يوسف صادق
تختلف فتاة عن أخرى إذا ما خيرت بين الدراسة أو الزواج، لكن معظمهن يفضلن الإثنان معاً في حال توفرت الشروط اللازمة والظروف المهيأة لذلك، إلا أن مختصين رأوا أن أمكانية توافق الفتاة بين الدراسة والزواج معاً، يعود لأسباب متعددة.
وتعتقد شيرين خالد (22 عاماً) أن إمكانية تحقيق الزواج خلال الدراسة أمر جيد. وقالت لإيلاف "لكن الأمر سيكون صعب جداً إذا ما كان الزوج نكدياً وله أطباع صارمة".
وأضافت الفتاة التي تدرس في جامعة الأقصى بغزة "في هذه الحالة تزيد أعباء الفتاة، ولا تستطيع القيام بدورها كزوجة وطالبة بنفس الوقت، ولن يتهيأ لها الجو المناسب للدراسة والتركيز الصحيح"، مشيرةً إلى أن الرجل يجب أن يراعي ظرف زوجته بشكل كبير أثناء دراستها.

وقديماً، كان أولياء أمور الفتيات يفضلون زواج إبنتهم عن التعليم، ولا يعيرون إهتمام لتعليمهن، إلا أن الأمور تغيرت بشكل كبير، خاصة بعد قدوم السلطة الوطنية الفلسطينية إلى الضفة الغربية وقطاع غزة، وباتت فرص المرأة في العمل أكثر من ذي قبل، ما أدى إلى رغبة عارمة لدى أغلب الفتيات في إكمال تعليمهن الجامعي، مما يتيح لهن فرص أفضل للعمل.

وترى نيلي المصري أن الزواج أمر حتمي على أي فتاة. وقالت لإيلاف "نظرة المجتمع الفلسطيني للفتاة تكون أكثر سلبية من المتزوجة، إلا أن الفتاة التي تتزوج أثناء دراستها الجامعية تتعرض لضغوط نفسية أكبر بكثير من الأخريات، ويمثل لها تحدي كبير في الحياة الأسرية والعملية".

وأضافت المصري التي تعمل في مجال الإعلام النسوي الرياضي في قطاع غزة، "لا بد من تعاون واضح وصريح بين الزوجين، لأن الزوج بإمكانه أن يساهم بشكل كبير في إنجاح حياة زوجته المنزلية والتعليمية".      

وتقع الفتاة في غزة تحديداً في حيرة من أمرها خاصة إذا ما كان في طريقها شاب مناسب ومؤهل للزواج منها. ويمثل اتخاذ قرار الزواج من عدمه ضغطاً كبيراً على عاتق الفتاة خاصة إذا كانت في مرحلة الدراسة الثانوية، وتبدأ التساؤلات والخيارات تدور في عقلها، هل تتزوج وتتحمل مسئولية بيت وزوج وأولاد وتترك الدراسة، أم تكمل دراستها الثانوية والجامعية وتؤجل فكرة الزواج إلى ما بعد الجامعة، أم تستعين بالخيار الثالث التي تتمناه معظم الفتيات هنا، وهو الزواج وإكمال الدراسة في آنٍ واحد؟. لكن الإشكالية تكمن عندها في حال إستيعاب الزوج لطموحات زوجته العلمية، وظروفه المادية التي تسمح لها بإكمال دراستها.

ورأى الأخصائي المجتمعي من برنامج غزة للصحة النفسية أسامة فرينة، ضرورة وجوب ربط الموضوع بالثقافة الاجتماعية الموجودة في المجتمع. وقال لإيلاف "قديماً كانت الثقافة المنتشرة لا تسمح للفتاة بأن تتعلم بل إن بعض العائلات كانت تنظر لتعليم الفتاة على أنه مضيعة للوقت والمال معاً. وحتى يومنا هذا، ما زالت بعض فئات مجتمعنا تخضع لثقافة خاطئة, حيث ووقعوا فريسة لبعض المعتقدات المبنية على مجموعة من الأحاديث الموضوعة والموروثات غير الصحيحة".

وأضاف فرينة "تحولت الثقافة المجتمعية بشكل أفضل خلال الأعوام الماضية، وبات تقبل إكمال الفتاة لدراستها أكثر بكثير في مجتمعنا, خاصة في وجود نماذج كثيرة عبرت فيها المرأة المتعلمة والعاملة عن مدى إدراكها وقناعتها بضرورة تقاسم الحياة بينها وبين زوجها وإعانته".

وأكد الأخصائي المجتمعي أن ثقافة الأم وتعلمها "يعطي حصانات لأجيال قادمة, وتستطيع أن تنشأ جيلاً مفيداً للمجتمع يواجه المشاكل المستقبلية المحتملة".

 

إيلاف

JoomShaper