عمونيون
* عوني الزعبي 
كلما يهلّ علينا شهر ربيع الأول نتذكر جميعا مولد أعظم شخصية في الوجود، وهي شخصية محمد صلى الله عليه وسلم الذي اصطفاه الله تعالى من خلقه، وأرسله رحمة للعالمين.
والاحتفال بهذه المناسبة العظيمة ليس باقامة الزينات، أو رفع الرايات، أو توزيع الحلوى، إنما احتفالنا بأن نتذكر هذا الرسول العظيم، أن نعيش في ذكراه، أي نعيش في ذكرى رسالته صلى الله عليه وسلم.
إن هذا الرسول العظيم قد ترك لنا رسالة عظيمة خالدة، صالحة مصلحة لكل زمان ومكان، والاحتفاء والاحتفال به أن نتذكر تلك الرسالة، رسالة محمد صلى الله عليه وسلم. فلما كانت البشرية تتخبط في صحراء التيه وظلمات الجهل والظلم ؛ التي تتحكم في علاقات الناس من عبادة الأصنام إلى العصبية القبلية والحروب الطاحنة بين الدول والقبائل إلى إهانة المرأة وإذلالها واعتبارها سلعة تباع وتشترى وتُورث كما يورث المال فضلا عن وأدها وهي على قيد الحياة ؛ أكرم الله- عز وجل البشرية بمبعث خير البشرية ليسلك بها طريق النور والهداية فأشرق تاريخها وانجلى ظلامها ونظم علاقات البشر برسالته العظيمة التي نظمت علاقة الإنسان بنفسه وبخالقه وبغيره من بني البشر ، هذه الرسالة التي صهرت الشعوب ووحدتها على العقيدة .

والحق أنه يتوجب علينا أن نقف أمام هذه الذكرى العظيمة وقفة إجلال وإكبار ونستمد منها الدروس والعِبَرْ والمعاني والدلالات العظيمة.. ونقتدي بنبينا محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم ونهج الصحابة الذين اقتدوا بالنبي خاتم المرسلين والتزموا بتعاليم ديننا الإسلامي الحنيف وتطبيقها عملياً في الحياة.. فانتشر الإسلام في كل أرجاء الدنيا ليظل راسخاً رسوخ الجبال إلى يوم الدين..
وانطلاقاً من ذلك يجب علينا أن نحرص ونؤكد على أن الاردن .. وطننا الغالي هو حبنا الكبير الذي يتحتم علينا جميعاً (مسؤولين ومواطنين وأحزاباً ومؤسسات مجتمع مدني) أن نعمل على تعزيز الوحدة الوطنية.. وترسيخ الأمن والاستقرار.. وزرع روح المحبة والتآخي والتكافل الاجتماعي والحفاظ على منجزاتنا ومكاسبنا الوطنية.. والمشاركة الفاعلة في كافة مجالات الحياة.. وذلك إيماناً منا بأن المسئولية الوطنية لا تتحملها القيادة السياسية فقط.. بل هي مسئولية مشتركة تقع على عاتقنا جميعاً.
وبنفس الوقت على الحكومة أن تكون القدوة في تحمل المسئولية والعمل بكل جدية وتفانٍ لإنجاز المهام المناطة بها في كتاب التكليف السامي وبما ورد على لسانها بالرد على كتاب التكليف وان تضع خطة عمل علمية نابعة من الواقع الاردني تتضمن أهم متطلبات المرحلة الراهنة.. وترجمتها واقعياً.. وذلك بالبدء بالاصلاح السياسي الذي هو الان مطلب الشارع الاردني .
كذلك الاهتمام بمحاربة الفساد والمفسدين واحالة قضايا الفساد التي طفت أخير الى السطح مثل قضية موارد وسكن كريم ......وغيرها مما تعرفه الحكومة اكثر مما نعرفه نحن ابناء الشعب .

قال تعالى : من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا .... صدق الله العظيم

JoomShaper