محمد حامد عليوة /خاص ينابيع تربوية
الحمد لله العلي الكبير اللطيف الخبير ، القائل فى محكم التنزيل : (هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولاً مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُوا مِن قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ) ، والصلاة والسلام على قدوة المربين وسيد الداعين إلى الله على بصيرة والمجاهدين فيه بإحسان ، وعلى آله وأصحابه ومن والاه  وبعد :
فقد أدبه ربه فأحسن تأديبه ، فجعل خلقه القرآن ، وكان قدوة حسنة لأصحابه وأتباعه بقوله وفعله وحاله كله ، فى عقيدته وعبادته وأخلاقه ومعاملاته وسلوكه كله ، (لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ). وقد كان بهذه الحالة الربانية نعم المربى ونعم القدوة ، خالطهم وعايشهم وتآخى معهم وأحسن توجيههم وتربيتهم وتوظيف طاقاتهم ، فحولهم من بسطاء مغمورين إلى قادة فاتحين ، ولأنه المربى القدوة فقد كان حريصا عليهم وكان بهم رؤوف رحيم (لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُم بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ) .

مكانة التربية فى حقل الدعوة

تعد التربية على طريق الدعوة من ألزم الأمور وأهمها ، فقد كانت وستظل معلم من معالمها وثابت من ثوابتها فى الإصلاح والتغيير والبناء والتكوين . فهي الطريق للفرد المسلم ، هذا الفرد الذي يقوم به وعليه البيت المسلم القدوة والمجتمع المسلم المنشود والحكومة المسلمة المأمولة . وقد ركز فضيلة الإمام البنا - رحمه الله - على مبدأ التربية والتكوين بمفهومهما الشامل ، فقال : (كونوا أنفسكم تتكون بكم أمتكم) ، وقال : (العمل مع أنفسنا هو أول واجباتنا ، فجاهدوا أنفسكم واحملوها على تعاليم الإسلام وأحكامه ، ولا تتهاونوا معها في ذلك بأي وجه من الوجوه) .

ويقول الأستاذ مصطفى مشهور – رحمه الله - : (لقد أثبتت الأحداث والأيام أنه بقدر الاهتمام بالتربية تتحقق الأصالة للحركة ، واستمراريتها ونموها ، ويكون التلاحم بين الأفراد ووحدة الصف .... ، وعكس ذلك إذا أهمل جانب التربية أو حدث فيه تقصير، يظهر الضعف والخلخلة فى الصف ، ويبرز الخلاف والفرقة ويتضائل التعاون ويقل الانتاج) .

مكانة المربى فى ميدان التربية

يعد المربى عماد العملية التربوية ، وركن من أهم أركانها الذي تقوم عليها ، بل هو حجز الزاوية فى بناء الدعوة كما شبهه الإمام البنا حين قال فى الأسرة ونقيبها : (هي قاعدة الأساس فى بناء دعوتنا ، ونقيبها هو حجر الزاوية فى هذا البناء) . ولذلك تنعقد عليه كثير من الآمال فى بناء الأجيال وتربية الرجال ، وبقدر وعي المربى بعظم دوره وأثر فعله ، ومدى تمثله للقدوة ، ومعايشته لإخوانه ، وحرصه على دعوته ورسالته ، فإن العملية التربوية ستكون أكثر فاعلية وأعمق أثرا ، بعد توفيق الله وعونه .

ونحن هنا نعرض لمجموعة متنوعة من الوصايا الكلية التي يجب أن يحرص عليها المربي القدوة ، ليقوم بدوره التربوي بفاعلية ، وهذه الوصايا تخدم ثلاث جوانب أساسية في بناء وتكوين المربي ، منها ما يتعلق بذاته وبناءه النفسي والتكويني ، ومنها ما يتعلق بدوره ومهاراته التربوية ، وأخيرا يخدم بعضها دوره فى إدارة إخوانه وأعمال الدعوة المرتبطة بمهامه كمربي .

