ليلى الصالح
عندما أتحدث مع أي شخص وخاصة إذا كان غريباً، تقف الكلمات على شفتي ويتعثر خروج الكلام، وعادة ما أتلكأ في إخراج الكلمات، ويصيبني التوتر مع حدوث رعشة في رموش العينين وحركات لا إرادية في اليدين والقدمين وجفن العين.
فهل هناك وسيلة تخلصني من هذه المشكلة .. التأتأة.
التعثر في نطق الكلام مشكلة تواجه بعض الفتيات وتسبب لكثير منهن الخجل والإحراج وتصبيهن بمشاكل نفسية عديدة
تقول الدكتورة رواء زين العابدين في كتابها حيرة البنات هناك ثلاثة عناصر رئيسية تتحكم في خروج الكلام من الفم:
الجهاز الكلامي: الفم، الأسنان، اللسان، الشفتان، الفكان، الحنجرة.
المخ وما به من مراكز الكلام.
الأعصاب التي تنقل الإشارات من المخ إلى الجهاز الكلامي أو العكس.
فأي خلل في هذه العناصر الثلاثة من الممكن أن يؤدي إلى عيوب وأمراض الكلام وخاصة التأتأة.
كما أن حدوث مشاكل في جهاز السمع من الممكن أن يؤثر على النطق وخاصة إذا حدثت هذه المشكلة في الطفولة، فعملية الكلام هي تقليد لما يسمعه الشخص من ألفاظ وأصوات.
السبب الرئيسي:
السبب الغالب في معظم حالات التأتأة هو السبب النفسي مثل:
-         فقدان الثقة بالنفس.
-         القلق والتوتر والاكتئاب.
-         فقد الأمن والطمأنينة.
-         الخوف والوسواس.
-         الصدمات الانفعالية.
-         الحرمان العاطفي.
وفي نسبة لا يستهان بها ممن يشكون التأتأة نجد أن هذه المشكلة تزداد بوضوح عندهم، عند تعرضهم للمواقف العصيبة الحرجة، ومواجهة أشخاص غرباء، وكذلك عندما لايشعرون بالطمأنينة.
ونجد هؤلاء الناس يستطيعون الكلام بصورة طبيعية عندما يكونون بمفردهم وعندما يشعرون بالطمأنينة وعدم الخوف.

فما هو الحل...؟
تقدم  الدكتورة رواء زين العابدين في كتابها حيرة البنات مجموعة من النصائح التي تساعد الفتيات في تجاوز مشكلة التأتأة لديهم.
-         عزيزتي المصابة بالتأتاة يجب أن تتأكدي أولاً من أنك لا تعانني من أي مشكلة عضوية في العناصر المتحكمة في الكلام، بداية من المخ والأعصاب واللسان والحنجرة وجهاز السمع مع علاج أي خلل في هذه العناصر.
-         لما كان السبب النفسي هو السبب الرئيسي في التأتأة، لذا يجب أن يعود للفتاة المصابة بالتأتأة الاتزان الانفعالي عند مواجهة أي حدث، ويجب أن يدب بداخلها الثقة بالنفس، وتثق في قدراتها على المواجهة والتصدي.
-         قد يفيد الحالة طبيب متخصص في الأمراض النفسية ليساعدها في استعادة ثقتها ويبث فيها الطمأنينة.
-         قد يفيد مع العلاج النفسي التدريب المستمر على نطق الكلمات والجمل بطريقة سليمة مع التدرج في التعليم النطقي بداية من المواقف السهلة البسيطة مروراً بالمواقف الصعبة.
-         هناك بعض التمرينات الكلامية الإيقاعية، وتمرينات لطريقة النطق يمكن ممارستها والمواظبة عليها مع المتخصصين.
-         ننصح بقوة الفتاة التي تعاني من التأتأة بعدم الانزواء أو الانعزال عن المجتمع، بل مطلوب منها الاندماج والتفاعل مع الناس والتحدث معهم، بدون خوف أو خجل، ولو تعثرت في الكلام مرة، يمكنها أن تتحدث بطلاقة في المرة القادمة طالما أنها واثقة بنفسها وبقدرتها على العلاج.

 

لها أون لاين

JoomShaper