لهنّ- مروة فتحي
مطلوب عروس.. أصبحت هذه الكلمة تتضمنها العديد من سطور إعلانات الصحف والمجلات, وأخيراً على شبكة الانترنت فأصبح هو "الخاطبة "الآن فما مدى الأمان وصلاحية واقتناع الشخص بهذه الوسيلة في الحصول على شريك العمر, هذا ما فجره برنامج " زينة " على الثانية المصرية مع أحد المتخصصين في هذا المجال .
تحدث د. محمد بيومي – مدرس علم الاجتماع بجامعة عين شمس – عن اختلاف العادات والتقاليد قديماً عن اليوم , معتمدين فيها على" الخاطبة " لكن الآن الأمور اختلفت تماماً, فقد يحدث الزواج من خلال التعارف في العمل أو عمل دردشة على الانترنت ونعرف أفراد منهم الجيد والسيئ .
وأشار د. بيومي إلى طبيعة مجتمعاتنا التي لا تقبل فكرة الزواج عن طريق الانترنت, خاصة من قبل الأهل لكن شباب الجامعة مقبولون على هذه الفكرة ولديهم من الوعي الكافي الذي يجعلهم حذرين لأي تصرف خاطئ, وعندما يحدث تعارف ما عن طريق الانترنت لابد من استكماله من خلال المنزل حتى تتضح كل الأمور.
وكذلك السؤال في محل عمل عن هذا الشخص للتأكد من مصداقيته, مؤكدا على ضرورة استخدام العقل في تحقيق أهدافي سواء كانت إيجابية أم سلبية, وأشار د.بيومي إلى أن الانترنت ما هو إلا وسيلة مثل الخاطبة لكنها مبهمة وقد يحدث نوع من النزيف.
دور الخاطبة
بينما تحدثت د. سحر غريب – صاحبة مجلة الكترونية – عن تجربه المجلة في هذا الموضوع ,فأشارت إلى قيامهم بعمل حملة على موقع الفيس بوك لتخفيض تكاليف الزواج, من كلا الطرفين – الشباب ,البنات- وتم عمل موقع باسم " رأسين في الحلال " لكنهم اكتشفوا أن عدد الفتيات كبير جداً, إلى جانب جديتهم في الارتباط بعكس الشباب فهم يستخدمون الموقع بغرض التسلية, لكنه في نهاية الأمر زواج الانترنت من النوع التقليدي بعيداً عن الحب .
وشاركهم فى الحوار اتصال هاتفي من الحاجة كوثر – خاطبة – للحديث عن هذا الموضوع فأوضحت أن الخاطبة مازالت مستمرة حتى الآن, لكنها تمارس هذا العمل من خلال بيتها فأي أم تتصل بها لتعطيها المواصفات وكذلك الشباب الراغبين في الزواج, مشيرة في حديثها إلى أن عدد الزيجات هذه الأيام قل كثيراً فهناك ركود في الزواج على حد قولها .
وتحدثت عن متطلبات شباب اليوم التي تكمن في اختيار فتيات ملكات جمال, والبنات يرغبن في الشاب ذو المال والسلطة, كما أن أغلب الرجال الذين يتقدمون إليها للبحث عن شريكة العمر أكثر من 40عام والفتيات أكثر من 30 عام.
وعقب د. بيومي على حديثها موضحاً أن شباب اليوم يرغبوا في الفتاة البالغة من العمر 25 إلى 30 عام لأنهم يفكرون في مدى قدرة المرأة على الإنجاب في سن صغير, فهذه ثقافة مغروسة لدي الشباب طبقاً لطبيعة مجتمعاتنا فلابد أن نواكب التطور التكنولوجي ونعلم شبابنا وسيلة للتعارف وليس بغرض التسلية .
تجربة حية
وشاركهم اتصال آخر من شاب تزوج عن طريق الانترنت ويدعى – هيثم – فقال " أنا أتجوزت عن طريق الشات وبقالي سنتين ونصف والحمد لله مبسوط وزوجتي مغربية ,ولو كنت أتعرفت على مصرية مكنتش هتجوزها لأن ثقافة مجتمعنا مختلفة تماماً عن المجتمعات الأخرى ".
لكنه أشار في حديثه إلى رفض والدته لهذه الفكرة من البداية, ومع ذلك لم يستسلم وذهب فعلا ً إلى المغرب وتزوجها على الرغم من معارضة أهلها أيضاً ,موضحاً في حديثه أن متطلبات الزواج في المغرب ميسرة عن مصر, فقد تزوج بشبكة بسيطة وكذلك المنزل لم يكن أثاثه أكتمل فقط غرفة واحدة ,وتم الزواج على هذا الوضع ومع الأيام بدأت حياتهم تتحسن قليلاً .
وعقبت د. غريب على حديثه مشيرة إلى أن هناك العديد من الفتيات الآن على استعداد أن يتنازلوا عن الشبكة في سبيل الزواج, وكذلك أثاث المنزل نظراً لتأخر العديد منهن في الحصول على الشريك المناسب.
بينما أوضح د. بيومي أن المجتمع لابد أن يواكب العصر, كما أن عدم توافر فرص عمل للشباب من ضمن أسباب تأخر الزواج, وكذلك الأجور المنخفضة فدائماً ما يقول الشاب لنفسه بكم سأدفع إيجار الشقة وبما سنعيش أنا وزوجتي، فالحياة اختلفت كثيراً.
ومن الجدير بالذكر أن هذه الظاهرة تنتشر بشكل كبير في العديد من الدول العربية , حيث يرى علماء الاجتماع أن تحرر المرأة خصوصا في السنوات الأخيرة, وانفتاح الشباب على حضارات غربية وإقامة هذا النوع من العلاقات ممكنا ومقبولا, فبعد أن كان ينظر للحب على أنه أحد المحرمات, وأن اختيار الزوجات والأزواج من اختصاص الوالدين, أصبح بإمكان الشباب الاعتماد على أنفسهم وعلى الانترنت في اختيار شريك أو شريكة العمر .
وقد يكون الدافع للتفكير بالزواج عبر الانترنت الرغبة في الاختيار بعيداً عن ضغوط الأهل وقراراتهم وأبسط سبب في ذلك الفروق بين الأجيال الناجم عن اختلاف المؤثرات التي يتعرضون لها .
واختتمت الحلقة بحديث د. غريب عن ضرورة تعليم أبنائنا استخدام تلك الوسيلة بشكل إيجابي, موضحة أن هناك كم هائل من البشر يراودهم إحساس اليأس من إيجاد شريك الحياة.