سهير بشناق
يتسيد الأحمر سيد الالوان واجهات محلات الورود اليوم في عيد الحب ,تعبيرا عن تدفق الدم في العروق وتزايد نبضات القلب المعبرة عن المشاعر الأنسانية .
فللحب عيده تتزين القلوب به وتستعيد دفء دقاتها وبريقها الغارق في هموم الحياة .
وبالرغم من ان الحب كمعنى كبير لا يرتبط فقط ( بالحبيب ) او الزوج بل ينبض مع الجنين في بطن امه ومع ابتسامة الابناء ومع عطف الام على ابنائها واحتضانهم ومع علاقة الانسان بالاخرين ومدى حرصه على ان تكون مليئة بالحب والصدق الا ان لعيد الحب طقوسا ارتبطت به ,فالوردة لها معانيها والهدايا في هذا اليوم اصبحت وسيلة للتعبير عن شعور المحبين وان كان ليوم واحد فقط . ويعود تاريخ عيد الحب واصوله الى اسطورة رومانية قديمة حيث كان يوجد مهرجان يسمى مهرجان الخصب «»وهو مهرجان روماني قديم كان يقام في 15 فبراير لضمان الخصب للناس والقطيع والحقول، وفي هذا المهرجان كان يتم التضحية بالخراف والكلاب.
وكما تشير الاسطورة الرومانية فأن هذا الاحتفال كان يقام علي شرف الإلهة «خونو - Juno» إلهة المرأة والزواج، والإله «بان - Pun» إله الطبيعة. ثم قام البابا «جلاسيس» باقتباس مهرجان الخصب الروماني القديم وتحويله للاحتفال بعيد الحب مع تغيير اليوم ليصبح 14 فبراير بدلاً من 15، ويقام هذا العيد علي شرف القديس الروماني «فالنتين» الذي تم سجنه وإعدامه لمساعدة الآخرين وكان ذلك يوم 14 فبراير عام 270 قبل الميلاد .
وتقول المصادر ان الإمبراطور الروماني «كلاديوس» أصدر أوامره بعدم الزواج أثناء وقت الحرب لأنه كان يعتقد أن الزواج يضعف من قدرة الرجال والجنود علي القتال في الحروب، لكن القس «فالنتين» ذهب ضد رغبته وكان يقوم بتزويج الأفراد وإقامة احتفالات الزواج، لذلك أصدر أوامره بسجنه.
وخلال فترة سجنه وقع في حب ابنة السجان العمياء الذي أثناء زواجه منها استعادت بصرها، وقبل إعدامه قام بإرسال رسالة لها استطاعت قراءتها جيداَ وكان الإمضاء «فالنتين» وقد ارتبط هذا اليوم بعد ذلك بإرسال الهدايا والبطاقات للتعبير عن الحب، وجاء هذا اليوم تخليداًً لذكرى القديس «فالنتين» وهو نفس اليوم الذي تم إعدامه فيه ليصبح يوم الحب العالمي .
وبالرغم من ان كثيرين لا يؤيدون عيد الحب كون الحب ليس له يوم واحد للتعبير عن شعور المحبين الا ان الاخصائيين الاجتماعيين يعتبرونه « فرصة « للتعبير عن مكونات النفس .
الدكتور حسين الخزاعي استاذ علم الاجتماع في جامعة البلقاء التطبيقية ايد الاحتفال بعيد الحب وعدم تجاهل هذه المناسبة كونها وسيلة اصبحت ضرورية للتعبير عن المشاعر في ظل بروز مظاهر الاغتراب الاسري وزيادة حالات العنف الاسري وارتفاع نسب الطلاق .
واضاف : ان هذه المظاهر السلبية المسيطرة على مجتمعنا تحتاج الى هكذا يوم من خلاله نعمل على مراجعة انفسنا واعادة الروابط الاسرية الى مسارها الصحيح بما تحمله من مشاعر حب ومعاملة حسنة بين افراد الاسرة الواحدة .
واشار الخزاعي ان عيد الحب يجب ان يكون بداية التزام لحياة اجمل تخلو من العنف او اي سلوك اسري غير سوي بحيث تكون الهدية بهذا اليوم تعبيرا عن نسيان الماضي وبداية جديدة تحمل معاني الحب والصدق في التعامل والراحة النفسية التي يحتاجها الازواج في ظل العالم الذي نعيشه والذي غابت عنه المشاعر الصادقة وسيطرت عليه مظاهر سلبية تؤثر على علاقات الافراد بعضهم ببعض . لمى عبد الهادي – اشارت الى ان عيد الحب مناسبة جميلة للتعبير عن مشاعر المحبين وهذا لايعني ان الحب يختفي من حياتنا باقي ايام السنة الا ان تبادل الهدايا بين المحبين وخاصة الورود يضفي مشاعر جميلة في حياتنا .
ويرى احمد الحسيني – طالب جامعي – ان الحب لا يحتاج ليوم واحد في السنة للتعبير عنه الا ان العادة درجت للأحتفال بعيد الحب بين المحبين الذين يتبادلون الهدايا في هذا اليوم خاصة الورود الحمراء.
ويعتبر ان الفتيات على وجه التحديد يرغبن باستقبال الهدايا بعيد الحب وهذا لا يعني ان يكون الحب مقتصرا على الحب بين الرجل والمرأة بل هو الحب بكل معانيه الكبيرة .
وتقول ام هيثم – ربة منزل - : لا اعتقد ان الاحتفال بعيد الحب يحمل اي معنى فهو عيد يتهافت عليه الشباب والفتيات لتبادل الهدايا , فالحب لا يحتاج ليوم واحد للأحتفال به خاصة لدى الازواج لان الايام هي التي تعبر عن مدى قدرة الازواج على الاستمرا ر بالحياة سوية وتحمل مصاعبها وهمومها وهذا لوحده يعني الحب الحقيقي . وبين مؤيد ورافض لعيد الحب يبقى هذا اليوم فرصة للتعبير عن مشاعرنا التائهة في هموم الحياة وأوجاعها, فوردة حمراء أو كلمة طيبة ,او اعتذار لمن أسأنا له ذات يوم , كلها تأكيدا تحمل في طياتها معاني كبيرة اكبر من معنى الوردة ..ولن نعدم الوسيلة لأجتراح ما هو انساني للتخفيف من آلام الآخرين.
ورود وكلمات طيبة في عيد الحب
- التفاصيل