رسالة المرأة
أطفالنا من المفروض أن تكون لديهم طاقة من الحماس والدافعية طوال الوقت تجعلهم مشتعلين بالرغبة واللهفة والتشوق لإحراز النجاح تلو النجاح في سياق حياتهم، ولا يحتاجون إلى دفع الأبوين لهم باستمرار، ولكن العجيب أننا في عالم اليوم نجد أن كثيرًا من أطفالنا يفقدون هذه الدافعية وهذا الحافز الذاتي.
والحقيقة أن هناك العديد من الأسباب التي تجعل الأطفال في عالم اليوم يتصرّفون بأسلوب خال من الحماس والدافعية، ويتعاملون مع كل أمور الحياة باعتبارهم مستهلكين كسالى بدلاً من أن يكونوا مبدعين تواقين للتأثير والإضافة.
لاشك أن مستوى الحياة في عالم اليوم بما قد يتضمنه من وسائل ترفيه وراحة جعلت الطفل يشعر بأنه سيجد التعويض المعنوي والنفسي من خلال مصادر وبدائل أخرى في واقع حياته اليومية بدلاً من أن يكون باحثًا عن التشجيع والتحفيز والتقدير من الآخرين.
الحياة العملية الجافة التي يعيشها كثير من الآباء فما بين العمل وأداء الواجبات وتحمل المسئوليات والوفاء بالالتزامات أصبح يندر في حياتنا الإحساس بالعاطفة المتقدة طوال الوقت والتي تجعلنا نقوم بأشياء كثيرة مدفوعين بطاقة الحافز وبحماس مستمر مشوب بالرغبة في النجاح، وهذه الطبيعة المعيشية تنعكس بشكل تلقائي ومباشر على سلوكيات أطفالنا فنجدهم يؤدون واجباتهم المدرسية ويذهبون إلى النادي لأداء التمارين الرياضية وممارسة الرياضة المفضلة أو حتى الاستمتاع بالهوايات بأسلوب يتسم بالجفاف وعدم الإحساس وكأنهم يسيرون في مسارات محددة يدورون داخلها بدون حافز أو أحساس أو روح.
وهناك بعض المقترحات والنصائح التي يمكن الاعتماد عليها لزيادة حالة التحفز وخلق الدافعية والحماس في نفوس أطفالنا رغم طبيعة الحياة في عالم اليوم ومنها:
1ـ الحافز لا يتولد داخل نفس الطفل إلا من خلال حشد مجموعة من المشاعر والعواطف في قلبه على مدار مدى زمني طويل مثل الاعتزاز بالنفس والمرونة والثقة والإصرار والروح القتالية، وبعض الأطفال الذين نجدهم يفتقرون إلى الحافز الذاتي والشعور بالحماس في الحياة يكون ذلك بسبب أنهم عانوا من ضعف غرس هذه المشاعر والعواطف، ومن أجل تعويض ذلك يجب أن تعملي كأم على تنمية وتعزيز ثقة طفلك الذاتية وأن تحشدي في نفسه مجموعة من العواطف الإيجابية.
وأفضل وسيلة لزرع هذه المعاني في نفس الطفل أن تشعريه بأنك تنظري إليه نظرة إيجابية، وتنتظرين منه الكثير، وأن تشعريه بتميزه.. كما أن ربطه بقصص وسير الأبطال والمؤثرين في هذا العالم تنقله إلى عالم الإيجابية والتأثير.
2ـ حاوري طفلك مستخدمة في هذا الحوار أمثلة من واقع الحياة بحيث تؤكدين له أن من يتمتعون بالحافز الذاتي والحماسة الداخلية والروح التواقة هم فقط الذين يحققون النجاح ويتمكنون من الإنجاز على الصعيد العملي.
3-أظهري لطفلك أنك أنت نفسك تقومين بأداء أعمال معينة في حياتك معتمدة في ذلك على الدافعية والمحفز الداخلي في نفسك وأنك لا تعتمدين في النجاح على عناصر خارجية وإنما تستمدين القوة والعزيمة من مشاعرك الخاصة، ويزداد أهمية هذا الأمر لو استطعت أن تشاركي طفلك تجربتك الخاصة بحيث يتلمس معك لحظة بلحظة مدى تأثير الحافز الذاتي على إشعال الحماس والأداء بشكل ناجح بدرجة غير متوقعة.
لماذا لا يتمتع أطفالي بالحافز الذاتي؟
- التفاصيل