حسن سباق
بِرَغْمِ الْحِصَارِ وَرَغْمِ الْجِدَارِ سَآتِي إِلَيْكِ
لأُضْرِمَ شَمْعَكِ نَارَ شُجُونِي وَأَسْقِيَ أَرْضَكِ دَمْعَ عُيُونِي
وَأُسْرِجَ خَيْلَكِ غَيْظًا مُوَشَى بِكَفٍ تَمَدَّدَ نَحْوَ السَّمَاءِ
لِيَلْعَنَ عِنْدَكِ كُلَّ الطُّغَاة وَكُلَّ البُغَاةِ وَكُلَّ الْجُنَاة
سَآتِي إِلَيْكِ صَبَاحَاً وَلَيْلاً وَوَقْتَ الظَّهِيرَةِ قَبْلَ الزَّوَالِ وَبَعْدَ الزَّوَالْ
* * *
سَآتِي لأَغْزِلَ مِنْكِ قَصِيدًا بُرُودًا بِنَقْشِ الْحُرُوفِ الْعَطَاشَي.
فُنُونًا وَدَلًّا وَسِحْرًا يُحَاكِي خَيَالَ الْحِسَانْ
* * *
سَآتِي عَلَى مَتْنِ هَذَا الْجَوَادِ وَسَيْفِي يَرَاعٌ سَيَقْطَعُ مِنْكِ وَرِيدَ الْمِدَادِ
يَسِيلُ إِلَيَّ حُرُوفَ قَصِيدٍ أَحُطُّ عَلَيْهَا نِقَاطَ الْحَيَاةْ
* * *
سَآتِي وأفتح دَوْحَ الْفُؤَادِ لِيُنْشِدَ شِعْرَ الشُّمُوخِ جِيَادًا عَلَيْهَا الْفَوَارِسُ
عُرْبٌ نَشَامَى تُطَوِّحُ سَيْفَ الْمُثَنَّى يُخَاطِبُ أُمَّ عِمَارَةَ:
هَذَا صَلِيلُ سُيُوفِ الْجِهَادِ وَتِلْكَ دِمَانَا عَلَيْهَا شُهُود
فَعَنْكِ نُسَيْبَةُ إِنَّا رِجَالٌ
وَلَكِنَّ زَيْفَ الرِّجَالِ سَقَانَا كُؤُوسَ النِّسَاءْ
* * *
سَآتِي إِلَيْكِ لأَحْمِلَ عَنْكِ هُمُومَ الطَّرِيقِ هُمُومَ الْحَوَارِي هُمُومَ الأَزِقَّةِ
ضِيقَ الْجَوَارِي بِزَيْفِ الرِّجَالِ وَحَيْفِ القُضَاةِ وَمَوْتِ العِيَالِ وَهُمْ يَسْلُكُونَ طَرِيقَ الْمَدَارِسِ وَقْتَ الشُّرُوقْ.
* * *
سَآتِي إِلَيْكِ أَقٌصُّ عَلَيْكِ دُمُوعَ الصِّغَارِ تُشَيِّعُ كُلَّ صَبَاحٍ شَهِيدًا
وَتَدْفَعُ كُلَّ مَسَاءٍ وَلِيدًا وَتَكْتُبُ أَنِّي مَلأْتُ الفَضَاءَ صُرَاخًا سَيُعْلِنُ أَنِّي لَعَنْتُ سُكُوتَ الرِّجَالْ
* * *
سَآتِي إِلَيْكِ وَكَفِّي وُرُودٌ وَصَدْرِي عُهُودٌ
وَدِيوَانُ شِعْرِي أَغَارِيدُ حُبٍّ وَمَجْدٌ تَتُوقُ إِلَيْهِ الْقُلُوبُ
تَشدُّ إِلَيْهِ جَمِيلَ الرِّحَال
وَتَحْمِلُ هَمًّا يُزِيلُ الْجِبَالَ وَيَفْرِي الْجِدَارَ
وَتَغْسِلُ عَارًا بِهِ أَلْفُ عَار
سَآتِي إِلَيْكِ سَآتِي إِلَيْكِ.
سَآتِي إِلَيْكِ
- التفاصيل