في مقالة لها تحت عنوان "ترجمة لواقع الاختلاط" استعرضت الأستاذة لمى عبدالمحسن سليمان، الواقع السلبي للاختلاط، وتأثيره على المرأة وخصوصيتها، مستعرضة إحدى أحدث الدراسات العلمية الصادرة عن جامعة هارفارد العالمية، والتي تؤكد فيها سلبية الاختلاط، وإيجابية الفصل بين الجنسين.

وفي بداية مقالتها المنشورة اليوم في صحيفة (الجزيرة) تحت باب "الرأي"، قالت الأستاذة لمى: "الاختلاط فكرة بدأت تشغل حيزاً من تفكير رواد القلم.. اختلطت الرؤى في مدى أهميته، لكن كثيراً ما نجد اصطباغ مفهوم هذه الفكرة على أنها رمز من رموز التحضر البشري! وذلك من خلال مقاييس تلقائية شكلية بغض النظر عن المنهجية التاريخية لتلك الفكرة، ولكي نكون نظرة واقعية موضوعية لمدى فعالية هذه الفكرة سنقوم بترجمة واقعية من زوايا عدة لتحليل ترسبات وإفرازات هذه القضية..". متسائلة: "لماذا الاختلاط؟"

وتتابع بالقول: "من هذا السؤال تكمن هذه القضية.. وللإجابة عليه سنثير إشكالات ستكون بمثابة الخطوط الرئيسية للموضوع:

1-إشكالية التعليم. 2-إشكالية العمل. 3-الإشكالية الاقتصادية. 4- الإشكالية الاجتماعية..

فالأطروحة هنا هي مدى فاعلية الاختلاط في رقي وتطور التعليم والعمل والاقتصاد والمجتمع، وهنا يستلزم منا المقام الرجوع للمنهج التجريبي للوصول لنتيجة مقنعة وقد تحقق هذا المنهج في النموذج الغربي، فقد خلصت إحدى الدراسات الحديثة من جامعة هارفرد بأن المدارس النسائية وبمقارنتها بالمختلطة تحقق الآتي:

- أهداف تربوية أعلى.

- يحقق الطلبة فيها درجة أعلى من القيم الذاتية ودرجة أفضل لنوعية الحياة.

- درجة أفضل في العلوم والقراءة.

- التخلص من النظرة النمطية التقليدية تجاه العلاقة بين الجنسين.

- درجة أقل من التغيب الدراسي ومشاكل عدم لانضباط السلوكي.

- مراجعة منزلية أفضل ودرجة أقل من ضياع الوقت في مشاهدة التلفزيون".

وتضيف الأستاذة سليمان بالقول: " لقد شجعت هذه النتائج على قيام العديد من المدارس الحكومية والخاصة على أساس عدم الاختلاط في الأعوام السابقة في العديد من مناطق الولايات المتحدة الأمريكية مثل نيويورك، فيلادلفيا، بالتيمور، ديترويت وكاليفورنيا وصدق الرئيس الأمريكي جورج بوش على مشروع قرار يقضي بمنع الاختلاط في المدارس العامة".

وتضيف قائلة: "من خلال ما سبق يمكننا الخلوص إلى أن تجربة الاختلاط في التعليم لم تؤد النتائج المرجوة منها.. مما يجعل فكرة التعليم المختلط فكرة بائسة تؤدي للاحتضار الحضاري.." مستعرضة أحدث الدراسات من أرض الواقع في الغرب عن سلبية الاختلاط وتأثيرها المباشر على نفسية المرأة وخصوصيتها وكرامتها، وقالت: "في زاوية العمل نجد أن المجتمع الغربي استفاض في هذه التجربة وتوصل إلى عدة نتائج أهمها:

- 38% نقصان راتب المرأة عن الرجل في الغرب مع القيام بنفس العمل!!

- أجري مسح على عاملات مدنيات أمريكيات تبين أن 42% من النساء ادعين أنهن تعرضن للتحرش الجنسي في أعمالهن و60% من النساء الألمانيات هجرن وظائفهن في عام واحد (1990) بسبب التطاول والتحرش بهن جنسيا.

