سحر المصري
تتنكَّر لأحاسيسها.. وغالباً ما تدخل في حوارٍ مضنٍ مع قلبها تخرج من بعده مهدودة.. مثقلة بالوجع!
تعلم أنها أدخلت نفسها في أتون الحب المحرِق.. هو هكذا حين لا يكون هناك ثمّة أمل.. فتتكسّر نصال الألم على النصال.. وتذوب الحياة همّا..
تكره ضعفها.. تحاول جاهدةً الانسلاخ عن شغاف قلبها فتخفق.. وتخرّ قواها أمام لسعة شوق تُرديها أرضاً وتقدِّمها قرباناً على مذابح الوله.. وما أحقره حين لا يرتدّ إليها متجاوبا..
وإن تمادى معها اكفهرّت ملامحها.. فهناك يكمن غضب الرب!
تكزّ مشاعر الرغبة على أحاسيس الخوف.. فيصدر أنين خافتٌ ولكنه يصمّها عن كلّ صخبٍ يحيط بها!
في داخلها ضجيج وزئير وغضب! وعلى محيّاها ابتسامة ودودة تقابل بها كل أحد.. إلا تلك القابعة في المرآة! فلا تكاد تقربها حتى يختفي القناع ويزمجر الأسى!
تتلفتّ يمنة ويسرة هل من سبيل إلى الهروب من جلدها؟! تحاول الخلاص دون جدوى.. ولا من مُعِينٍ في وحشة الغربة عن وجودها إلا نبضٌ يتيم يقاوم شغفها لمن حسبته يوماً حبيبها.. ويستجدي عقلها التدخل دون نتيجة!
تباً له من قلب.. وتباً له من حبيب.. وتباً لها من دنيا!
تستمطر بعض قدرة على الصمود..
تواجه نفسها الحمقاء بحقائق جليّة للعيان غائبة عن بصيرتها الموشّحة بسواد الحب العذري المسيطر على كيانها!
لا يستحق منك كل هذا الإنصهار في ذكراه.. والانبطاح في معبده المنطفئ الشمعات!
لربما كانت نزوة مرّت به يوماً ثم سريعاً ما استفاق على دندنةٍ أُخرى!
أو ربما ندِم على اختيار أُتيح له في زحمة مهامٍ أجبرته على خوضٍ أراد التنحي عنه حين استفاق!
أو ربما فرّ من نبضٍ سيطر عليه ذات ضجر!
أو ربما بهره لجين ألمع منك!
تصمّ آذانها تمتمات محرِقة.. ومداخلات عاقلة.. فتخيّبها محاولات الهروب إلى أنفاق سوداء تفوح منها رائحة الانحدار!
إلى متى تبقين تلهثين وراء سراب؟! والعمر يمضي!
اصبغي شيب أيامك بحنّاء الحقيقة المرّة.. وارضخي للقدر
حبيبك لا يستحقكِ!
أفيقي!
ولم تفِق من ثورة العقل بعد حتى تأتيها رسالة تسحق بقايا كبريائها المزروع في درب الفتن..
“انسي الماضي! تجاهليه! فأنا ها قد فعلت”
تغلق الجوال.. وتتمتم..
“سحقاً.. بعتُ نبضي في سوق النخاسة.. وبثمنٍ بخس