رسالة المرأة
كثير من الأطفال يعانون من حالة الخجل الدائم الزائد عن الحد، وتظل الأم في حالة من الحيرة فهي تتذكر أنها عندما كانت في نفس هذه المرحلة العمرية كانت تشعر بخجل مماثل لما تشعر به طفلتها أو طفلها، ولكنها تريد أن تجد سبيلاً لمعاونة طفلتها على تجاوز حالة الخجل والتعامل بشكل أكثر جرأة مع الحياة والمجتمع الخارجي.
يجب على كل أم أن تتفهم جيداً أن إصابة الطفلة بالخجل يجعلها محرومة من العديد من الأنشطة الاجتماعية والتواجد ضمن الأجواء التي تناسب سنها كما يمثل عائقاً أمام تعلمها مهارات مهمة والمشاركة في اهتمامات وتعلم هوايات من حقها أن تتعلمها في هذا السن.
ومع تأكيدات علماء الاجتماع على ضرورة أن يتخلص الأطفال من الخجل في مرحلة مبكرة من حياتهم أو على الأقل يتعلموا كيفية إدارة حالة الخجل التي تصيبهم أصبح الأمل قائماً في التعامل مع هذه الحالة التي تؤثر على شخصية الطفل أو الطفلة.
1-تعودي على مراقبة طفلتك والاستجابة إلى طلباتها المشروعة، لأن الخجل في كثير من الأحيان يصيب الطفلة كوسيلة من وسائل تحقيق الرغبات فهي اعتادت على أنها لن تحظى بالاهتمام والرعاية إلا إذا أبدت خجلها وإحجامها عن المشاركة أو إبداء الرأي، وبمرور الوقت تصبح الطفلة أسيرة داخل حالة الخجل التي تتحول إلى سمة من سماتها، ولعلاج ذلك يجب على الأم ألا تتردد في متابعة طفلتها وتلبية احتياجاتها بمجرد أن تعبر الطفلة عنها.
2-تعاطفي مع خجل طفلتك وتعاملي مع حالة الخجل التي تعتريها بصورة إيجابية ولا تشعريها بالعار أو الخزي لأنها أصيبت بالخجل في موقف من المواقف، وتأكدي من أن هذا التعاطف سيعاون طفلتك على اكتساب الثقة في نفسها ولو بالتدريج، أما لو شعرت طفلتك أنك تغضبين بشدة إذا أصيبت بالخجل فمن المؤكد أن ذلك سيفاقم مشكلتها أكثر.
3-كوني قدوة أمام طفلتك، يجب أن تراك طفلتك تتعاملين مع عائلتك وجيرانك وصديقاتك بأسلوب يتمتع بالإقدام والجرأة المحمودة والثقة العالية بالنفس، لأن أطفالنا يتعلمون السلوكيات بالقدوة وفي بعض الأحيان تتولد لديهم انفعالات ومشاعر تلقائية بسبب ما يرونه حولهم من تصرفات وسلوكيات وأنماط شخصية.
4-علمي طفلتك بعض المهارات الاجتماعية، لأن حالة الخجل بمكن أن تذهب بصورة طبيعية إذا تمكنتي كأم من زراعة شخصية طفلتك بالعديد من المهارات مثل القدرة على الحديث المرتب والموضوعي بالإضافة إلى الابتسامة في وجوه الناس والنظر إلى عيون من يتحدثون إليهم، فضلاً عن تذكر أهمية الاحترام في الحديث والتركيز على عدم تكرار الكلمات والاهتمام بأن يكون الكلام الصادر عن الطفلة أو الطفل كلاما جديداً يمثل إضافة إلى معرفة الطرف الآخر.
5- علمي طفلتك كيف تكتسب الصديقات الجديدات، لأن حالة الخجل التي تصيبها مرتبطة إلى حد بعيد بعزلتها وعدم وجود صديقات قريبات من قلبها في محيط حياتها، ومن المهم أن تجعلي طفلتك تتعلم مهارة اكتساب الصديقة الجديدة والتقرب إليها لأن هذا سيدفعها إلى التخلي عن حالة الخجل لتحقيق فائدة مهمة وهي أن تكون لها رفيقة قريبة منها في التفكير والإحساس والاهتمامات.
ساعدي أطفالك على التحكم في الخجل
- التفاصيل