تعرفي أن هناك فروقاً فردية بين الأطفال، بل إن الأشقاء التوائم لا يتشابهون على الإطلاق، وعليكِ التوقف عن هدم شخصية الطفل، بل ببناء ثقته بنفسه؛ من خلال تشجيع العمل الذي قام به مهما كان بسيطاً، ويجب أن تعرفي قواعد تشجيع الطفل والطرق الصحيحة لذلك؛ لأن الطفل حين يجد التشجيع من أقرب الناس إليه؛ سيكون واثقاً بنفسه، ولديه إحساس قوي بذاته وقيمته ومكانته، مما يجعله إنساناً قوياً وقادراً على التواصل مع المجتمع عموماً، ويستطيع أن يطوّر مهاراته وينمي قدراته؛ لأنه يجد من يهتم به، فغالباً ما يكون ذكاء الطفل فطرياً، ولكنه ينمو ويتعزز؛ عن طريق البيئة المحيطة والداعمة له.

القاعدة السادسة: عدم المبالغة في العقاب

    اعلمي أن طفلك ليس آلة أو إنساناً آلياً لا يخطئ، بل هو إنسان صغير ولا يزال يتعلم، والطفل يتعلم بالتجربة، وعن طريق الصواب والخطأ، ولذلك يجب أن تعرفي أنكِ تقعين في خطأ كبير بذات نفسك؛ في حال أنكِ أسرفت في عقاب الطفل، ولم تراعِ أنه لا يزال صغيراً، بل إن هناك الكثير من أولياء الأمور الذين يقومون بضرب الطفل، على اعتقاد أن الضرب هو وسيلة التربية، ولا يعرفون أن ضرب الطفل هو أول طرق كراهية الطفل للكبار، وهدم العلاقة مع الوالدين.

    تحلي بالرحمة والمحبة، حتى حين تقررين عقاب الطفل، ويجب أن تتبعي قواعد العقاب المناسبة لسن الطفل، وغالباً الطفل لا يفهم معنى العقاب قبل عمر الثالثة، وبعد ذلك يجب أن تستخدمي الأسلوب التربوي المناسب الذي لا يترك أثراً على روح الطفل، ولا على جسده، ويجب أن تبتعدي تماماً عن عقابه أمام الآخرين؛ لكي لا تؤذي نفسيته، ولكي لا ينشأ الطفل منطوياً، ولا تذكري أخطاء طفلك للآخرين؛ لأنه سيكبر وينسى ما فعله ذات يوم، ولكن الغرباء لا ينسون، مما يُشعر الطفل بالنقمة على والديه اللذيْن فضحا أسراره.

=================

 لماذا تختلف الاضطرابات النفسية بين النساء والرجال؟

جريدة الغد

تشير دراسة أميركية حديثة إلى أن الاختلافات الهرمونية بين الرجال والنساء تفسر جانباً كبيراً من التفاوت في اضطرابات الصحة النفسية.

ففي حين تُظهر الإحصاءات أن النساء أكثر عرضة للإصابة بالاكتئاب والقلق، يعاني الرجال بدرجة أكبر من اضطرابات مثل التوحد وفرط الحركة ونقص الانتباه.

الباحثون يوضحون أن التقلبات الحادة في مستويات الإستروجين والبروجسترون والتستوستيرون خلال الدورة الشهرية والحمل وانقطاع الطمث تجعل بعض النساء أكثر حساسية لهذه التغيرات، وهو ما يرفع احتمالية تعرضهن لمشكلات نفسية، إضافة إلى الضغوط الاجتماعية والاقتصادية التي تفاقم هذه الفجوة.

وعندما يشرح الطبيب النفسي أندرو نوفيك تأثير الاختلافات الجنسية على الصحة النفسية يستشهد باكتشاف مخبأ كبير من عظام ديناصورات في قاع واد واسع، أظهرت التحليلات لاحقًا أن جميع تلك العظام تعود لديناصورات "ذكور ومراهقة"!

يقول نوفيك، الحاصل على دكتوراه في الطب، والأستاذ المساعد في الطب النفسي بكلية الطب بجامعة كولورادو: "التخمين البديهي هو أن الذكور المراهقين فقط هم من كانوا أغبياء بما يكفي ليعتقدوا أنهم يستطيعون القفز عبر الوادي"! ويشير نوفيك إلى هرمون التستوستيرون، الهرمون الذكوري الأساسي، وعلاقته بالسلوكيات المحفوفة بالمخاطر.

وقال لموقع "الحرم الطبي أنشوتز" في جامعة كولورادو: "الدرس المستفاد هنا هو أن تأثيرات الجنس مهمة جدًا في تشكيل السلوك".ومع وجود إحصاءات تُظهر أن النساء يُعانين من الاكتئاب بمعدل ضعف معدل إصابة الرجال، يعمل نوفيك على كشف أسباب هذه الفجوة في مركز لودمان العائلي لأبحاث صحة المرأة بالحرم الطبي أنشوتز في جامعة كولورادو.