الوصايا العشر للمربي القدوة

1. أن يهتم المربى بحاله مع ربه ، فيعطى وقتا لنفسه فيرعاها ويزكيها باليقين الصادق والعبادة الصحيحة ، فيهتم بكل ما يسمو بروحه ويقربه من ربه ، لأن فلاحه فى تربية إخوانه يقوم أساسا على نجاحه فى ميدان نفسه ، ومن توجيهات الإمام البنا (ميدانكم الأول أنفسكم ، فإذا انتصرتم عليها كنتم على غيرها أقدر، وإذا أخفقتم فى جهادها كنت على سواها أعجز، فجربوا الكفاح معها اولاً) . ومن الغفلة المهلكة أن يظن المربى أنه سيغير من إخوانه بتربيتهم  وهو غير قادر على تغيير ما بنفسه ، وقد صدق القائل (لاتُحسم معارك الميدان قبل حسم معارك الوجدان) ، وأول ميادين تربية النفس (التربية الإيمانية)،  فهي المحرك لكل خير والدافع لكل رشد . وليعلم المربى أن التربية زاد وعطاء ، وأنه لايستطيع العطاء المستمر لإخوانه دون زاد مستمر (وَتَزَوَّدُواْ فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى) .

والبناء الايماني والتعبدي للمربى يسهم فى تكوين الشخصية الربانية التى يتعلق قلبها بخالقها ، ولا تنخدع بزخارف الدنيا ومباهجها ومناصبها وألقابها ، ويعين فى ذلك الإكثار من العبادات والنوافل بخشوع وخضوع ، وكثرة الذكر والدعاء ، وتلاوة القرآن وتدبر آياته .

2. أن يتحلى الأخ المربي بكريم الأخلاق والسمعة الطيبة وحسن المعاملة ، مقتديا فى ذلك بحبيبه المصطفى ، وبذلك يستطيع أن يسع إخوانه بأخلاقه ففى الحديث (إِنَّكُمْ لَا تَسَعُونَ النَّاسَ بِأَمْوَالِكُمْ، وَلَكِنْ لِيَسَعَهُمْ مِنْكُمْ بَسْطُ الْوَجْهِ، وَحُسْنُ الْخُلُقِ) ، ومما يلزم المربى من أخلاق أساسية ، خلق الصبر وسعة الصدر والرفق والرحمة ولين الجانب والعفو والصفح ( فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللّهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللّهِ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ) . والإنسان أسير الإحسان ، والقلوب دائما تقبل على المحسنين وتلتف حولهم ، ولنا فى أصحاب يوسف بالسجن عبرة وآية (إِنَّا نَرَاكَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ) . وكما أننا نسع من نربي بأخلاقنا ، فإننا أيضا نربيهم على هذه الأخلاق عمليا من خلال ما يرونه فينا من كريم الشمائل وجميل الخصال . ونستطيع أن نخرج من هنا بحقيقة وهي (أن أخلاق المربى : عبادة يتقرب بها الى ربه ، وطريقة يجمع بها قلوب إخوانه ، وميدان لتربية إخوانه وتكوين مريديه) .

3.  أن يجتهد المربى فى تحصيل العلوم النافعة التى يتزود بها لنفسه ويفيض بها على إخوانه ، لأنه كما وصفه الإمام البنا (أستاذ بالإفادة العلمية) ، وصفة العلم التى نقصدها لا مجرد حفظ واستظهار مجموعة من الكتب فحسب – مع أهمية ذلك – ولكن يتعدى الأمر ذلك بأن يكون له فى كل مجال طلب وفى كل علم قدم ، ويأخذ من كل باب بقدر أهميته فى مجال عمله التربوي ، والضابط فى ذلك (تعلق مايحصل بما يعمل). والافادة العلمية هنا لاتتوقف عند الفوائد النظرية ، ولكن تتعداها إلى الخبرات والتجارب العملية التى تمثل ترجمة حقيقية للمعارف والعلوم .

ومن واجبات المربى نحو نفسه فى هذا الباب هو البناء الفكري المرتبط بميدان الدعوة والتربية ، كفهمه لخصائص الدعوة ومنهجها وقدرا من تاريخها ، مع إستيعابه لثوابت الحركة ومتغيراتها وفقه الدعوة ، ويعين فى ذلك ، القراءة العميقة لسيرة النبي محمد صلى الله عليه وسلم ، ورسائل الإمام البنا ومذكراته ، والوثائق الرسمية الصادرة عن الجماعة ، وكتابات من فقه الدعوة لفضيلة الأستاذ مصطفى مشهور وغيرها كثير من الكتب والدراسات المؤصلة للفكرة والضابطة للحركة .

