هاجر السويلم
يشهد الموقع المعروف "الفيس بوك" انتشاراً كبيراً من قبل الكثير من الفتيات والشباب، حيث التعارف وتبادل الآراء أصبح أسهل وعبر طرق جديدة بعيداً عن الأساليب الروتينية والقديمة !
ومع كل أسف، فإن المتابع لهذا الموقع، أو للكتابات التي تدور حوله، يدرك مدى انبهار البعض بهذا الموقع، والذي أدى إلى تنازلات و تجاوزات يأسف لها الكيس الفطن.
الفيس بوك وتنازل البعض:
في موقع الفيس بوك، لم تكتفِ بعض الفتيات والنساء بوضع صور أطفالهنّ وأبنائهنّ، إنما تعدى ذلك إلى أمور أخرى خطيرة، فوضعن صورهنّ وصور صديقاتهنّ في المناسبات وحفلات الأفراح وفي سفراتهنّ بلا حجاب وفي أحلى حلة..!
ألهذا الحد وصل بالبعض إلى التنازل عن ثوابت كانت موجودة.. والفرح بإظهار مفاتنهم، حتى أصبحت اللامبالاة في تناقلها شيئاً عادياً عندهم.
وأعتقد أن كل ذلك من باب حب المظاهر.. فضلاً عن تضييع الوقت والجلوس بالساعات بلا هدف سامٍ يُسعى له الإنسان..
وقد طُرح هذا الموضوع في منتدى لها أون لاين و كان له صدى ولله الحمد..
هل الفيس بوك عالم مخيف – كما يقال - :
الفيس بوك مثله مثل أي تقنية حديثة في عالم النت.. هناك مثلاً المواقع، المنتديات، غرف الدردشة، المدونات إلخ. و كلاً منها يعتبر سلاحاً ذو حدين، إن استُخدم للباطل كان خادماً له، وإن استغل للدعوة والخير كان خادماً له كذلك.
والفيس بوك كذلك فيه السقيم وفيه الصحيح، واللبيب هو من يستغل ما فيه ليدفعه للأمام ويخدم به دينه وأمته ووطنه.
ومتى ما كان عارفاً تمام المعرفة عن خفاياه ودقائق أموره فضلاً عن الأمور الواضحة للعيان.. ومراقباً لربه جل وعلا سراً و علانيةً؛ فحري به أن يكون مطمئناً و آمناً بل داعياً للخير ونافعاً غيره في هذا العالم.
نعم هو عالم خطر نوعاً ما إن لم يتسلح المرء بما يكفيه من العلم به ودخل فيه على (عماه) يقبل هذا ويضيف ذاك.. و لا يعي شيئاً عن العواقب أو ربما يتساهل و يتنازل تمييعاً لهويته و تقليداُ لغيره؛ فما وضعوا نضع.
لا بد من نشر ثقافة الوعي عنه؛ فكثيرون هم من دخلوا ذلك العالم و تاهوا فيه.. بل ربما غرقوا في بحر تساهلهم و قربوا من الانحدار، أخلاقياً، وسلوكياً، ودينياً..! كل ذلك سببه الجهل به أولاً و عدم مراقبة الله سرا و علانية.
لذا بعدما ولجوه و ضاعوا فيه.. ممكن أن يقال عنه – في تلك الحالة - : عالم مخيف.. !!
و المؤمن كيس فطن، والحكمة ضالته؛ أينما وجدها فهو أحق الناس بها – كما قال الحبيب عليه الصلاة والسلام-.
عن هذا الجانب المهم.. أبدت الأخت (إشراقة الفجر) رأيها حيث قالت: الفيس بوك مثله مثل غيره من مواقع ومنتديات النت فيه الغث والسمين وأنت من يحدد تجاهك فيه..
و يقول الأخ : ابن جلا: في الفيس بوك المستخدم هو مسئول عن تصرفاتك وحتى المعلومات التي تضيفها تستطيع جعلها خاصة أو عامة للجميع أو للأصدقاء أو لأصدقائهم أيضاً.. هناك مجموعات رائعة وهناك مجموعات منحطة جداً.. والحذر ضروري ليس فقط من مسألة الإضافة فمن السهولة حذف من يتعدى حدوده أو رفض من لا يحتاج له أياً كان.. لكن هناك معرفة التقنية بسلبياتها وايجابياتها.
وتقول الأخت ريم بنت عبد العزيز: يحتاج المتفاعل في صفحات الفيس بوك ما يحتاجه من عملية وقائية ذاتية , نفسها تلك التي يستخدمها في استخدام الانترنت عموما وشبكات البريد والصفحات الشخصية والمدونات.
هل يحفظ الفيس بوك خصوصياتي إن أردت ؟
وتنقل الأخت صابرين عن خبر نشرته بعض وكالات الأنباء يقول: "رغم التحذيرات العديدة التي تطلقها الشركات التقنية حول هشاشة النظام الأمني للإنترنت، وسهولة اختراق وسرقة البيانات الشخصية، إلا أن الكثيرين لا يزالون يتعاملون مع الإنترنت وكأنه مكان آمن لحفظ البيانات والصور الشخصية، والمراسلات والمعلومات الهامة وغيرها.
وفي مؤشر جديد على عدم وجود أي حاجز يقف أمام المخترقين، قامت مجموعة في موقع (الفيس بوك) الشهير، تطلق على نفسها اسم "راقب معلوماتك" باختراق أكثر من 285 مجموعة خاصة وعامة، لتثبت أن هذا الموقع الذي تقوم شركات أمنية قوية لحماية بيانات مستخدميه، يمكن اختراقه بسهولة أيضاً.