 

 

 

ويوضح نوفيك أن الاختلاف في مستويات الهرمونات "الثلاثة الكبار" (الإستروجين والبروجسترون والتستوستيرون) يلعب دورًا رئيسيًا في العديد من التفاوتات في الصحة النفسية بين الجنسين.

ويوضح: "في حين أن اضطرابات المزاج أكثر شيوعًا لدى الإناث، تميل اضطرابات مثل التوحد واضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه (ADHD) بشكل كبير نحو الذكور".

ويعدد نوفيك، وهو طبيب نفسي متخصص في الإنجاب في عيادة الصحة والسلوك والصحة النفسية النسائية في كولورادو، اضطرابات المزاج التي قد تؤثر على النساء أكثر من الرجال، وهي: اضطراب الاكتئاب الشديد واضطرابات القلق واضطراب القلق الاجتماعي واضطراب ثنائي القطب من النوع الثاني واضطراب ما بعد الصدمة.

ما دور الهرمونات في تفاوتات اضطرابات المزاج؟

يقول نوفيك إن التقلبات الكبيرة في مستويات الهرمونات خلال مراحل الصحة الإنجابية - مثل الدورة الشهرية والحمل وانقطاع الطمث – هي المسؤولة جزئيًا عن ميل النساء للقلق والاكتئاب.

وأوضح أنه إذا كان الدماغ مضطرًا باستمرار للتكيف مع التغيرات في هذه الهرمونات - التي تلعب دورًا كبيرًا في وظائف الدماغ وتنظيم المشاعر والسلوك والإدراك - فستكون هناك نسبة من النساء شديدات الحساسية لهذه التغيرات، ما قد يجعلهن أكثر عرضة لبعض الاضطرابات النفسية، وقال: "لا يعاني الرجال من هذه التغيرات الكبيرة".

ويستشهد الخبير باضطراب ما قبل الحيض (PMDD) الذي يعد شكلًا حادًا من متلازمة ما قبل الحيض (PMS).

ويشمل أعراضًا جسدية وسلوكية تظهر عادةً قبل أسبوع إلى أسبوعين من الدورة الشهرية.

ورغم أنها تختفي عادةً مع بدء الدورة الشهرية، إلا أن الأعراض قد تُعيق العمل وتُلحق الضرر بالعلاقات، ما يتطلب العلاج. ويمكن أن تشمل هذه الأعراض الحزن الشديد واليأس والانفعال والغضب.

عوامل اجتماعية

لكن العوامل الاجتماعية أيضًا تلعب دورًا في اختلافات الصحة النفسية بين الجنسين، بحسب نوفيك الذي قال موضحًا: "لستَ بحاجة لدراسة لتعرف أن النساء يتقاضين أجورًا أقل، ويواجهن ضغوطًا كبيرة فيما يتعلق بالأمومة، ويُتوقع منهن أكثر. وهذا ما نسميه عامل ضغط. وهذه العوامل بالتأكيد أحد العوامل التي تُسهم في الإصابة بالأمراض النفسية".

ويركز نوفيك في دراسته على معرفة أسباب معدل الاكتئاب المرتفع لدى النساء نتيجة للتقلبات الهرمونية، وتأثير وسائل منع الحمل، خصوصًا الفموية، على ذلك.

يقول الطبيب النفسي: "كثير من النساء اللواتي يستخدمن وسائل منع الحمل الهرمونية ينتهي بهن الأمر بالتوقف عنها لأسباب مختلفة"، ويضيف: "لكن السبب الرئيسي هو شعورهن بأنها تؤثر سلبًا على مزاجهن، أو على رغبتهن الجنسية".

ويتابع: "هناك عدد قليل جدًا من الأبحاث حول كيفية تأثير وسائل منع الحمل الهرمونية على الدماغ. لذلك أحاول معرفة ذلك".

ويشير رئيس قسم الطب النفسي في الحرم الطبي أنشوتز بجامعة كولورادو، نيل إيبرسون، إلى أهمية معرفة ذلك. واستشهد إيبرسون بدراسة واسعة النطاق وجدت أن تشخيص اضطراب الاكتئاب الشديد والأفكار الانتحارية أو محاولات الانتحار ارتفعت في العام الذي تلا بدء استخدام وسائل منع الحمل الهرمونية، وخاصةً في فئتي المراهقين والشباب.

ولذلك فقد تساعد هذه الدراسة في إيجاد إجابات قد تنقذ حياة كثيرين. وكالات

JoomShaper