عمر كلاب
أخطأت أعرابية في الحركات الإعرابية لاحد الاسماء الخمسة ، فاستنفر علماء النحو واعادوا للعربية نقاء حرفها وصفاء نطقها ، وانتجوا علم النحو وما تفرع عنه من علوم لغوية.
لم يحتج الامر ، لكل الادوات الانتاج الحالية ، لم تشكل لجنة لاختيار العلماء ومن ثم يبدأ التدخل في تشكيل اللجنة من اجل وضع الاقرباء والانسباء "اصلا لم تكن هناك مياومات ولا بدلات سفر" ولم يتدخل احد في مخرجات اللجنة ولا في وضع قواعد لمصالح ضيقة ، كانت المبادرة نابعة من قلب نابض بالحب والايمان لهذه اللغة ولهذه الامة.
صرخت أعرابية اسمها "ليلى" في عمورية ، فقامت الدنيا ولم تقعد ، زحفت الجيوش والشعوب نحو تحرير المرأة وحماية صرختها.
لم تجتمع الجامعة العربية ولم يتوان احد عن اللحاق بركب التحرير والنصرة ، كانت مبادرة نابعة من قلب حار لم يعرف طعم "الكنتاكي" و"البرغر" وباقي المأكولات المجمدة.
الان نمارس كل يوم الاعتداء على اللغة ، ننصب الفاعل دون خشية من الملاحقة القضائية او اللغوية ، نتصرف بالمبني على الضم ، نسعى لان يعوج الابناء اللسان ونغضب اذا جرفوا الحروف جرفا.
ونبكي على ضياع المبالغ الطائلة التي دفعناها للمدارس الاجنبية والخاصة.
نكسر الفاعل ولا يقف عالم واحد او يتحرك المجتمع لاحياء اللغة التي تكاد معارفها تندثر ، فقد انتهى زمن الاقلام لصالح زمن "اللاب توب".
ولذا خفتت الحرارة ، يحتاج الملايين الى دروس تقوية في اللغة العربية ، امس كان منزلنا سوقا للوراقين بحكم ان زوجتي مدرسة لغة عربية سابقة ، ضحكت قهرا من ضعف الجيل الجديد في اللغة ومن رداءة خطوطهم ، اكتشفت ان حصة الخط الغيت وان درس الاملاء يرسم رسما بعد ان يحفظ الطالب سطرا او سطرين من احد الدروس.
صرخت ليلى الاسكندرونية فضحكنا ، ثم توالى صراخ الليالي العربية ، من ليلى فلسطين الى ليلى العراق وليلى السودان وحتى العرب الجدد او المنضمين الى الجامعة ضحكنا على صراخ لياليهم ولم يتحرك احد.
المسألة مسألة حرقة وقلب حار ، ادعو لتشكيل جماعة لوقف تناول المأكولات المجمدة والى ذلك الحين سأدعو كل من اسمها ليلى الى التوقف عن الصراخ تأسيا بالقول المأثور اصرخي ليلى فلن تشحذي الهمم فالكل نعسان ولن تجدي فينا اليوم معتصم.
عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
جريدة الدستور