جمانة سليم
يتحرج الكثير من الناس من أن يوجه اليهم البعض أسئلة قد تكون بالنسبة لهم خطا احمر. مثل السؤال عن الراتب او الحالة الاجتماعية او العمر. وفي هذا يشترك الرجال والنساء على حد سواء. بل ان بعض الرجال يشعر بالحرج اكثر من النساء وبخاصة اذا وجد نفسه بلا زواج. اما النساء فالمسألة بالنسبة لهن غارقة في "الحساسية" بسبب طبيعة المرأة الرقيقة التي لا تحتمل الاسئلة المحرجة. كما ان هناك أسئلة التي تتعلق بالراتب وبخاصة اذا كان قليلا.

الاسئلة الخاصة

ويذكر "شريف نعيم" موظف بالقطاع الخاص ان اكثر الاسئلة التي يتحسس منها ويرفض الاجابة عليها هي الاسئلة الخاصة ، والتي يوجهها اليه بعض الاشخاص غير المقربين. ومن ابرز هذه الاسئلة هي "كم عمرك؟ او كم راتبك؟. ويستغرب شريف من الحاح الكثيرين في معرفة اجابة للسؤال الثاني معتبرا ان الامور المادية مثل قيمة الراتب الشهري امور خاصة وصعب الخوض في تفاصيلها. مؤكدا بانه لا يتجرأ على طرح مثل هذه الاسئلة على اقرب الناس له فقد استغربت زوجته عندما كانوا في مرحلة الخطوبة بسبب عدم توجهه لها بسؤال يتعلق بقيمة الراتب الشهري التي تتقاضاه من عملها كإدارية في احدى الجامعات الخاصة. وقد أكد لها بأن هذا الامر بالنسبة له خاص ولا يرغب بكشفه لاحد وتجنبا لاي ردة فعل قد تكون محرجة فإنه ايضا لا يفضل ان يسأل احدا عن دخله الشهري او بشكل عام عن حياته الشخصية.

ويرفض "نعيم الخطيب" تاجر وصاحب محل لبيع الاكسسوارات والعطور.الاجابة على اي سؤال يتعلق بتحديد مكانه كان يتصل فيه صديق او قريب ويسأله "وين انت؟" ويقول انه حتى الآن لم يجد اي تفسير منطقي لهذا السؤال فماذا يهم الطرف الاخر ان كان في الشرق او في الغرب مثلا. مشيرا الى انه في البداية كان يجيب على السؤال معتقدا ان المتصل يحتاج منه مساعدة وبحاجة لان يكون قريبا منه ليكتشف بعد ان يجيبه عن سؤاله انه يريد فقط ان يطمئن عليه او ان يطلب منه طلبا ليس له علاقة بالمكان او المسافة التي اتواجد فيها كأن يطلب منه رقم صديق او عنوان احدى المؤسسات.

سؤال العمر

وبكثير من الاستغراب تقول "نجوان" موظفة بالقطاع العام انها لا تجد اي تفسير لسؤال الكثيرين لها عن عمرها فهي تواجه هذه المشكلة بشكل يومي سواء من زملائها في العمل او من المعارف الجدد ، وتعتبر نجوان ان هذا السؤال خاص جدا فليس من حق احد معرفة عمرها وتتساءل ماذا يهم البعض ان كان عمري ثلاثين او اربعين مشيرة الى ان ما يلفت انتباهها ويجذبها للاشخاص هو طريقة تعاملهم معها وكذلك طريقة تفكيرهم حتى وان كان عمر احدهم عشر سنوات فالعلاقات - بحسب تعبيرها - لا تبنى على سنوات العمر.

"قديش حقها؟"

ويذكر "محمود ابراهيم" طالب جامعي ان اكثر ما يثير غيظه هو ان يتوجه اليه احد بسؤال يتعلق بقيمة سلعة او هدية او شيء قام بشرائه مثل ان يقدم لشخص هدية ويباغته بعبارة "قديش حقها"؟ ويستغرب محمود من هذا السؤال والذي يضع وراءه العديد من التساؤلات اهمها ماذا يهم الشخص المتسائل عن قيمة الهدية التي اقدمها له؟ ولماذا سيستفيد في حال ذكرت له قيمتها الشرائية.

اسئلة عاطفية

ومن ضمن الاسئلة التي تكره "عروبة" الاجابة عليها هي الاسئلة الخاصة وتحديدا التي تتعلق بعلاقاتها العاطفية حيث تستغرب من جرأة الكثيرين ممن لا يجدون اي حرج من ان يسألوها عن حياتها الخاصة سواء كانوا ذكورا او اناثا. واشارت الى انها وفي احدى المرات وجهت اجابة قاسية لاحدى الزميلات في العمل التي الحت ان تسمع اجابة منها عن وجود علاقة عاطفية بحياتها حيث كان ردها هو "ماذا يفيدك هذا الامر"؟بعد ان حذرتها من تكرار طرح الاسئلة الخاصة بها؟

وفي نفس الوقت تؤكد عروبة انها حريصة على عدم توجيه اسئلة الى المقربين والزملاء وحتى اقاربها وتترك سير الحديث بما يرغبوا بذكره فقط دون ان تقاطعهم بأية سؤال.

تدخل سافر

اما "نائلة موسى" ربة منزل فذكرت انها قامت بقطع علاقاتها مع الكثير من الجيران بسبب تدخلهم بحياتها وحياة اسرتها بشكل مبالغ فيه حيث كانت وفي كثير من المرات لا تجيب على اسئلة الفضوليين منهم وتكتفي بالصمت الا انها كانت تتفاجأ بإلحاحهم وتكرارهم لنفس الاسئلة التي تعتبرها خاصة ولا يجوز ان يعرفها اي شخص.

ومن ضمن الاسئلة التي كانت تزعجها هي اسئلة خاصة بقيمة الراتب التي يتقاضاه زوجها وكذلك بعض الاسئلة الخاصة بطبيعة العلاقة بينها وبين زوجها كما انها كانت تتذمر من الاسئلة التي تتعلق بمستقبل بناتها اللاتي يدرسن في الجامعة وان كان قد تقدم لخطبتهن احد ما وكذلك كانت تستغرب تدخلهم في سؤالها عن الضيوف الذين يزورونها وعما اذا كانوا اقاربهم ام من معارفهم.

واشارت السيدة نائلة الى انها في البداية كانت تتحرج من عدم الرد على اسئلتهم ، الا انها اكتشفت بان خجلها قد اوقعها في الكثير من المشاكل.

 

الدستور

JoomShaper