لها أون لاين
مع بداية الإجازات المدرسية، يبدأ أولادنا في الانشغال طوال النهار في التجوال داخل عالم الإنترنت ويسرحون بالساعات داخل هذا العالم الافتراضي، فيطالعون السيئ والجميل، والحسن والقبيح من غير رقيب ولا حسيب، مما قد ينعكس بالسلب على أخلاقياتهم وسلوكياتهم، ويزداد الأمر خطورة إذا كان هؤلاء الأولاد في سن المراهقة.
والآباء تجاه هذا الأمر أحد رجلين، إما أن يترك الحبل على الغارب لأولاده دون متابعة وتفقد لما يتصفحون ومع من يتحدثون، وإما يمنعهم بشكل قاطع من الاقتراب من وسائل الاتصال الحديثة، وفي كلا الحالتين ينعكس الأمر بالسلب على الأولاد، فمن يهمل أولاده ولا يهتم بمراقبتهم ومتابعتهم يجعلهم عرضة لكل فاسد ومنحرف يلعب بهم كما يشاء.
يقول  ابن القيم الجوزية في كتابه (تحفة المودود بأحكام المولود) :"وأكثر الأولاد إنما جاء فسادهم من قِبَل الآباء وإهمالهم لهم"، وإما من يتشدد معهم ويمنعهم من كل شيء فإنه يلجأهم للالتفاف عليه والكذب وعدم المصارحة، والبحث خارج المنزل عن البدائل، مما يجعلهم عرضة لأصدقاء السوء فيتأثرون بهم.  وهذا تضييع لهم، وقد قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم -: "كفى بالمر إثماً أن يضيع من يعول".

ولمواجهة هذه المعضلة التي باتت تؤرق كل بيت، لابد من التوازن والحكمة في إدارتها، فيجب تقنين الأوقات التي يجلس فيها أبناؤنا يتجولون داخل عالم الإنترنت، ولا نتركهم ساعات طوال أسرى لهذا العالم الافتراضي، كما ينبغي مراقبتهم دون تضييق وأن نصارحهم ونحذرهم من مخاطر الإنترنت، ونرشدهم لبعض طرق الأمان والحماية، كما يجب أن نحرص على تنظيم أوقاتهم في الإجازات ما بين اللعب والقراءة وحفظ القرآن ومساعدة الوالدين وزيارة الأقارب إلى جانب الولوج إلى عالم الإنترنت.

إن التوازن في العملية التربوية دون إفراط ولا تفريط وإدارتها بصبر وحكمة وحب، مع إيجاد القدوات الصالحة  والاستعانة بالله، هو أساس النجاح وسر تمتع الأبناء بالاستقلالية و الصحة النفسية والاستقامة على طريق الخير.

JoomShaper