- المرأة البريطانية أصبحت أكثر ميلاً للعنف واستخدام القوة 5%، ارتفاع نسبة السجينات لمشاركتهن في أعمال عنف ما بين 91 و96.

نلحظ الظلم الذي سيسلط على المرأة، وكيف ستنعكس الفطرة التي خلقها الله عليها من خلال الاحتكاك بالجنس الآخر وممارسة أعمال ليس لفطرتها قابلية للقيام بها.. وعند الوقوف في الجو الاقتصادي نرى أن المرأة في الغرب أصبحت تنفق أكثر من السابق!

فالمرأة العاملة خارج بيتها تنفق من دخلها 40% على المظهر والمواصلات، أما المرأة التي تعمل في بيتها فهي توفر من تكلفة الطعام والشراب ما لا يقل عن 30%، وخلصت الدراسة إلى أن المرأة التي تمكث في البيت توفر ما لا يقل عن 70% من الدخل الذي كان يمكن أن تحصل عليه.

- ومن المشكلات الاقتصادية انخفاض الإنتاجية؛ فالمرأة تؤثر على إنتاجية زوجها وأولادها العاملين وتعوق تفوقهم في العمل وتفرغهم للإنتاج.

لاحظنا انخفاض الاقتصاد في ظل تجربة الاختلاط مما يدعو لإعادة التفكير وتصحيح المفاهيم..!

وعند الدخول إلى كينونة المجتمع المختلط نجد ظواهر أفرزها هذا الاختلاط من أهمها:

- 1528930 حالة إجهاض في الولايات المتحدة خلال سنة واحدة.

- ازدادت حالات الطلاق حتى وصل 50% في أمريكا.

-80% من نساء السويد مارسن علاقات جنسية كاملة قبل الزواج و20% بقين بلا زواج.

- دراسة أمريكية عام 1417 أشارت إلى أن 79% من الرجال يقومون بضرب زوجاتهم.

- 12 مليون طفل مشرد في ظروف غير صحية.

- تضاعف عدد النساء المجرمات القابعات في السجون البريطانية خلال الأعوام الستة الماضية أصبح خُمس مجموع المجرمين في سجون النساء.

من خلال العرض السابق لنموذج الغربي نخلص لنتائج أهمها:

1- انتشار القلق والاضطراب السلوكي بين أفراد المجتمع.

2- انتشار الانحلال والزنا والعنف في وسط المجتمع.

3- ازدياد نسبة الطلاق والعزوف عن الزواج.

4- انخفاض في الإنتاجية للعمل.

5- هبوط في مستوى التعليم لدى أفراد المجتمع.

6- انحطاط القيم والمبادئ وانتشار الجريمة.

7- ازدياد عدد اللقطاء في المجتمع.

8- اختلال منظومة الأسرة والميل للعزلة بين أفرادها.

9- الاضطرار لإنشاء دور رعاية الأطفال من قبل حقوق الإنسان وذلك لمعالجة إهمال الأطفال.

10- العودة لمطالبة المرأة بالعودة للبيت والقيام بدور الأمومة.

11- كثرة الأمراض مما سيستدعي إنشاء مستشفيات خاصة لأمراض الزهري والإيدز وغيرها.

12- كثرة الأمراض النفسية في المجتمع مما يدعو لفتح مراكز كثيرة للعيادة النفسية.

13- ازدياد نسبة الجريمة مما يحتاج لبناء سجون أكثر من الموجودة حالياً.

14- ازدياد نسبة الإجهاض بشكل كبير.

15- ستظل الحاجة مستمرة لعلاج تراتبات الاختلاط مما سيؤثر على اقتصاد الدولة بالانخفاض".

وختمت مقالتها بالقول: "من خلال هذه الترجمة لواقع الاختلاط فهل فكرة تطبيقه فكرة صائبة؟! أترك الحكم لأصحاب العقول الواعية".

 

الرياض – لها أون لاين

JoomShaper