/نساء يكملن تعليمهن وهن أمهات.. والوقت بين المطبخ والكتب
نساء يكملن تعليمهن وهن أمهات.. والوقت بين المطبخ والكتب
التفاصيل
نساء يكملن تعليمهن وهن أمهات.. والوقت بين المطبخ والكتب (دي برس – حسام حميدي) رغم انشغالها بشؤون الأسرة وإدارة المنزل قررت "سعاد محمد" صاحبة الـ 40 عاما وهي أم لأربعة أولاد أن تكمل تعليمها الجامعي الذي لم تتمكن من إكماله في شبابها نظرا للظروف التي كانت تمر بها عائلتها إلى جانب أن مسألة تعليم المرأة لم تكن متنشرة في تلك الفترة كما هو الحال اليوم. "سعاد" التي أكدت أن قرارها جاء بعد تفكير عميق وحسابات مطولة لاقى قبولا وتشجيعا لدى الكثير من المقربين منها وخاصة زوجها وأبنائها الذين قاموا بتوفير الجو الدراسي الملائم لها الأمر الذي ساعدها كثيرا على تجاوز الكثير من العقبات التي تقف في طريق إكمالها للتعليم الجامعي، لافتة إلى حجم التغيير الكبير الذي طرأ على نفسيتها بعد ذلك. إثبات للذات الآن وبعد أن دخلت الحياة الجامعية تقول "سعاد" بأنها نظرتها لنفسها قد تغيرت بفضل التعليم الذي حولها إلى أم بالمعنى الكامل بالنسبة لأبنائها، فدورها لم يعد محصورا بإعداد الطعام وأعمال التنظيف بل أصبح يتعدى ذلك إلى مشاركتها لهم في مناقشة أمور الحياة السياسية منها والإجتماعية وحتى الإقتصادية بعد أن كانت تقضي ساعات طويلة في أمور لافائدة منها كالحديث مع جاراتها عن فلان وعلان الأمر الذي اشعرها بوجودها وأن لها دورها ورسالتها في الحياة ما زاد من ثقتها بنفسها أمام عائلتها وأمام المجتمع وساعدها على إثبات ذاتها.
إرادة تكسر الحواجز الطريق بإتجاه تحقيق الطموح لم تكن مفروشة بالورود كما يعتقد البعض، وإنما كغيرها من الطرقات امتلأت بالمصاعب والعقبات، إلا أن اصرار هؤلاء النساء ورغبتهن في تحقيق هدفهن مكنهن من التغلب على كل تلك العقبات، فـ "حسناء" ابنة الـ35 عاما والتي تخرجت من قسم الإعلام منذ عام وبتقدير جيد جدا كانت أكبر دليل على ذلك عندما تعرضت لمحاولات عديدة لإحباطها من قبل المحيطين بها، وهو ما اعتبرته أكبر تحدي يمكن أن يواجه المرأة في مثل هذه الحالة إلا أنها تمكنت من التغلب على تلك المصاعب وتحمل المشاق وإسكات تلك الأفواه الهدامة التي عانت منها طيلة فترة دراستها الجامعية إلى أن بلغت هدفها.
تقاسم الوقت وفي محاولة للتوفيق بين شؤون المنزل والتعليم شأنها في ذلك شأن كل الأمهات اللواتي يشاطرنها طموحها بإكمال التعليم تقوم "ناجية" ذات الـ 38 عام والأم لطفلين والحاصلة على شهادة في علم النفس التربوي، بتقسيم وقتها بين منزلها وجامعتها، لأنه تعتبر أن التعليم والأسرة على درجة واحدة من الأهمية فهي ومع كل احترامها للأمهات غير المتعلمات، ترى أن التعليم هو الأساس في تكوين الأسرة النموذجية، فالأم إذا لم تكن على درجة من التعليم فإنها وبرأيها لن تكون قادرة على التعامل مع أبنائها أو التفاهم معهم، الأمر الذي يجعل من التعليم شيء أساسي في تكوين الأسرة رافضة بذلك الكلام الذي تردده بعض النساء بأن الأسرة والإهتمام بها يأتي أولا.
طموح بلا حدود وعن مشاريعهن في مرحلة ما بعد التخرج كشفت العديد من الأمهات لـ"دي برس" عن رغبتهن في إكمال مشوارهن والحصول على درجة الدكتوراه فهن أكدن بأن عودتهن للتعليم من جديد لم يكن سوى خطوة أولى ستتبعها خطوات أخرى إذا كان في العمر بقية.