عندما تكون في سيارتك وتدير مؤشر الراديو لتستمع الى برنامج قديم, وتتذكر كل كلمة, بل كل حرف منه, فستندهش من تمكنك من تذكر هذه التفاصيل بصورة كاملة, وبعدئذ ينساب لحن اغنية قديمة وسرعان ما تستعيد اللحن والكلمات كما لو انها اذيعت بالأمس القريب.
من المعروف ان الدماغ مسؤول عن الذاكرة, وعن الابداع, والخيال, والاحلام وحل المشكلات وكثير من الوظائف العقلية, والمعرفية الاخرى, كما ان هناك جانبا مظلما في الذهن عندما نسمح له بالجموح, فقد يبدأ في العمل بشكل مضاد لك, فيسبب لك المرض النفسي والعقلي كالباراثويا, او الخجل, او الاحساس بالذنب او القلق او المخاوف. في الوقت الذي يكون هناك غرض ما من الخوف الا ان معظم المخاوف مبنية على اوهام واذا سمحنا للخوف, سينحرف الدماغ بشكل مفاجئ وغير متوقع, خذ مثلا عندما تستعد لالقاء كلمة فبدلا من ان نتصور الحديث المثالي, يبدأ عقلك في تخيل كل شيء واي شيء يمكن ان يكون خطأ, فقد تتخيل نفسك وقد سقطت من على المنصة او وانت في طريقك لها, او تتعثر في الحديث, وتبدو غبيا الى حد كبير, فلا عجب اذن من ان نجد كثيرا من الناس يعانون مما يمكن ان نسميه »رعب المنصة« او الخوف من مواجهة الجمهور.
لكننا لم نتعلم اننا يمكن ان نسيطر على تفكيرنا, ونتحرك في حياتنا معتقدين ان افكارنا ومشاعرنا هي نتيجة لما يحدث حولنا, وتفترض ان ذلك يحدث استجابة ذاتية.
ولكي تزداد وعيا بحالتك الذهنية وتركيزك الحالي اطرح على نفسك الاسئلة التالية:
ما الامور التي تميل للتفكير فيها غالباً?
هل هناك افكار معينة تجعلك يقظا اثناء الليل?
هل انت على وعي تام بما تملكه او بما ينقصك?
ما العادات التي تمارسها?
ما مقدار الوقت الذي تقضيه في التفكير في هذه العادات?
هل تميل افكارك للتركيز اكثر على السلبيات ام على الايجابيات?
استخدم اجاباتك على هذه الاسئلة كإرشادات لعمل بعض التغيرات التي تحتاج اليها.
بينما يكون من المستحيل السيطرة على كل فكرة تدور في عقلك, الا ان بمقدورك السيطرة على تفكيرك, فأنت تخير إما ان تفكر بطريقة ايجابية او بطريقة سلبية, ولك ان تقرر هل نصف الكوب ممتلئ بالماء ام انه فارغ? واختيارك اما ان يكون مخيفا او منعما بالامل يوحي بأفضل النتائج.
أذهاننا تعمل على مدار الساعة بشكل متواصل, ونحن غير واعين بمدى الجلبة والضجة التي تدور في اذهاننا, يمكننا ان نشبه العقل بطفل مفرط النشاط يشعر بالملل باستمرار ويبحث عن شيء ينشغل به, فلماذا لا تعطي هذا الطفل لعبة لكي يتسلى بها?
الالعاب التأكيدية هي الالعاب المثالية, بمعنى ترديد افكار ايجابية تبعث الثقة في النفس.
والعقل يحب تكرار الاشياء, وما يسعدك ان تعرف ان بمقدورك التحكم فيما يمكن ان يكرره الذهن بالتواصل الى افكار ايجابية تكررها اثناء ميل الذهن للتجوال طوال الوقت, انك تعلم عقلك عادة صحية جديدة, وعندما يقال ان الطفل المدلل يحتاج الى تأديب او هو يرغب في التأديب حسنا فعقلك الذي يشبه الطفل المدلل فإنه يتلهف الى بيئة ايجابية جديدة.
ما نوع الحياة التي تريد ان تحياها اعتبارا من الآن? وما المتغيرات التي تحتاج اليها لتنتهج حياة جديدة?
الآن بمقدورك تصميم الافكار والكلمات الايجابية التي تحافظ على تركيزك لتحقيق التغيير المنشود, وفيما يأتي نقدم لك مجموعة ارشادات لتكوين عبارات التوكيد الايجابي التي تعطيك المزيد من الثقة.
ان تكتب هذه العبارات وتقرأ بصيغة المضارع تبدأ ب¯ »انا....« او »انا اشعر ب¯.....« فإذا كتبت »انا آمل في.....« او »ان شيئا ما في طريقه....« فهنا انت تعبر عن الامل في شيء وانتظاره!!
اكتب العبارات بأسلوب ايجابي, وعلى سبيل المثال: »لن اظل متعباً طوال الوقت....«, وبدلاً من ذلك قل: »انا ممتلئ بالطاقة الحية طوال النهار«.
من المفيد ابتكار تأكيدات بها سجع او الاغنية المقفاة, حتى تكون جذابة للذهن.
اطلاق هذه العبارات بصوت عال, حتى تكون بصوت قوي.
كن مؤمنا بتأكيداتك, فلن تتحقق رغباتك ما لم تكن مؤمنا بها.
اجعل الجمل الايجابية جزءاً من طقوسك اليومية, يمكنك تردديها يوميا اثناء الحمام, وانت في الطريق الى العمل, او للمرأة عندما تقوم بإعداد الطعام, فيتعلم العقل عادات صحية جديدة.
دع ذهنك يمارس هذه العادة الذهنية في اطار مرح حتى تكافئ ذاتك بأروع المكافآت وهي تقدير الذات, ووجهة النظر الايجابية والاهم من ذلك كله ذهن ينعم بالصحة والحيوية والتركيز.
الألعاب الذهنية تغيّر حياتك إلى الأفضل
- التفاصيل