4.  أن يبذل المربى جهدا فى تطوير ذاته وقدراته ، التى تؤهله ليمارس مهامه بفاعلية ، وترفع من كفاءته فى العملية التربوية ، ومن ذلك إكتساب بعض المهارات الأساسية اللازمة مثل مهارات (التخطيط التربوي – حل المشكلات – العرض والإلقاء – الحوار والمناقشة – المتابعة والتقويم التربوي – توظيف الطاقات – غرس القيم - تعديل السلوك  ...الخ) . ويلزمه أيضا إستيعابه لمنهج المرحلة التى يربى فيها ، وكيفية السير بالمنهج لتحقيق أهدافه ، وكيفية توظيف وسائل التربية المختلفة لخدمة مفردات المنهج وأهدافه . ومن مكملات البناء الذاتى للمربي أن يحرص على التعرف على أنماط الشخصية وكيفية التعامل مع كل نمط ، ثم عليه أن يستوعب مجالات وميادين العمل الدعوي المتاحة ، ليستطيع توجيه إخوانه فيها كل حسب طاقاته وقدراته .

5.  أن يحرص المربى على تحقيق وتعميق المعايشة التربوية مع وبين إخوانه ، سواء كانت معايشة فردية أو جماعية . والمعايشة بصورتيها (الفردية – الجماعية) تسهم كثيرا فى تحقيق أركان الأسرة من تعارف وتفاهم وتكافل ، وتعزز من روابط القلوب ووحدة المشاعر بين أعضاء الأسرة ، وتهيئ المعايشة البيئة الداعمة للنمو التربوي ، لأنها تسمح للمربى أن يتعرف عن قرب على إخوانه ، سواء على مالديهم من قدرات ومواهب وطاقات فيوجهها ويحسن توظيفها ، أو على مالديهم من مشكلات وصعوبات فيسعى معهم لحلها وتجاوزها . ولكي تحقق المعايشة مغزاها من الانفتاح المنضبط  والمخالطة التربوية الهادفة ، لابد أن تتنوع  وسائلها ومناشطها وأساليبها ، وحينئذ سيرى المربى إخوانه فى بيئات وأجواء تربوية متنوعة ، وأحوال مختلفة ، عندها يستطيع التربية الفاعلة والتوجيه القائم على المعايشة العملية لواقع الأفراد . نخلص منذ ذلك الى حقيقة مفادها (أن المعايشة العميقة أساس التربية الصحيحة) .

6.  أن يركز فى تربيته لإخوانه على الجانب الإيماني التعبدي ، من خلال تزكية نفوسهم بالطاعات والقربات ، وتحقيق العبودية لله تبارك وتعالى ، مع تربيتهم على الإخلاص لله وحسن القصد فى القول والعمل ، دون تطلع إلى مغنم أو لقب أو جاه أو تقدم أو تأخر ، ثم ينطلق من هذه الحالة الإيمانية والعبادية عند إخوانه إلى تزكية روح الجهاد والتضحية بالنفس والمال والوقت والجهد فى سبيل الله ، وأن يحثهم دائما على عقد الصفقة الرابحة  مع الله (إِنَّ اللّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُم بِأَنَّ لَهُمُ الجَنَّةَ) ، ثم يعمق فى نفوسهم روح التجرد لدعوتهم وفكرتهم - الاسلامية الصميمة -  دون غيرها من الأفكار . ولأن التضحية والجهاد والتجرد يتطلبان إستشعار روح الجندية ، فكان لزاما عليه أن يربى إخوانه على السمع والطاعة فى العسر واليسر والمنشط والمكره ، فى غير معصية ، ويعودهم على الدقة فى أداء مايكلفون به من أعمال وواجبات .

7.  أن يهتم المربى كثيرا بتزكية معانى الأخوة والحب فى الله بين إخوانه عمليا لا نظريا ، لأن فى الأخوة سر القوة كما ورد عن الامام البنا ، وأن يقوي فى نفوسهم مبدأ الثقة فى طريق دعوتهم وما يرتبط به من عناصر أساسية كالثقة فى القيادة ، والثقة فى المنهج ، والثقة فى إخوانه على طريق الدعوة ، والثقة فى نصر الله لهذا الدين . وأن يغرس فيهم دائما الأمل فى تأييد الله ونصره لعباده الصالحين . وأن يبصرهم دائما بطبيعة الطريق مع التأكيد على ضرورة الثبات رغم المحن والعقبات والفتن والابتلاءات ، فى العسر واليسر (وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ) . ومن واجبه أن يبصر إخوانه بالانحرافات الفكرية والحركية التى ينزلق فيها البعض وتبعدهم عن الطريق ، حتى يتحرزوا منها ، خاصة وأنها تبدأ بسيطة ثم تزداد مع الزمن .

