هل أمسكت يوماً بـ(بالونة) كبيرة.. بالتأكيد نعم..
ماذا لو أصاب البالونة ثقب إبرة أتراها تظل على حجمها!
وكذا ـ أخيتي ـ لو ابتعت حقيبة فرأيتها ممزقة من الداخل.. أكنت تكتنزينها أم تعيدينها بعيبها!
صورتان ليستا عنا ببعيدتين والسؤال هنا..
ماذا عن إنجازاتك؟..
هل اعتراها ثقب فأرداها ممزقة الحشا، أم اكتساها السواد فأعتم نهارها؟! لربما أدركت الآن معنى كلماتي هذه..
فكري.
• كم مشروع حاولت البدء به فانتهى بلا نتاج!
• كم قصور اعترى طموحاتك!
• كم تراجع في مستواك العلمي!
• كم خلل واجهك في صداقاتك..!
• كم تردٍّ صادف صحتك!
كم ثقب واجه حياتك فأثر بها كالبالونة تماماً.
الثقوب أعني بها ما يقاعس الأعمال ويهبط بها بعد هامتها كالإبرة في ظهر بالونة.. ترى أيبقى منها شيء؟!! وإنني حين أطالب بالابتعاد عن الثقوب لا يعني هذا التردي حيال كل ما يصادف من الإبر لأني أرجو أن تكون النفوس قد أُشربت مفهوم البرّ والإقدام.
فمن الجميل جداً أن تصنع قراراتك بذاتك وتستمتع ببالوناتك ملونة مصطفة أمامك قد
لا تجد داعماً ولا مفتقداً لبالوناتك وأنت تخشى الثقوب فما العمل؟!!..
العمل ليس صعباً مادام فكرك وقلبك قد امتلأ بحب العطاء والمحافظة على تمام الإنجازات..
مع العلم أن الإنجازات الضعيفة الواهنة لا تحسب في ميزان النفس ولا تدل على حصيلة إبداعية وهذا بالذات مؤسف.
وإذا أردنا أن نحسب ما تفوقنا في إنجازه وإتمامه نجد النزر اليسير هو الخالي من الثقوب، ومع ذلك نظل كالحامي حول الحمى يوشك أن يقع لا نحاول التجديد والتفكير بمدى الفاعلية المطلوبة في عالم القوي المنجز لاعتبارات قوية.
ومع اعتقادي الأكيد أننا السبب في إيجاد تلك الثقوب وإذا اتسع الخرق على الراقع نادينا ما بال إنجازاتنا مثقوبة، وجلسنا جلسة القرفصاء متحسرين على حياتنا، في حين أن دراستنا لفكرة الإنجاز دارسة علمية وتحديدا لرؤيا إجادتنا لتلك الإنجازات تظل كدائرة مفرغة ندور فيها.
قال ابن الجوزي - رحمه الله تعالى- تعليقاً على قوله تعالى: (.. إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ...).. (آية 13 سورة الرعد)، إن الله لا يغيّر ما بقوم من الكروب، حتى يغيّروا ما بأنفسهم من الذنوب، فلا يكون التغيير إلا بالتغيير.
وليس أعظم من الثقوب في الإنجازات. ولعل أبرز ما يزيد سعة الثقوب عدم فقه المرأة والرجل بمستوى الطموح الذي يريدان، ومع الأسف اعتاد بعض الناس، إن لم يكونوا أغلبهم، رؤية الثقوب في جميع مناحي حياتهم الأسرية والعلمية والدعوية وهذا مؤلم للغاية.. فماذا تعني أسرة مثقوبة؟.. إنها تعني حياة مهددة واستقرارا معدوما لسوء صنيع زوجين بات التوتر والإشكالات سائدين في عشرتهما، فضلاً عن الإنجاز المثقوب.
وماذا تعني الثقوب في الحياة العلمية؟.. تعني الفشل وعدم التقدم مهما عنى الجواد وتغطرس المسئول. والعلم قربة لله فليعتني بذلك!
وماذا تعني الحياة الدعوية المثقوبة؟.. يكفيك قولي ثقوب العاملين في حقول الدعوة قاصمة للظهر، فلتراعي الأولويات وبُعد النظر هنا مهم بقوة.
ناهيك أن حياة الناس عامة بحاجة إلى دقة في التخطيط والعشوائية التي تتربع المرأة فيها منحى خطيرا على مدى عمرها وسياستها الحياتية.
أليس إتمام باكورة من الإنجازات خالية من الثقوب صحيحة سليمة حدثا مؤنسا، وإقداما رائعا؟..
بلى ومن ينكر ذلك..!!
** لنحمي بالوناتنا من الثقوب بعدة أمور نظمتها.. وربما التفكير ديدن عقلك **
• حدد ما يفتك بإنجازاتك حاول التخلص منه بتفاؤل.
• فكر في مدى فاعلية خلاصك منها، وجدد العهد بعدم وجودها في قاموس إنجازاتك في كل فترة.
• الثقوب كثيرة ـ ومن الممتنع عقلا - أن أجملها ولكن كل ما يهدد إنجازاتك طموحاتك هي ثقوب لابد أن تزال..
• خلق الأعذار والاكتفاء بالحزن على تدهور الإنجازات المبتغاة جهد الكسالى ولا كسالى في مفهوم الإنجاز.
• التعرض للثقوب أمر حتمي وابتلاء محمود حين يكون سعي الواحد منا وفق إطار مرسوم وهدف محدود لمعانٍ سامية.
• الوعي والفهم غابا غياب الفكرة عند المجانين.. فهل نحاول إعادتهما؟
• الإنجاز فن لا يفرح به إلا متذوق روعته وحري بنا أن نتذوقه.
• السطحية المفرطة والضحالة الفكرية في تكوين الإنجازات والحصول عليها ثقب كبير على نفس طامعة في النبوغ.
• وحتى نروم ـ معاشر النساء- دقة الإنجاز وأطروحته لا بد أن نسعى جاهدات في إبعاد ذواتنا عن الثقوب صغيرها وكبيرها.
• إن إيجاد التركيز واستحضار الفكرة امتلاك لزمام التطوير وفرح بالعواقب.
• نظل مخطئين إن كنا نتحدث من برج عاجي فهناك نساء ورجال أساءوا مفهوم الإنجاز الراقي، ولا يغيب عن الذهن صور الرائعين والرائعات وبالوناتهم الخالية حتى من وخز الإبر.
• بريق الزعامة والسيادة في عالم لا يقدّر المنجزين الحقيقيين ويترأسه أشباه المنجزين مؤشر يوحي بالقلق.
ختاماً.. إياك أن تثقب بالوناتك فينهار كل نتاج أحدثت!
سارة السويعد