وأكدت المجموعة التي استولت على 286 مجموعة منتشرة في موقع الفيس بوك خلال الأيام القليلة الماضية: أنها قامت بذلك احتجاجاً على الضعف في كيفية تعامل موقع التواصل الاجتماعي مع إدارة المجموعات في الموقع، وبالتالي ضعف أمان الإنترنت عموماً.
وبحلول الثلاثاء، كانت مجموعة "راقب معلوماتك" قد "اختطفت" 286 مجموعة ووضعت عليها شعارها الذي يحمل اسمها ونشرت رسالة احتجاج على "الجدار"، الخاص بالنشر في الموقع.
وجاء في رسالة الاحتجاج: "مرحباً، إننا إذ نعلن هنا أننا اختطفنا مجموعتكم على Facebook..
وهذا يعني السيطرة على أجزاء معينة منها، تتعلق بالمعلومات الخاصة بكم على الموقع..
وإذا أردنا فإنه يمكننا أن نظهركم بمظهر سلبي وسيء، الأمر الذي قد يؤدي إلى تشويه صورتكم أو خدماتكم."
ووفقاً للمجموعة الخاطفة، فإنه عندما تتنحى إدارة مجموعة ما في موقع Facebook، فإنه يمكن لأي كان أن يسيطر على تلك المجموعة وواجباتها، ما يمنحه إمكانية الوصول إلى المعلومات الخاصة والشخصية بكل سهولة، وكذلك إمكانية إرسال الرسائل لكل أعضاء المجموعة وسلطة إجراء تعديلات على تلك المجموعة.
وتقول الرسالة إنه "على سبيل المثال: يمكننا إعادة تسمية اسم مجموعتكم بصورة غير ملائمة وبشعة مثل 'ادعموا حقوق المتحرشين بالأطفال'، لكن لا تخافوا فلن نفعل ذلك. وفق ما ذكرت شبكة الـ(CNN) الإعلامية.
فيما تقول (الجدة الصغيرة): إن جميع بياناتك الشخصية قد تصبح متاحة جدا للعموم ضمن محركات البحث الشخصية مثل pipl.com والتي خطت خطواتها الأولى في هذا المجال (تقوم بعملية بحث تدعى باسم بحث الويب العميق).. التطور الطبيعي السريع الذي تشهده محركات البحث التقليدية فقد تصبح قريباً أي صورة عائلية أو شخصية قمت برفعها يوما على الويب متاحة للجميع وبكل سهولة وسرعة, وبدون أن تمتلك أي وسيلة لحذفها وإزالتها.
كيف لنا أن نسخر الفيس بوك لصالح الدين والأمة ؟
السؤال الذي يطرح نفسه: أين دوري و دورك.. أين هي الهمم في إيجاد أمور إصلاحية نضعها لأبناء الأمة.. كي نستغل هذا الموقع في سبيل ديننا وأمتنا..
نريد أعمالاً نطبقها لا أقوالاً... نريد أن ننشر قيمنا وأخلاقنا و مواهبنا كذلك.. ليكن لنا هدف واضح من دخولنا فيه!
من أجل أخواتنا وإخواننا قبل أن يغرقوا بالانفلات عن الثوابت.. وحفاظاً للهوية الإسلامية العزيزة..
كتبت لنا الأخت وطن الفرح بعض النصائح، حيث قالت: لنعلم أنَّ هذا الموقع يجسُّ نبض كُل أمَّة "منها نحنُ المسلمون" !الذيْ أعرفه أن ما إن تختبر اختبـاراً, جيداً كان أم سخيفاً..يستطيعُ رؤية النتيجة الذينَ لهم المقصدُ في ذلكْ !فَـ لِنُرِ منَّـا لـ أعداءِ الله ما لا يعتقدون!
فيما تقول الأخت قناديل: من خلال الفيس بوك نستطيع أن نصل لمن لم نستطيع الوصول إليهم في الواقع أو عبر وسائل التواصل الأخرى..نستطيع أن نتواصل مع الوزير... مع الداعية... مع المنشد.... مع المذيع.. مع الكاتب.. مع المسؤول.... كل شخص وهدفه من التواصل.
وتذكر الأخت رزين بعضاً من الأهداف السامية في استثمار ذلك الموقع، ومنها: إقامة دورات في الموقع بكيفية الدعوة في الموقع نفسه. تعلم اللغات بقصد الدعوة. مشاركة العالم الإسلامي في مناسباته سواءً أحزانه أفراحه من حيث إنتاج الأفلام التعريفية وغيرها.
من جهته، يذكر الأخ ابن جلا شيئاً من ذلك بالقول: "فلنكتب مجموعة هدفها إحياء سنن الصلاة.. وأخرى عن الصدقة.. وأخرى عن إيجاد البديل النظيف من المسموعات.. مسح الصورة السلبية عن المثقف الإسلامي.. تحسين صورة المثقف الإسلامي.. نصرة الفتاة المسلمة المتمسكة بدينها وحجابها".
ويضيف بالقول: لسنا في حالة سلم لنكسل ونستكين ونترك من هب ودب ليكتب.. المبادرة كفيلة بإرساء قواعد النجاح..
فيما تذكر الأخت (نسمة سحر) أمور أخرى، منها: "نقل بعض المحاضرات والمقاطع المؤثرة من موقع الـ youtube، كتابة المقالات اللي تنهض بالأمة، الإعلان عن محاضرة أو برنامج أو جمع للتبرعات وغيرها من أعمال الخير".
في النهاية أختم بعبارة وجيزة :
لابد أن يحدد المرء هدفا سامياً من دخول الفيس بوك.. وإلا فإن بقاؤه بعيداً عنه هو الأجدى به والأنفع.. والأسلم.
وكما قيل: إذا لم يكن للمرء عقل يقوده * * * فيوشـك أن يلقـى حساماً يقـده
لها أون لاين