ثمة اشخاص تبدو عليهم السعادة دائماً, مهما كانت الظروف المحيطة بهم, بل لعلنا لا نبالغ اذا لاحظنا ان بعضاً منهم كلما تكاثرت عليه الهموم ظل متمسكاً باهداب السعادة كأن شيئاً لم يحدث غير آبه لكل الكآبة المحيطة, وعندما تحاول فهم سبب سعادة هؤلاء قد تشعر بالحيرة وتتساءل: هل هؤلاء الناس بلا مشكلات في حياتهم? أليس هناك ضغوط عليهم? ألا يتعبون الا يشعرون بالتوتر? اليس لديهم اولاد يحاصرونهم بالمطالب? وزوجات يجأرن بالشكوى, واصدقاء مزعجون?
والاجابة المذهلة: نعم لانهم يعيشون على الكوكب نفسه الذي نعيش عليه, لكنهم ينتهجون اسلوباً اخر في التعامل مع امور الحياة ما يجعلهم اكثر سعادة واكثر مرحاً. اجمع الخبراء على ان هناك اسراراً يخفيها هؤلاء السعداء قد لا تعرفها, لكننا نتيح لك ان تتعلم هذه الاسرار حتى تتمكن في اللحاق بقطار هؤلاء السعداء الذين تندهش من تصرفاتهم حيال كل متاعب الحياة.

1- الحياة في الحاضر
السعداء لا يقفون على عتبات الماضي مثل باقي الناس, ويركزون على ما يحدث حولنا ويستمتعون بعاطفة حقيقية تعترف من سحر السعادة الآنية لهذه اللحظة.
في المقابل يميل الكثيرون منا الى الاقامة الدائمة في كهوف تجاربهم السلبية فتتقلص سعادتهم على المدى القصير والبعيد.
الحياة في الحاضر تخلق وعياً مميزاً بالحياة من حولك وتتيح لك الاستمتاع بما تفعله من دون حمل حقائب مهلكة من الذكريات والتوقعات المولودة من رحم الماضي, لذلك فالسر الحقيقي هنا هو ان تفتح عينيك على النشاط الحالي, وستتحقق لك السعادة.

2- علاقات اجتماعية قوية
سواء كانت علاقات حميمية او صداقات قوية, او وجود اسرة ذات علاقات متماسكة يدعم بعضها بعضاً.
عندما تحمل اعباء الحياة كلها على عاتقك سيكون العبء باهظاً, لكن الاسرة والاصدقاء والزوجة, والابناء يمكنهم ان يحملوا معك جزءاً من أعباء الحياة ومسؤولياتها. ومن دون هذا الدعم تتحول الحياة الى كدح قاس يتخلله الهم والكدر.
والاسرة والاصدقاء يشاركونك في كل الافراح والاتراح في جميع المواقف, المهم ان تكون العلاقات قوية ويغلفها الحب.

3- رب امرئ عرف قدر نفسه
هؤلاء السعداء لا يحاولون ان يكونوا اشخاصاً اخرين غير شخصياتهم الحقيقية, انهم يتحدثون ويمشون ويتصرفون من دون محاولة للتأثير على الغير, ولا يخفضون نغمة صوت ضحكاتهم الصاخبة, كما انهم لا يرتدون ملابس تنكرية او ملابس انيقة لكي يعتقد الاخرون انهم على درجة عالية من الاناقة, انهم يحافظون على ذواتهم الحقيقية بلا تكلف او تصنع عندما تحاول ان تكون شخصاً اخر معناه انك تعتقد ان شخصيتك غير قوية وانك لست جيداً بما يكفي وكيف اذن من المفترض ان تكون سعيداً وانت غير راض عن نفسك? تأكد انك لن تكون شخصاً آخر.

4- انهم لا يتذمرون
لا تصدر عن هؤلاء السعداء اي شكوى حول ما يحدث لهم من احداث, ويتوقفون عند هذه الاحداث ويركنون لها اياماً بدلاً من الحركة.
الشكوى عاطفة شديدة السلبية لانها لا تحقق شيئاً للمرء اللهم الا الشعور بالتعاسة, وقلة الحيلة, ولم نسمع عن شكوى استطاعت حل مشكلة ما, لذلك عليك ان تتخلص من الاعراض السلبية التي ترسلها موجات الشكوى والتذمر, وكيف ستكون سعيداً وانت دائم الشكوى?

5- إنهم يفعلون ما يجعلهم سعداء
لكل منا هدف ما في حياته يريد ان يفعله والسعداء لا يمتنعون عن ذلك بل يفعلونه بكل ثقة, في اعمالهم وفي انشطتهم اليومية وفي حياتهم بصفة عامة. اذا كرهت عملك ثم غيرت هذا العمل الى اخر تحبه وتعشقه لاشك ان التعاسة ستهرب من نافذتك ولن تظل مقيمة معك اقامة جدية, كن مرحاً في كل جوانب حياتك اليومية وسوف تأتي اليك السعادة مهرولة.

6- يركزون على الجانب الإيجابي دائماً
هناك جانبان في الحياة احدهما ايجابي, والاخر سلبي والسعداء هم الذين يرون وبوضوح كل ما هو ايجابي, وبعبارة اخرى يرون النصف المملوء من الكوب ولا يضيرهم ان النصف الاخر فارغ مثلما يفعل التعساء والمتشائمون.

7- يتمتعون بالفهم ورقة الفؤاد
الشعور الطيب والتعاطف مع الاخرين سمة مهمة من سمات السعداء, ان كل المواقف التي تتعامل فيها معهم تقول: كل الاطراف فائزة...ولا خاسر.
عندما تتحلى بروح المشاركة الوجدانية مع الآخرين ستمتد يدك لمساعدتهم وهم بدورهم سيردون لك الجميل, وتصبح الحياة مليئة بالاشخاص المتعاونين والمتراحمين والذين يجدون في العطاء لذة وسعادة بالغة.

JoomShaper