8.  أن يتعرف المربى على قدرات وطاقات إخوانه ، ويبذل الجهد فى توظيفها لخدمة الدعوة ، ودفعهم نحو الحركة والعمل ، وذلك من خلال وضع البرامج العملية لذلك ، ولا يقبل المربي القدوة أن يكون من بين إخوانه من لايحمل هم الدعوة ويتحرك بها ، ويعين فى ذلك كثرة الإحتكاك والمخالطة والمعايشة ، ومعرفته بميادين الدعوة ومجالاتها الممكنة وهى كثيرة . وأن يدربهم عمليا ويتدرج معهم فى ممارسة الدعوة والحركة بها ، فينقل إليهم تجاربه أو تجارب غيره من الإخوان . ومن ميادين الحركة بالدعوة أن يوجههم للقيام بأدوار دعوية وتربوية نحو بيوتهم لتحقيق صفات البيت المسلم القدوة ، وأيضا توجيههم للحركة والعمل فى محيط الجيران والأهل والأرحام ، كذلك الحركة بالدعوة فى محيط الدراسة أو محيط العمل ، أو يدفعهم للعمل بأحد مجالات الدعوة التى تناسب قدراتهم وظروفهم ، (كالأشبال أو الطلاب أو نشر الدعوة أو البر والخدمات الإجتماعية ... أو غيرها) من أقسام ولجان العمل فى الجماعة .

9.  أن يهيئ المربى لإخوانه البيئات التربوية الداعمة لنموهم التربوي وفق منهج المرحلة ، فيعدد من الأنشطة المصاحبة للأسرة ، ولا يقصر علاقته بهم فى لقاء الأسرة فقط ، ويحرص على تفاعلهم مع محاضن التربية المجمعة ، كالدورات والندوات والمخيمات والكتائب وغيرها من البرامج الجماعية. ومع تهيئة البيئة للنمو يجب عليه متابعة تقدم إخوانه ، ورصد نموهم التربوي وتقويم حالتهم وفق منهج المرحلة ، إعمالا لمبدأ (التربية بالأهداف) ، فنراه يعزز المتقدم منهم ويدفعه ، ويشجع المتعثر منهم ويأخذ بيده ويعينه فى تجاوز عثرته . ومع تهيئة البيئة ومتابعة النمو التربوي يجب على المربى أن يجمع فى تربيته لإخوانه بين أسلوبي التربية الفردية والتربية الجماعية ، مع مراعاة مبدأ (الفروق الفردية) فى التربية ، ولا يغفل أن ينمي الذاتية  فى نفوس إخوانه بإعتبارها أحد صور التربية الفردية ، من خلال تربيتهم على الذاتية العبادية والإجتماعية والدعوية وغيرها من صور الذاتية  ، طالما فى إطار الإنضباط الحركى والتنظيمى .

10. أن يجمع المربى قلوب إخوانه حول الدعوة ، والثقة فى طريقها (قيادة – منهج – أفراد) ، وأن يربيهم على الإنتماء الصادق للدعوة (عاطفيا – فكريا – تنظيميا حركيا) ، وأن يشعرهم دائما أنهما أصحاب دعوة وليسوا أجراء فيها وبالتالي ، وجب عليهم أن يفكروا لها وينصحوا لها ويحملوا همها . ومن لوازم ذلك أن يشجعهم على المشاركة بآرائهم وأفكارهم لخدمة العمل وتطويره ، وأن يعمق عندهم مبدأ (الدين النصيحة) وفق آدابها وضوابطها ، وأن يربيهم على ممارسة الشورى علميا وعمليا وفق آدابها وآلياتها.

نسأل الله سبحانه أن ينصر دعوتنا ، وينشر فكرتنا ، ويبارك أخوتنا ، وأن يوفق قادتنا ويجمع على الحق كلمتنا . كما ندعوه سبحانه أن يخلص نياتنا ويتقبل أعمالنا ، وأن يجعلها فى ميزان الحسنات (يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُحْضَرًا)  .

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين .

JoomShaper