رمضان يكسب الأطفال مهارات إضافية في الصبر
الدستور ـ سلاف حسن التل
تتجلى ملامح الشهر الفضيل وتنعكس سماته الخيرة على الاسرة عموما بما فيهم الاطفال الذين يعيشون ايام شهر رمضان ليعكسوا عاطفتهم الدينية في النهار من خلال الصيام ، والقيام بما هو مفيد ويخدم التكافل والتضامن الاجتماعي ، متأثرين بذلك بقيم الشهر الفضيل ونبله ودلالات معانيه الهادفة الى تعميق الشعور الانساني مع الفقراء ، وكذلك اكتساب مهارات اضافية في الصبر كجزء من سلوك تربوي ريادي يعزز المسلكية الايجابية لدى الاطفال ممن هم دون سن العاشرة .

ويشكل دور الاسرة "الاب والام" في توريث القيم النبيلة والعادات الحسنة للاطفال الذين تقل اعمارهم عن سن العاشرة الذين يتعرفون على الشهر الكريم لاول مرة بحكم نشوء وعيهم ، وكيف تغرس الاسرة مفاهيم شهر رمضان في نفوس الاطفال ، من الادوار الهامة في مسيرة الطفل التربوية .

"الدستور"التقت عددا من السيدات في محافظة اربد وتحدثت معهن عن شهر رمضان المبارك وكيفية غرس مفاهيم الشهر الفضيل في نفوس اطفالهن فاجابت عدد من الامهات ان الاطفال يعيشون الوعي بشهر رمضان لاول مرة خاصة ممن تتراوح اعمارهم بين ( 4 الى 6سنوات ) ليؤكدن في معرض اجابتهن ان مسألة توريث المفاهيم النبيلة ومعاني شهر رمضان المبارك تأتي بطريقة فطرية من اللحظة الاولى والتعايش معها بذاكرة الاطفال من خلال ملاحظتهم للطقوس الرمضانية من اليوم الاول للشهر وما يسبقه من استعدادات .

وفي هذا الاتجاه تؤكد فاطمة طلفاح الام لطفل عمره 5سنوات ان طقوس الاسرة في شهر رمضان المبارك تلفت انتباه الطفل وتجعله يدرك انه يعيش طقوسا جديدة على مدار هذا الشهر .

وتستدرك طلفاح قائلة ان الام يجب ان تنتبه لطفلها في هذا الشهر وتجيب على اسئلته لغرس مفاهيم وعادات وتقاليد شهر رمضان واسس العبادة فيه مشيرة الى ان الاطفال من هذه الفئة العمرية يدركون بحسهم ان الاسرة تعيش اياما جميلة نبيلة فيتأثرون بهذه الطقوس بالفطرة ونعزز معرفتهم بالارشاد .

وتصف هيام ابو حمودة علاقة الطفل بشهر رمضان بانها من الاشياء التي تسكن في وجدانهم بحكم تميز الشهر بعادات وتقاليد لا ينفرد فيها أي شهر اخر موضحة ان وظيفة الام في هذا الشهر تجاه اطفالها هو توعيتهم وشرح محاسن الشهر لهم باسلوب محبب من خلال جلسات مسائية بعد الافطار الرمضاني .

وتضيف ان العلاقة بين شهر رمضان والاطفال الذين يدركون الشهر لاول مرة بحكم تشكل الوعي عندهم هم بحاجة لتعزيز الاشياء الحميدة وغرسها في نفوسهم بما في ذلك عادات رمضان والعبادة فيه وتقاليده بما في ذلك اللهو ما بعد الافطار كجزء من موروث اعتدنا عليه كأسر وافراد في شهر رمضان.

وتشير نصائح دينية وطبية وابحاث في علم الاجتماع الى ان الطفل في سن الخامسة يكتسب سمات وصفات من المحيط العائلي الذي يعيش فيه باسلوب لا ارادي توظف فيه حاسة الاكتساب والادراك للعادات والطباع بشكل عفوي ومؤثرات طبيعية يكتسبها الطفل بحكم التعايش ، فيما تشير نصائح طبية الى اهمية عدم ارغام الطفل دون سن الثامنة على الصيام بحكم حاجته الى عناصر غذائية مستمرة تنمي جسده وتمده بالطاقة وتلتقي النصائح الطبية مع الارشادات الدينية التي تشير الى ان صيام الطفل يأتي بشكل طبيعي من خلال التأثر باسرته ووالديه ولم توصي الارشادات الدينية بوجوب صيام الاطفال ممن تقل اعمارهم عن سن السابعة حيث اشار الحديث النبوي الشريف الى ذلك .

وتتحمل الاسرة النصيب الاكبر في توريث القيم النبيلة لشهر رمضان لاطفالها من خلال العادات المتبعة في هذا الشهر والتراحم الاسري بين افراد المجتمع ، الى جانب عادات وتقاليد ميزت الشهر الفضيل عن باقي الاشهر ، تؤثر في الاطفال ايجابيا في النهار اثناء الصيام وفي الليل حين يجيء دور اللهو مع اقرانهم .

و يشكل شهر رمضان المبارك من اكثر شهور السنة رحمة وتآلفا وتقربا الى الله لما يحمله الشهر الكريم من معاني جليلة وقيم نبيلة في المجتمعات الاسلامية والعربية عامة كعادات توارثناها من الاجداد والاباء وبدورنا نورثها للابناء وهكذا ليبقى الشهر الكريم ساكنا في وجدان ذاكرتنا وذاكرة الاجيال الناشئة . عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

JoomShaper